«الرعد القاصف» ينهب خزانة «شمس الدولة» (1 - 30)

نشر في 27-05-2017
آخر تحديث 27-05-2017 | 00:05
نستكمل هذا العام، مع مطلع الشهر الفضيل، حكايات الليالي العربية في قصص «ألف ليلة وليلة»، وهي حكايات بدأنا بنشرها العام قبل الماضي على صفحات «الجريدة»، إلى أن وصلنا إلى الليلة الثامنة بعد الثلاثمئة العام الماضي، وفيها تروي شهرزاد واحدة من انتصارات المواطنين البسطاء. هي قصة الصياد المصري «جودر بن عمر»، الذي ابتُلي بشقيقين شقيين هما «سالم» و«سليم»، وبينما كان يكدّ في عمله صياداً، كانا يعيشان عالةً عليه، إلى أن استطاع بالتعاون مع صديقه المغربي الشيخ عبدالصمد، في مدينة «فاس» المغربية، فكّ «الرصد» والحصول على كنز، ليعود إلى مصر حاملاً خُرجاً مسحوراً مليئاً بالطعام الشهي، ومارداً يلبي طلباته كافة.
ورغم أن أحوال جودر تحسنت بعد ذلك وعفا عن شقيقيه، فإن الأخيرين ظلا يتآمران عليه للحصول على الخرج، وجاءا بمن يحمله إلى السويس بغرض بيعه، فوضعوا في رجليه القيد، وجعلوه خادماً كالأسرى والعبيد سنة كاملة.
لما كانت الليلة التاسعة بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن جودر وصل محمولاً إلى السويس، أما أخواه فدخلا على أمهما وقالا لها: أخانا جودر خرج مع الضيوف ونحن نائمان. لعله سافر للعثور على كنز آخر، لأننا سمعناه يتكلّم معهم في ذلك، وهم من المغاربة. فقالت لهما: الله يرشد طريقه، ويرجعه إلينا سالماً غانماً. ثم بكت لفراقه، فقالا لها: أتحبين جودر كل هذه المحبة، ونحن إِنْ غبنا أو حضرنا لا تفرحي بنا ولا تحزني علينا. ألسنا ولديك كما أن جودر ابنك؟ فأجابت: أنتما ولداي ولكنكما شقيّان، وما لكما عليّ فضل. ومنذ توفي أبوكما ما رأيت منكما خيراً. أما جودر فرأيت منه خيراً كثيراً وأكرمني، فيحق لي أن أبكي لفراقه، وخيره عليَّ وعليكما.

لما سمعا هذا الكلام، شتماها وضرباها، ثم أخذا الخرج المسحور، والجواهر التي يحتوي عليها، وقالا لها: هذا مال أبينا. فردّت: لا والله، هذا مال جودر، جاء به من بلاد المغاربة. فقالا لها: كذبت بل هو مال أبينا. ثم أخذا الخرجين وهي تبكي، واختلفا في أيهما يأخذ الخرج المرصود لنفسه. فقالت أمهما: اقسما الخرج الذي فيه الجواهر والذهب بينكما. أما هذا الخرج فهو لا ينقسم وإن انقطع قطعتين بطل رصده، فاتركاه عندي لأخرج لكما منه ما تأكلانه في أي وقت، وأرضي بينكما باللقمة، وأن كسوتماني شيئاً فمن فضلكما. لكنهما لم يقبلا ذلك، وباتا يختصمان تلك الليلة.

سمعهما رجل من أعوان الملك، وكان معزوماً عند الجيران، فتوجّه من فوره إلى الملك، وهو «شمس الدولة» ملك مصر في ذلك العصر، وأخبره بما سمعه، فأرسل إلى أخوي جودر من جاء بهما، وعذبهما حتى أقرّا ثم أخذ الخرجين منهما، ووضعهما في السجن، وأمر لأم جودر بما يكفي من الجرايات في كل يوم.

