واشنطن تعزز التنف وطهران تتجه إلى «فوسفات حمص»

نطاق العمليات الجوية يضيق في الجنوب

نشر في 25-05-2017
آخر تحديث 25-05-2017 | 21:05
انفجار في حي الزهراء في مدينة حمص
انفجار في حي الزهراء في مدينة حمص
مع اصطدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالقوات الأميركية والنرويجية الخاصة في منطقة البادية الاستراتيجية جنوبا، قاد "الحرس الثوري" الإيراني هجوما واسعا في ريف حمص، وتمكن بدعم ميليشيا "حزب الله" اللبناني من السيطرة على مناطق جديدة بريف القريتين، في طريقه باتجاه مناجم خنيفيس للفوسفات التي حصلت طهران على عقد استثمار لها مطلع العام الحالي.

ووفق مصدر من القوات الحكومية، فإنه "تم تحرير قرية الباردة وجبل زقاقيلة خليل شرق مدينة القريتين بحوالي 40 كم، بعد معارك عنيفة من مسلحي تنظيم داعش المتطرف"، مؤكدا أن "قرية البصيرة أصبحت في مرمى النيران والسيطرة عليها وشيكة، وبدأ مسلحو التنظيم بالفرار باتجاه منطقة خنيفيس".

ولفت المصدر إلى أن "مناجم خنيفيس للفوسفات أصبحت على بعد أقل من 20 كم، وأن القوات المهاجمة ثبتت نقاط تمركز لها، تمهيدا لشن عملية هجومية جديدة باتجاه المناجم"، خنيفيس التي حصلت إيران على عقد استثمار فيها بموجب اتفاق مع السلطات الحكومية خلال زيارة رئيس الوزراء عماد خميس إلى طهران مطلع العام الحالي إضافة إلى الحصول على استثمار لمؤسسة المباقر، والحق بتأسيس شركة للهاتف الخلوي في سورية.

معركة البادية

وفي البادية، عززت الولايات المتحدة وحلفاؤها مجموعة قواتها الخاصة على مثلث الحدود العراقية والأردنية، حيث تدور معارك بين فصائل المعارضة المعتدلة وقوات الأسد المستمرة في تقدمها غير مبالية بخطر تعرضها لغارات جوية من التحالف الدولي.

ووفق صحيفة "إيزفيستيا" الروسية، أرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا خلال يومي 20 و21 مايو 150 عسكرياً من قواتهما الخاصة مجهزين بكامل العتاد القتالي، إلى منطقة التنف، وكلفوا بدعم "جيش سورية الحر"، ثم التحقت بهم مفرزة من القوات النرويجية الخاصة.

وبهذه الخطوة، بعثت واشنطن بإشارة إلى دمشق بأنها لن تسمح بتعريض أضخم معسكراتها بالمنطقة لأي خطر، مذكرة باستهداف طيران التحالف يوم 18 الجاري قافلة لحلفائها في "حزب الله" اللبناني وإيران كانت تستعد لمهاجمة بلدة التنف وتأمين السيطرة على طريق بغداد – دمشق، وفتح ممر بري لوصول إمدادات الأسلحة والذخيرة من العراق.

ومع إصرار قوات النظام بدعم روسي على التقدم باتجاه مناطق عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، أعلن قائد العمليات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جيفري هاريغيان أن الجيشين الروسي والأميركي يكثفان اتصالاتهما في سورية لتأمين الحماية للقوات التابعة لكل منهما، مؤكدا أن ذلك "أصبح لزاما علينا نظرا إلى تحركنا جميعا في نطاق جوي بات يضيق أكثر فأكثر".

اقتحام الرقة

وفي السياق، تعهدت قوات سورية الديمقراطية (قسد) أمس بألا يلحق أي ضرر بمقاتلي "داعش" في الرقة مهما كانت صفتهم ومهمته في حال استسلموا بنهاية الشهر الجاري، مؤكدة أن عملية اقتحام المدينة في يونيو المقبل بعد تلقيها أسلحة "نوعية" من التحالف الدولي.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المتحدثة باسم "قسد"، جيهان شيخ أحمد، أن هذه المبادرة جاءت "بناء على مطالبات أهل الرقة الشرفاء، لتمكين أكبر عدد ممكن ممن غرر بهم أو أجبروا على الانضمام من لاستفادة من هذه الفرصة".

back to top