واشنطن تنسق مع الكويت... والدوحة مستعدة لبحث الطلبات

● العراق ينضم لجهود حل أزمة قطر والعبادي يزور السعودية ويؤكد أن «الفدية» محجوزة
● قرقاش للدوحة: عالجوا جوهر المشكلة ولا تتهربوا بالتدويل... والإجراءات ليست حصاراً

نشر في 12-06-2017
آخر تحديث 12-06-2017 | 19:30
حافلة تحمل صورة أمير قطر خلال تجمع مؤيد له في الدوحة أمس الأول (رويترز)
حافلة تحمل صورة أمير قطر خلال تجمع مؤيد له في الدوحة أمس الأول (رويترز)
في إطار المساعي الرامية إلى حل الأزمة الخليجية، أكدت الدوحة أن واشنطن تنسق مع الكويت وأن السلطات القطرية مستعدة لبحث أي طلبات تقدم لها من قبل الدول الأربع.
أكد وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن أمس، أن بلاده والولايات المتحدة على اتصال بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، الذي يقوم بمساعٍ وجهود لحل الأزمة الخليجية.

وغداة تصريحات وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد، الذي أكد أن قطر مستعدة للإجابة عن هواجس السعودية والامارات والبحرين ومصر، قال بن عبدالرحمن: «مستعدون لبحث الطلبات»، مضيفاً «الحوار الدبلوماسي هو الحل، لكن يحتاج لأسس لم تتوافر حتى الآن».

ويبدأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زيارة تاريخية للسعودية غداً هي الأولى له منذ توليه السلطة أواخر 2014. وتأتي زيارة العبادي التي يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد أن عرض الرئيس العراقي فؤاد معصوم التوسط أو الانضمام إلى جهود حل «الأزمة الخليجية».

وذكر مصدر دبلوماسي، رفض ذكر اسمه أمس، أن تداعيات الأزمة بين السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، إضافة إلى الوضع على الساحتين العراقية والسورية، وتعزيز العلاقات الثنائية من خلال إنشاء مجلس تنسيق مشترك وتأمين الحدود بين البلدين، بعد انهيار تنظيم «داعش» في الموصل ستتصدر محادثات العبادي مع المسؤولين السعوديين.

وأشار المصدر إلى أن «أجواء إيجابية بدأت تسود العلاقات بين البلدين منذ زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للعراق في أواخر فبراير الماضي، ولقائه بالعبادي وكبار المسؤولين العراقيين، وأعقبتها زيارة وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أواخر مايو الماضي إلى بغداد، بحث خلالها مع مسؤولي الحكومة العراقية الوضع في سوق النفط، ومسألة تمديد اتفاق خفض الإنتاج».

وكشف المصدر عن وجود رغبة لدى الطرفين للتعاون بشكل «واضح وجلي» فيما يخص ملفي إيران و»الإرهاب» في المنطقة، بغية الوصول إلى عدة تفاهمات لمواجهة كل التحديات التي تواجه الجانبين.

وألمح المصدر إلى أن الزيارة قد تتمخض عن إعلان الرياض تعيين سفير جديد لها في بغداد خلفاً لسفيرها السابق ثامر السبهان، التي تطالب بغداد باستبداله.

وكان العاهل السعودي التقى العبادي على هامش القمة العربية في الأردن أواخر مارس الماضي. وتعد زيارة الجبير التي قام بها إلى بغداد، في فبراير، الأولى من نوعها منذ أكثر من ربع قرن على إغلاق السفارة السعودية إثر غزو القوات العراقية للكويت عام 1990.

ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يقوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بزيارة العراق عقب زيارة العبادي.

فدية قطرر

وتأتي الزيارة المرتقبة بعد تأكيد العبادي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، مساء أمس الأول، أن بلاده تحتفظ في البنك المركزي العراقي بمئات الملايين من الدولارات التي أرسلتها قطر للإفراج عن أعضاء من العائلة الحاكمة في أبريل الماضي بعد خطفهم في 2015.

وقال: «هذه الأموال مازالت أمانات عند البنك المركزي. لم يصرف منها دولار واحد ولا يورو. فيها يورو وفيها دولارات، الأموال لاتزال بصناديقها تحت إشراف لجنة حتى جاء اثنان يمثلان الحكومة القطرية. ووضعت أمانات لدى البنك المركزي العراق. لم تصرف».

وأضاف دون الخوض في التفاصيل أن القرار المتعلق بكيفية التصرف في الأموال «له جانب سياسي وجانب قانوني وراح نراعي الاثنين بشكل يناسب القانون العراقي».

