ترامب: هناك فرصة للسلام ولن نسمح بإيران نووية

● شدد على ضرورة وقف طهران تمويل وتسليح الميليشيات... وتجاهل «حل الدولتين»
● زار كنيسة القيامة و«حائط المبكى» في البلدة القديمة بالقدس وسط إجراءات أمنية مشددة

نشر في 22-05-2017
آخر تحديث 22-05-2017 | 21:45
واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصعيده ضد إيران في إسرائيل (محطته الثانية) في جولته الخارجية الأولى، متحدثاً عن فرصة نادرة في المنطقة، للوصول إلى سلام بين الإسرائيليين من جهة، والفلسطينيين والعرب من جهة أخرى.
قادماً من الرياض في أول رحلة مباشرة من العاصمة السعودية إلى تل أبيب، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس زيارة لإسرائيل (المحطة الثانية) من جولته الخارجية الأولى منذ فوزه بالرئاسة.

وأكد ترامب في تصريحات لدى وصوله إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب «في رحلتي الأولى إلى الخارج كرئيس، جئت إلى هذه الأرض المقدسة والقديمة، لإعادة تأكيد الروابط الصلبة بين الولايات المتحدة ودولة إسرائيل».

وأضاف «أمامنا فرصة نادرة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لهذه المنطقة وشعبها، وهزم الإرهاب، وخلق مستقبل من الانسجام والازدهار والسلام، ولكن لا يمكننا الوصول إلى هناك إلا بالعمل معاً. لا توجد أي طريقة أخرى».

وشدد على ضرورة العمل من أجل مستقبل يعيش فيه جميع أبناء المنطقة بعيداً عن الإرهاب. وقال «أمامنا فرصة نادرة لإعادة الاستقرار للمنطقة وهزيمة الإرهاب».

وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في استقبال ترامب على أرض المطار، وإلى جانبه زوجته سارة، والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين وعقيلته، وسفير الولايات المتحدة الجديد لدى اسرائيل ديفيد فريدمان، إضافة إلى وزراء ومسؤولين في الحكومة الإسرائيلية.

«النووي» الإيراني

وفي الشأن الإيراني، أكد ترامب أمس أنه لا يمكن السماح لإيران بحيازة سلاح نووي، مندداً في الوقت ذاته بدعم طهران لـ»الإرهاب».

وقال ترامب في مؤتمر صحافي مشترك مع ريفلين بعد لقائهما في مقر الرئيس في القدس «يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل أن تعلنا بصوت واحد أنه لا يجب السماح لإيران أبداً بحيازة سلاح نووي».

وتابع: «عليها أن توقف تمويل القتل وتدريب وتجهيز الإرهابيين والميليشيات».

وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، يسعى إلى «تحقيق السلام في المنطقة».

وكان الرئيس الأميركي دعا في خطاب في القمة العربية- الإسلامية- الأميركية في الرياض في المحطة الأولى لجولته، أمس الأول، كل الدول الى العمل من أجل عزل إيران، متهماً طهران بإذكاء النزاعات الطائفية والإرهاب.

حل الدولتين

ولم يتحدث عن حل الدولتين، الذي يدعو الى انشاء دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل.

وكان مسؤول في إدارة ترامب أثار ضجة في فبراير الماضي، عندما ألمح إلى أن واشنطن قد تتخلى عن حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال المسؤول في البيت الأبيض وقتها إن «الإدارة الأميركية لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل ستدعم أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، أيا يكن هذا الاتفاق».

وأضاف أن «حل الدولتين الذي لا يحقق السلام ليس هدفا يطمح إليه أي طرف»، معتبراً أن «الهدف هو السلام، سواء تحقق ذلك عبر حل الدولتين، إن رغب الطرفان في ذلك، أو عبر خيار آخر إن كانت تلك رغبتهما».

وأصبح ترامب أمس أول رئيس أميركي يزور البلدة القديمة وهو في منصبه، حيث توقف في البداية عند كنيسة القيامة، التي تعد أقدس مكان لدى المسيحيين حول العالم. واليوم، يزور ترامب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، لإجراء محادثات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس.

وزار الرئيس الأميركي حائط المبكى، ليصبح أول رئيس اميركي يزور هذا الموقع المقدس لدى اليهود، والذي يسميه المسلمون حائط البراق ويقع أسفل باحة الأقصى، أثناء وجوده في السلطة.

ووضع ترامب، الذي ارتدى قلنسوة يهودية تقليدية سوداء اللون، يده اليمنى على الحائط ثم قام، بحسب التقليد المتبع، بوضع ورقة بين حجارة الحائط. وعادة تتضمن الأوراق صلوات أو أمنيات.

ثم قام الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة بكتابة بعض العبارات على سجل الزوار الكبار، وتوجه إلى الموقع بدون ان يرافقه أي مسؤول إسرائيلي.

وتوجهت السيدة الأولى ميلانيا وابنة ترامب إيفانكا التي تشغل منصب مستشارة في البيت الأبيض، والتي اعتنقت اليهودية قبل زواجها من غاريد كوشنير، معاً إلى القسم المخصص للنساء في الحائط. وبعد أن صلت ايفانكا، التي ارتدت ملابس سوداء اللون، قامت بمسح دموعها من التأثر.

ويعتبر اليهود حائط المبكى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل)، الذي دمره الرومان عام 70، وهو أكبر الأماكن قداسة لديهم.

تيلرسون

وعلى متن طائرة «إير فورس وان» الرئاسية بعد وقت قليل من هبوطها في مطار تل أبيب، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، إن الزيارة تشكل فرصة لدفع محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وبحسب تيلرسون، فإن الرئيس «قال انه مستعد لبذل جهود شخصية بهذا الصدد (...) في حال كان الإسرائيليون والقيادة الفلسطينية على استعداد لأن يكونوا جادين في المشاركة أيضا». وأشار الوزير الأميركي إلى أن «ثقة الإدارة الأميركية بإمكانية إعادة إطلاق عملية السلام المتعثرة، تنبع من البيئة والظروف في المنطقة بأكملها، وهذا ما يحاول الرئيس تسليط الضوء عليه خلال هذه الزيارة».

وتابع ان «الدول العربية وإسرائيل والولايات المتحدة تواجه جمعيها تهديداً مشتركاً هو صعود تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية»، مضيفاً: «اعتقد أن هذا يخلق دينامية مختلفة».

وتسعى إدارة ترامب، التي تبحث عن سبل لإحياء جهود عملية السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين، إلى دفع الجانبين إلى اتخاذ تدابير تساعد على بناء جو من الثقة لاستئناف مفاوضات السلام.

وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الأميركية في أبريل 2014. وفي وقت سابق، صرح ترامب بأنه لمس أسبابا جديدة للأمل خلال زيارته للسعودية.

إضراب في «الضفة»

عم الإضراب الشامل أمس الضفة الغربية تضامنا مع المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية منذ 36 يوما، وذلك عشية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مدينة بيت لحم للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأغلقت المحال التجارية أبوابها في جميع مدن الضفة الغربية وضواحيها، وامتنع الموظفون في القطاعين العام والخاص عن التوجه الى أعمالهم. كما بدت القدس الشرقية مشلولة وخالية من المارة.

ويأتي الإضراب استجابة للجنة المساندة للأسرى المضربين، التي دعت الى التوجه لنقاط التماس والتظاهر ضد الجيش الإسرائيلي.

وانتشرت قوات الشرطة الفلسطينية عند نقاط التماس في مدينة البيرة بالقرب من مستوطنة بيت ايل، كذلك انتشرت قوات أمنية فلسطينية باللباس المدني.

back to top