علوان يفوز بجائزة «بوكر» العربية العاشرة

رئيسة لجنة التحكيم سحر خليفة انتقدت السرد العربي الحديث

نشر في 27-04-2017
آخر تحديث 27-04-2017 | 00:05
الروائي محمد حسن علوان هو ثالث سعودي ينال الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر)، بعد عبده الخال ورجاء العالم.
فازت رواية "موت صغير" للسعودي محمد حسن علوان، مساء أمس الأول، في أبوظبي، بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) في نسختها العاشرة.

و"موت صغير" سيرة روائية متخيلة لحياة الولي الصوفي محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس، في منتصف القرن السادس الهجري، وحتى وفاته في دمشق.

وتتناول الرواية السفر من الأندلس غربا حتى أذربيجان شرقا، مرورا بالمغرب العربي ومصر والحجاز والشام والعراق وتركيا، يعيش خلالها البطل تجربته الصوفية.

اختيار صعب

وأعلنت لجنة التحكيم في احتفال في أبوظبي فوز الرواية، من بين ست روايات شكلت القائمة القصيرة النهائية، من أصل 186 رواية رشحها كتاب ينتمون إلى 19 بلدا عربيا.

وقالت رئيسة لجنة التحكيم الروائية الفلسطينية سحر خليفة، في مؤتمر صحافي، ان عملية الاختيار "كانت صعبة جدا، لأن كل رواية بحد ذاتها هي تحفة فنية"، معتبرة ان "موت قصير" تذكر "بالأندلس وبما يخسره العرب حاليا. خسرنا فلسطين، انظروا الى سورية والى ليبيا الآن".

وعلوان ثالث سعودي ينال المكافأة الأدبية التي تعد من الاهم في العالم العربي، بعد عبده الخال في 2010 عن رواية "ترمي بشرر"، ورجاء عالم عن رواية "طوق الحمام" في 2011.

خيال روائي

وقال علوان، في مؤتمر صحافي، بعد نيله الجائزة إن "90 بالمئة من الرواية هي من الخيال"، مضيفا "كان تحديا جميلا وقد تألمت وأنا أكتبها".

وتابع: "ابن عربي شخصية جدلية، لكنني أعتقد أن من يقرأ الرواية لا يمكن أن يعترض على الجانب الإنساني فيها".

ولد علوان في الرياض عام 1979، وصدرت له خمس روايات، وكتب مقالة أسبوعية لمدة ست سنوات في صحيفتي "الوطن" و"الشرق" السعوديتين.

وفي عام 2010، اختير ضمن أفضل 39 كاتبا عربيا تحت سن الأربعين. وفي سنة 2013، رشحت روايته "القندس" ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية.

حملة ثقافية

جاء فوز علوان بالجائزة في وقت تشهد المملكة العربية السعودية حملة ثقافية وفنية وترفيهية حذرة، ضمن رؤية اقتصادية اجتماعية اصلاحية.

وقال علوان إن "الساحة الثقافية الفنية السعودية تمر بفترة نشاط في السنوات العشر الاخيرة، مما يدل على ان هناك حراكا فكريا".

ورأى أن "المجتمع السعودي يمر أيضا بمرحلة تغيير كبيرة، فهناك شعب شاب صغير، وهناك العديد من المتغيرات الفكرية على وجه التحديد التي تثير الكثير من الاسئلة، وعندما تثار الاسئلة يجد الروائيون والروائيات فرصة لتكوين حقول معينة يتم من خلالها إعادة توجيه هذه الاسئلة بشكل فني وأدبي".

و"الجائزة العالمية للرواية العربية" هي مكافأة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية، اطلقت في ابوظبي عام 2007. وترعى الجائزة "مؤسسة جائزة بوكر" في لندن، بينما تقوم "هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة" في دولة الإمارات العربية المتحدة بدعمها ماليا.

ترويج أدبي

ويقول القيمون على الجائزة انها تهدف الى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، حيث تمول الجائزة ترجمة الاعمال الفائزة الى اللغة الانكليزية.

والعام الماضي فازت بالجائزة رواية "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة"، للفلسطيني ربعي المدهون، لتصبح اول رواية لكاتب فلسطيني تنال هذه الجائزة التي تعد من الاعرق في العالم العربي.

وتروي "مصائر" المأساة الفلسطينية من كل جوانبها، خصوصا علاقة أبنائها بحق العودة، والاقامة في اراضي عام 1948 وحمل جنسية اسرائيلية.

وضمت القائمة القصيرة لهذا العام، اضافة الى علوان، ثلاثة روائيين آخرين سبق أن اختيروا في القائمة الطويلة التي عادة ما تضم 16 روائيا، وهم اسماعيل فهد اسماعيل (الكويت) وإلياس خوري (لبنان) ومحمد عبد النبي (مصر). والروائيان الاخران هما سعد محمد رحيم من العراق، ونجوى بن شتوان من ليبيا.

نقد لاذع

وحصل كل من المرشحين الستة في القائمة القصيرة على مبلغ عشرة آلاف دولار، بينما حصل الفائز بالجائزة على 50 الف دولار اضافية.

ووجهت خليفة، في كلمة ألقتها خلال الاعلان عن الفائز بالجائزة، انتقادات الى روايات رشحها كتابها للجائزة، متحدثة عن ابتعاد الجيل الجديد عن القراءة.

وقالت إن "عدد كتاب الرواية في هذا العصر يكاد يوازي عدد قراء الرواية وقد يزيد"، مضيفة أن بعض الكتابات "تسير الى اندفاع شبه غريزي للتعبير عن النفس في مجتمع لا يشجع على التعبير".

وتابعت "انها شكل من اشكال الثورة على القيود والتقاليد شجعتها تجربة وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بات كل مشترك كاتبا وناشرا، متجاوزا كل الشروط اللغوية والفكرية واحيانا الاخلاقية".

المجتمع السعودي طرأت عليه متغيرات فكرية كثيرة... محمد علوان
back to top