وبعدما أقام جودر سنة كاملة يخدم في السويس، هبَّت على السفينة التي يعمل فيها ريح عاتية قذفت بها إلى جبل فانكسرت وغرق جميع من فيها سواه، إذ تعلق بلوح من ألواحها، وبقي كذلك حتى وصل إلى الشاطئ، وتوجه إلى نجع عرب وجده هناك. سألوه عن حاله، فأخبرهم بأنه كان أسيراً في سفينة، وحكى لهم قصته. وكان في النجع رجل تاجر من أهل جدة، فحنَّ عليه وقال له: هل تخدم عندنا يا مصري وأنا أكسوك وآخذك معي إلى جدة؟ قبل شاكراً وسافر معه إلى أن وصلا إلى جدة، فأكرمه إكراماً كثيراً ثم أخذه معه إلى مكة للحج.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

«الخُرج المرصود»

لما كانت الليلة العاشرة بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن جودر وصل إلى مكة للحج، وتوجَّه إلى الكعبة للطواف، فإذا هو بصاحبه المغربي عبد الصمد يطوف، ولما رآه هذا فرح بلقائه وسأله عن حاله، فبكى وأخبره بما جرى له فأخذه معه إلى منزله، وأكرمه وألبسه حلة ليس لها نظير، وقال له: زال عنك الشر يا جودر. ثم عمل «تخت رمل» لأجله وقال له: اعلم يا جودر أن أخويك جرى لهما كذا وكذا، وهما محبوسان في سجن ملك مصر، فاصبر حتى نقضي مناسك الحج ولا يكون بعد ذلك إلا ما تحب بإذن الله.

فردّ: ائذن لي يا سيدي حتى استأذن التاجر الذي أنا عنده في المجيء إليك. فقال له الشيخ عبد الصمد: إن كان عليك مال له، فخذ ما شئت من مالي وادفعه له. فأجاب جودر: ليس له مال عندي، ولكنه أكرمني، وهو من أصحاب النعم وعنده خير كثير. فأعطاه 20 ديناراً وقال له: فرقها على الفقراء في طريقك.

بقي جودر مع الشيخ عبد الصمد المغربي، حتى قضيا مناسك الحج، ثم أعطاه الشيخ الخاتم الذي أخرجه من «كنز الشمردل»، وقال له: خذ هذا الخاتم فإنه يبلغك مرادك، لأن له خادماً اسمه الرعد القاصف، وكلما احتجت إلى شيء أطلبه من الخادم فيحضره لك فوراً. ثم أراه طريقة ذلك، فأخذ الخاتم ودعكه فظهر له الخادم وقال: لبيك يا سيدي أي شيء تطلبه، هل تريد أن تعمر مدينة خربة، أم تخرب مدينة عامرة؟

فقال له: لا أريد شيئاً الآن، فانصرف حتى أدعوك. انصرف الخادم وهو يقول: سمعاً وطاعة.

ولما انتهى الحج، ودّع جودر صاحبه المغربي شاكراً، وعزم على الرجوع إلى مصر، فقال له الشيخ عبد الصمد: لا تجهل مقدار هذا الخاتم، واطلب خادمه الآن ثم اركب على ظهره، وقل له: أوصلني في هذا اليوم إلى بلادي، فلا يخالف أمرك. ففعل جودر ما أشار به عليه، وركب على ظهر «الرعد القاصف» فأوصله إلى مصر، بعدما طار به من وقت الظهر إلى نصف الليل، ونزل به على بيت أمه وانصرف.

ولما دخل على أمه بكت فرحاً بلقائه، وأخبرته بما جرى لأخويه من الملك، وكيف ضربهما وأخذ منهما «الخرج المرصود» والخرج الذي فيه الذهب والجواهر، فقال لها: لا تحزني يا أمي، ففي هذه الساعة أريك ما أصنع. ثم دعك الخاتم فحضر الخادم وقال: لبيك. فأمره بإحضار أخويه من سجن الملك، فغاص في الأرض، وغاب قليلاً، ثم ظهر وهما معه.