وكانت تقارير صحافية قد أشارت إلى أن بعض الأموال انتهى بها الأمر في إيران، مما أغضب السعودية وغيرها من دول الخليج العربية، وساهم في قرار قطع العلاقات مع قطر.

وكان العبادي قال في أبريل، إن السلطات ضبطت حقائب تحوي مئات الملايين من الدولارات في طائرة قطرية خاصة هبطت في بغداد. وأشار إلى أن الأموال جزء من صفقة لتحرير رهائن قطريين من دون موافقة بغداد.

وخطف الرهائن الستة والعشرون، وبينهم أعضاء من الأسرة الحاكمة في قطر، خلال رحلة صيد في شمال العراق عام 2015. ولم يتضح كيف جرى التفاوض بشأن إطلاق سراحهم.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الخطف الذي وقع في منطقة قرب الحدود مع السعودية تهيمن عليها فصائل شيعية مسلحة قريبة من إيران.

عنوان فرعي

إلى ذلك، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن على قطر معالجة جوهر المشكلة مع الدول في المنطقة عبر تغيير التوجه والتعامل الطبيعي مع المحيط، مؤكدا أن دعم الدوحة للتطرف والإرهاب أضر بموقعها.

كما ألمح في تغريدات على «تويتر» ليل الأحد- الاثنين إلى أن الحل لا يكون بـ»التدويل أو التهرب»، قائلاً: «ما هكذا تورد الإبل عبر المظلومية والتدويل والتتريك، بل عبر إدراك الشقيق أنه سبّب لجيرانه الأذى، وأنه آن الأوان ليفارق دعم التطرف والإرهاب».

وأضاف قرقاش، عبر تغريدات على «تويتر»، ليل الأحد- الاثنين أن قطر تروج لأزمتها السياسية التي صنعتها تصرفاتها على أنها حصار حتى تحول الموضوع إلى قضية حقوق إنسان.

وكان قرقاش تساءل في تغريدات سابقة، أمس الأول، بعد إعلان وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد استعداد قطر لتفهم هواجس الدول الخليجية، «هل هو بداية تغليب العقل والحكمة؟ أرجو ذلك».

من جانب آخر، نفت السلطات السعودية أمس أن تكون قامت بمنع القطريين من أداء مناسك العمرة في مكة المكرمة أو زيارة المدينة المنورة، بسبب القرارات السياسية والاقتصادية التي اتخذتها المملكة ضد قطر، والتي تمثلت في قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإغلاق الحدود، مؤكدة انها تقوم بتسهيل امور المعتمرين من جميع أنجاء العالم.

حياد مغربي

عنوان فرعي

في هذه الأثناء، عبر المغرب عن استعداده «لبذل مساع حميدة» في الأزمة التي نشبت في الآونة الأخيرة بين قطر ودول عربية، إذا أبدت هذه الأطراف الرغبة في ذلك. وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، إن العاهل المغربي محمد السادس «منذ اندلاع الأزمة قام باتصالات موسعة ومستمرة مع مختلف الأطراف، لضبط النفس والتحلي بالحكمة من أجل التخفيف من التوتر».

وجاء في البيان أن «المملكة المغربية تفضل حياداً بنّاء لا يمكن أن يضعها في خانة الملاحظة السلبية لمنزلق مقلق بين دول شقيقة».

في غضون ذلك، جددت السلطات المصرية، أمس الأول، طلبها للإنتربول الدولي بتسليم «الإرهابيين» المطلوبين وعددهم 400 شخص، بينهم 26 على «قوائم قطر» التي أصدرتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين الخميس الماضي.

قطر تدشن خطين ملاحيين مع عمان

أعلنت شركة «موانئ قطر» على حسابها في «تويتر» تدشين خطين ملاحيين مع عمان، الأول بين ميناء حمد في قطر وميناء صحار في شمال السلطنة، والثاني بين ميناء حمد وميناء صلالة في جنوبها.

ونشرت الشركة أمس تسجيلا مصورا يظهر وصول سفينة من صحار إلى الدوحة. ويبعد ميناء حمد 420 ميلا بحريا عن ميناء صحار، و1131 ميلا بحريا عن ميناء صلالة.

القاهرة تطالب «الإنتربول» بتوقيف المدرجين على «قوائم قطر»

وزير خارجية قطر يواصل جولته الأوروبية بزيارة لندن... والمغرب يلتزم «الحياد الإيجابي»
back to top