من يتحمل تكلفة ثورة الطاقة النظيفة لإبطاء الاحتباس الحراري؟

نشر في 06-04-2017
آخر تحديث 06-04-2017 | 21:00
No Image Caption
تثبت مصادر توزيع الطاقة في العديد من الولايات الأميركية أن المطورين في القطاع الخاص والعملاء والمستثمرين على استعداد للمشاركة في التكلفة، إذا سُمح لهم بالتحكم أكثر في خيارات الطاقة المتاحة لهم.
يحتاج العالم إلى إزالة الكربون من الكهرباء ووسائل النقل بشكل كبير من أجل إبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري، والضرر الناتج عنها على الاقتصاد والصحة ومستوى المعيشة، ومن حسن الحظ أن العديد من التقنيات ذات السعر التنافسي التي تعزز الاقتصاد وتوفر وظائف عمل صارت متاحة تجاريا بشكل كبير.

كما أن مصادر توزيع الطاقة في العديد من الولايات الأميركية تثبت أن المطورين في القطاع الخاص، والعملاء والمستثمرين على استعداد للمشاركة في التكلفة، إذا سُمح لهم بالتحكم أكثر في خيارات الطاقة المتاحة لهم.

النمو الكبير للطاقة الشمسية

على مدار السنوات العشر الماضية تم تصميم برامج ذكية لتحفيز تطوير وتوزيع الطاقة الشمسية، مما أسهم في خفض التكاليف والضرائب التي يدفعها المستهلكون بشكل كبير، ويعد النجاح الهائل لمبادرة كاليفورنيا للطاقة الشمسية مثالا رائعا على ذلك، فالبرنامج الذي تم إطلاقه عام 2007 بتكلفة 3 مليارات دولار لإنتاج الخلايا الكهروضوئية، جذب عملاء من القطاع الخاص، وأدى تزايد الطلب على الطاقة الشمسية إلى موجة كبيرة من الأنظمة اللامركزية عبر كاليفورنيا لتوليد الطاقة.

وأدى هذا التحول في السوق إلى نمو الكيانات الصغيرة في هذا القطاع وتحولها إلى كيانات وطنية وإقليمية كبرى وفعالة من حيث التكلفة، وأنتجت الولايات المتحدة عام 2016 وحده 14.6 غيغاوات من الطاقة الشمسية، وتم توظيف 260 ألف عامل (وارتفعت هذه الأرقام من 1.2 غيغاوات ونحو 40 ألف عامل عام 2007)، وبالتالي أصبحت مبادرة كاليفورنيا من أكثر الشراكات بين القطاعين العام والخاص نجاحا في تاريخ قطاع الكهرباء بالولايات المتحدة.

وأدت السياسات الداعمة لإنتاج توليد الطاقة الكهروضوئية في جميع أنحاء العالم إلى انخفاض تكلفتها، فوفقا لرابطة صناعات الطاقة الشمسية انخفضت تكلفة تركيب ألواح الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة أكثر من 60 في المئة على مدى الـسنوات العشر الماضية، كما انخفضت تكلفة إنتاج الطاقة الكهروضوئية عالميا حتى للقطاع السكني المرتفع التكلفة بنسبة أكثر من 50 في المئة، وذلك وفقًا للوكالة الدولية للطاقة.

ونتيجة لذلك، تحولت برامج دعم الطاقة إلى برامج تنافسية تعتمد أكثر على القطاع الخاص، كما شجع انخفاض الأسعار صناع القرار في جميع أنحاء العالم على تحديد متطلبات أعلى للطاقة المتجددة مع الاستمرار في خفض التكاليف.

لماذا ستنمو سعة التخزين؟

شهدت تقنيات تخزين الطاقة اهتماما كبيرا من العملاء، باعتبارها وسيلة آلية لخفض تكاليف الطاقة، كما زادت رغبة الشركات والمؤسسات للتحكم في الكهرباء عند شرائها نتيجة لارتفاع الأسعار، ويمكن أن تؤدي التحليلات التنبؤية الخاصة بالطلب على الطاقة وحلول التخزين في موقع العملاء إلى تقليل التكلفة على أساس الذروة وغيرها من التكاليف التي يمكن أن تصل إلى 70 في المئة من فاتورة الكهرباء.

ويمكن لمطوري التخزين حينها بناء مواقع تخزين الطاقة الموزعة لتقديم خدمات إضافية لمشغلي الشبكات والمرافق العامة، فمع خاصية التخزين ستكون التقنية مناسبة لتقاسم تكلفة انتشارها بين العملاء ومشغلي شبكات الكهرباء والمرافق العامة، لأن القيمة الفردية ستصبح قابلة للقياس بدقة من نظام واحد وتقدم إلى العديد من الأطراف المعنية، ونتيجة لذلك سيساهم العديد من الأطراف في دفع جزء من تكلفة الشبكة.

وسيشهد قطاع تخزين الطاقة دخول شركات جديدة إليه من شركات البرمجيات التي توفر التكنولوجيا الرقمية لتعزيز مشاركة العملاء إلى شركات المرافق العامة، كما يمكن أن تساهم هذه التقنية في تقديم أنماط جديدة لشحن المركبات الكهربائية لتقليل الكربون من وسائل النقل.

كما سيجبر نمو تقنيات التخزين ومصادر توزيع الطاقة صناع القرار على إعادة تصميم النموذج التنظيمي وتبني نماذج جديدة للدخل، وسيطالب العملاء بالمزيد من الرقابة والمشاركة في خدمات شبكة الكهرباء، كما سيحتاج المنظمون والمسؤولون التنفيذيون إلى تبني نماذج تنظيمية جديدة للاحتفاظ بالعملاء.

(أرقام)

back to top