كان سالم وسليم في كرب عظيم بالسجن، وصارا يتمنيان الموت. بينما هما كذلك إذا بالأرض انشقت وخرج لهما «الرعد القاصف»، فحملهما ونزل بهما في الأرض، فأغمي عليهما من شدة الخوف، ولما أفاقا وجدا نفسيهما في بيتهما، وأخوهما جودر وأمهما بجانبهما، وسمعا جودر يرحب بهما فخجلا منه وصارا يبكيان، فقال لهما: لا تبكيا فالشيطان ألجأكما إلى بيعي، ولي أسوة بسيدنا يوسف عليه السلام. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

 

خزانة «شمس الدولة»

لما كانت الليلة الحادية عشرة بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن جودر قال لأخويه: توبا إلى الله واستغفراه فيغفر لكما وهو الغفور الرحيم، وقد عفوتُ عنكما ولا بأس عليكما. ثم حكى لهما جميع ما قاساه وما حصل له إلى أن اجتمع بالشيخ عبد الصمد، وأخبرهما بالخاتم فقالا: يا أخانا لا تؤاخذنا في هذه المرة، وإن عُدنا إلى ما كنا فيه، فافعل بنا مرادك. فردّ: لا بأس عليكما.

ثم دعك الخاتم، فلما حضر الخادم خاف أخواه منه، وظنا أن جودر سيأمر بقتلهما، فذهبا إلى أمهما وصارا يقولان: يا أمنا نحن في عرضك، يا أمنا اشفعي فينا. فقالت لهما: لا تخافا. ثم قال جودر للخادم: أريد جميع ما في خزانة الملك «شمس الدولة»، من الجواهر وغيرها، وأن تأتي بـ «الخرج المرصود» وخرج الجواهر، اللذين أخذهما الملك. فقال الخادم السمع والطاعة، وذهب من فوره فأحضر كل ما طلبه منه.

كذلك قال له جودر: أريد أن تبني لي في هذه الليلة قصراً عالياً، وتفرشه فرشاً فاخراً. فأجاب: سمعاً وطاعة. بعد ذلك، أخرج جودر الأطعمة من الخرج فأكلوا حتى اكتفوا، وكان خادم الخاتم جمع أعوانه وأمرهم ببناء القصر، فصار بعضهم يقطع الأحجار، وبعضهم يبني وينقش ويفرش، وما طلع النهار حتى توجّه الخادم إلى جودر قائلاً له: القصر اكتمل. فأخذ أمه وأخويه للتفرج عليه، ووجده قصراً ليس له نظير، يحير العقول حسن نظامه.

ثم قال جودر لخادم الخاتم: أريد أن تأتيني بأربعين جارية من الجواري البيض، وأربعين من الجواري السود، وأربعين مملوكاً، وأربعين عبداً. فأجاب: لك عليَّ ذلك. وذهب مع 40 من أعوانه إلى بلاد الهند والسند والعجم، وصاروا كلما رأوا بنتاً جميلة أو غلاماً مليحاً يخطفونهما، ولم تمض ساعات حتى كانوا رجعوا بكل ما طلب جودر فقال للخادم: أريد لكل من هؤلاء حلة من أفخر الملابس. فأحضر ذلك فوراً، وصرفه جودر. ثم قال للجواري والممالك: إن أمي هذه هي سيدتكم، فقبلوا يدها ولا تخالفوها في شيء. فأجابوا: سمعاً وطاعة.

وكان القصر واسعاً فأسكن سالماً وجواريه في جهة منه، وسليماً وجواريه في جهة أخرى، وسكن هو وأمه في جهة ثالثة، وصار كل منهم كالسلطان.

