هل يعدل ترامب «مزاج» الشرق الأوسط؟

نشر في 24-05-2017
آخر تحديث 24-05-2017 | 00:07
ترامب اختار ثلاث دول للقيام بمناوراته الدبلوماسية؛ لأنها، أي المملكة العربية السعودية وإسرائيل وبلجيكا، لم تحظ باهتمام أوباما ومساعدته المباشرة بروح قيادية، فاختارها ترامب لعرض ما هو جديد، وما علينا إلا انتظار النتائج.
 د. ندى سليمان المطوع استضافت المملكة العربية السعودية قادة العالم الإسلامي والعرب والولايات المتحدة الأميركية لتجدد التزامها نحو الأمن العالمي والشراكات الاقتصادية، فعقدت ثلاث قمم رئيسة: أولاها قمة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية التي أخذت مجراها في الرياض بين السياسي المحنك ذي الخبرة العريقة الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الجديد الأميركي ترامب ذي المزاج المبادر والمناورات الدبلوماسية المفاجئة.

فانطلقت المبادرات من مدينة الرياض بجميع الاتجاهات، منها المؤتمر الاقتصادي للنساء السعوديات الذي ترأسته إيفانكا ترامب، وتحدثت من خلاله المبادرات السعوديات، أما أكثر المنتديات تميزا فذلك الذي نظمته مؤسسة "مسك" حول التواصل الاجتماعي والتطرف والإرهاب.

أما الرئيس ترامب فقد وصل الرياض تاركاً خلفه قضايا عديدة أشغلت وسائل الإعلام الأميركية والكونغرس، وكشفت افتقاره للحلفاء في الداخل، فخرج ليبحث عن حلفاء دوليين خارج الولايات المتحدة، فرسم جولته حول دول أخفق أوباما في مساعدتها، وهي التي تعشق الحسم واتخاذ القرار كالمملكة العربية السعودية، ومن بعدها إسرائيل والأرض المحتلة والفاتيكان وبروكسل، أي دول الأديان الثلاثة والتحالفات الأمنية (الناتو).

البعض يعتقد أن ترامب اختار العواصم الثلاث للقيام بمناوراته الدبلوماسية؛ لأنها أي المملكة العربية السعودية وإسرائيل وبلجيكا لم تحظ باهتمام أوباما ومساعدته المباشرة بروح قيادية، فاختارها ترامب لعرض ما هو جديد، وما علينا إلا انتظار النتائج.

الترتيب للزيارة جاء نتاجا لرحلة الملك سلمان لدول آسيا وخبرة وزير الخارجية عادل الجبير بالقضايا المشتركة الأميركية السعودية، وجهود ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في التسويق لرؤية 2030 للمملكة، والتي تحمل قرارات تنموية تم تنفيذها أثناء انعقاد القمة.

أما البيان الختامي فقد كان بمثابة إعلان دولي بقيادة المملكة العربية السعودية والحلفاء من دول الخليج والدول الإسلامية بمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، وتأسيس تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي في مدينة الرياض، وتأسيس مركز عالمي لمواجهة الفكر المتطرف.

كلمة أخيرة:

كان للشباب المبادرين من المملكة العربية السعودية حظٌ وفير من الاهتمام الإعلامي، وقد تحدثوا عن مشاريعهم التقنية والعلمية، فالبعض قد جاء إلى الرياض من جامعة كاوست، والبعض الآخر من جامعات أخرى، وأجمل ما في الأمر أن لكل مبادر قصة يسردها بنفسه دون الحاجة لمسؤول يتحدث باسم العامة.

back to top