وفي ذلك اليوم، أراد خازندار الملك أن يأخذ أشياء من الخزانة، فلما فتحها، لم ير فيها شيئاً، بل وجدها كقول من قال:

كانت خليات نحل وهي عامرةٌ

لما خلا نحلها صارت خليَّات

فصاح صيحة عظيمة، ووقع مغشياً عليه. لما أفاق ترك باب الخزانة مفتوحاً ودخل على الملك «شمس الدولة»، وقال: يا أمير المؤمنين، إن الخزانة فرغت في هذه الليلة، ولا أدري سبب فراغها، وقد كانت أمس ممتلئة، واليوم دخلتها فرأيتها فارغة ليس فيها شيء والأبواب مغلقة سليمة لا نُقبت ولا كُسرت.

سأله الملك: هل ضاع منها الخُرجان؟ فأجاب: نعم... وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

 

حيلة الملك

لما كانت الليلة الثانية عشرة بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك حين علم بفقد الخرجين من الخزانة، طار عقله من رأسه، وغضب غضباً شديداً، ثم خرج إلى الديوان ودعا أكابر الدولة وقال لهم: اعلموا أن خزانتي نُهبت في هذه الليلة، ولا أعلم من فعل هذه الفعال ولم يخف مني؟ فسألوا، كيف ذلك؟ فروى الخازندار لهم كل ما حدث وبكى، وظلّ الجميع في حيرة شديدة وذهول تام، إلى أن دخل عليهم الحاجب الذي كان أبلغ الملك أمر سليم وسالم، وقال: يا ملك الزمان، إني طول الليل أتفرج على بنَّائين يبنون، فلما طلع النهار رأيت قصراً مبيناً ليس له نظير، وسألت عن صاحبه فعلمت أنه لجودر بن عمر صاحب الخُرجين، وعنده مماليك وعبيد، وأموال كثيرة لا تُحصى، كذلك خلَّص شقيقيه من السجن.

فقال الملك: ما غريمي إلا الذي خلص سالماً وسليماً من السجن، فهو الذي أخذ مالي. وأمر الوزير بأن يرسل قائداً وخمسين جندياً للقبض على جودر وأخويه، ووضع الأختام على جميع ما في ذلك القصر، وقال: لا بد من شنقهم جميعاً جزاء لهم على سرقة خزانتي.

ردّ الوزير: إن الله حليم لا يعجِّل على عبده إذا عصاه، والذي يبني في ليلة واحدة مثل ذلك القصر، لا يكون القبضُ عليه سهلاً، فاصبر حتى تنجلي حقيقة الأمر، والرأي عندي أن تعزم جودر عندك وتظهر له الود، ثم تختبر حاله فإن كان ضعيفاً قبضنا عليه وفعلنا به مرادك، وإن كان لديه ما نخشاه احتلنا لبلوغ غرضنا منه. فعلاً، أرسل الملك إلى جودر يدعوه إلى ضيافته، وكان الرسول أميراً اسمه عثمان، أحمق متكبراً.

لما وصل إلى باب القصر وجد طواشياً جالساً إلى كرسي، لم يقم له إجلالاً، فاغتاظ وسأله: أين سيدك؟ قال: في القصر. وصار يكلمه وهو جالس، فاشتد غضب الأمير عثمان وقال له: يا عبد النحس، أما تستحي مني وأنا أكلمك وأنت مضطجع هكذا؟ فردّ الطواشي: لا تكن كثير الكلام. فهجم عليه الأمير وفي يده دبوس يريد أن يقتله به، فلما رأى الطواشي ذلك، وكان مارداً من مردة الجن المرصودين لخدمة الخاتم، ضحك ساخراً منه، وخطف منه الدبوس وضربه ضربة خفيفة قذفته كالكرة المتدحرجة على الأرض، ثم حمل على الجنود الذين جاؤوا معه، فقتل بعضهم، وهرب الباقون وهم يصرخون ويولولون، ثم عاد فجلس إلى كرسيه كما كان.

الملك في قصر «جودر»

لما كانت الليلة الثالثة عشرة بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الأمير عثمان رجع مع جنوده المنهزمين إلى الملك «شمس الدولة»، وأخبروه بما جرى لهم، وقال له الأمير عثمان: يا ملك الزمان، إن الطواشي الواقف على باب القصر غلبنا وحده. فأمر الملك بإرسال مئة رجل لإحضاره، فعادوا بعد قليل منهزمين بعدما فتُك ببعضهم. ثم أرسل الملك مئتين من الجنود لإحضاره، فهزمهم وحده أيضاً، فقال الملك للوزير: ألزمتك أن تنزل بخمسمئة رجل وتأتيني بهذا الطواشي سريعاً، ومعه سيده جودر وأخواه، فقال: يا ملك الزمان، سأذهب إليه وحدي من غير سلاح، لأن من كان مثله لا ينفع معه إلا الحيلة.

لبس حلة بيضاء، وأخذ في يديه سبحة، ومشى وحده حتى وصل إلى قصر جودر، فرأى الطواشي جالساً هناك فاقترب منه وحياه بأدب قائلاً: السلام عليكم، فأجاب: وعليك السلام يا إنسي. فلما سمعه يقول يا إنسي علم أنه من الجن، وارتعش لشدة خوفه منه وسأله: هل سيدك جودر هنا؟ فأجاب: نعم هو في القصر. فقال له: يا سيدي اذهب إليه وقل له إن الملك شمس الدولة يقرئك السلام، ويدعوك كي تشرف منزله بقبول ضيافته. فقال له: قف أنت هنا حتى أشاوره. وقف الوزير متأدباً، ودخل المارد القصر وقال لجودر: أرسل الملك أميراً و50 رجلاً لأخذك، فلما هزمتهم أرسل مئة جندي ثم مئتين، فهزمتهم أيضاً، والآن جاء الوزير من غير سلاح يدعوك إليه.

فقال له: هات الوزير إلى هنا، فرجع إلى الوزير وأدخله القصر، حيث تعجب لما رأه من فخامته ونقشه وحسن فرشه، ولما وصل إلى جودر، قبل الأرض ودعا له ثم قال: يا سيدي إن الملك شمس الدولة حبيبك يقرئك السلام، وهو مشتاق إلى النظر إلى وجهك، وقد عمل لك ضيافة. فقال جودر: ما دام حبيبي، فليحضر هو عندي. ثم أخرج الخاتم ودعكه.

لما حضر الخادم قال له: هات لي حلة من خيار الملبوس. ولما أحضرها الخادم قال جودر للوزير: خذ هذه الحلة لك وأبلغ الملك ما سمعت. فنزل لابساً تلك الحلة التي لم يلبس مثلها، ثم دخل على الملك وأخبره بحال جودر وبما رأى في القصر، وقال له: إنه يدعوك إلى ضيافته، والرأي أن تجيبه فوراً. فقال الملك: هيا اركبوا خيلكم، وتعالوا معي.

ثم ركب ومعه العساكر، وتوجهوا إلى بيت جودر، وكان أمر خادم الخاتم بأن يجيء له من أعوانه بعفاريت على هيئة عسكر ويوقفهم في ساحة البيت حتى يراهم الملك فيرتعب ويفزع قلبه، ويعلم أن سطوة جودر أعظم من سطوته. فأحضر الخادم مئتين من أعوانه متقلدين السلاح، وكلهم شداد غلاظ، فلما وصل الملك ورآهم أخذه الرعب منهم، ثم دخل على جودر فرآه في جلسة لم يجلسها ملك ولا سلطان.

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى حلقة الغد

الصياد الفقير يستضيف الملك «شمس الدولة» في قصرٍ تحت حراسة الجن

«جودر» ينجو من الغرق إذ تعلق بلوح خشبي حتى وصل إلى الشاطئ

«جودر» عاد من «فاس» بخُرج مسحور ومارد يلبي طلباته
back to top