مذكرتان لترامب تهددان 11 مليون مخالف بالطرد

توظيف 15 ألف عنصر لتسريع الترحيل... والأولوية لإبعاد مليون شخص مصنف على أنه خطير

نشر في 23-02-2017
آخر تحديث 23-02-2017 | 00:03
متظاهرون مشاركون بالمسيرة الخامسة تحت عنوان « قاوم ترامب اليوم» بولاية شيكاغو أمس الأول 	(اي بي ايه)
متظاهرون مشاركون بالمسيرة الخامسة تحت عنوان « قاوم ترامب اليوم» بولاية شيكاغو أمس الأول (اي بي ايه)
مذكرتان جديدتان أصدرتهما إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهددان 11 مليون مقيم بصورة غير شرعية، وخصوصاً مرتكبي الجرائم، باستثناء أطفال برنامج «داكا»، ولتسريع عملية الطرد، ستوظف الحكومة 15 ألف عنصر جديد من موظفي الهجرة وأمن الحدود.
أصدرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، تعليمات جديدة تهدد 11 مليون مهاجر يقيمون بصورة غير شرعية في الولايات المتحدة، بعدما كانت إدارة سلفه باراك أوباما تبدي تساهلاً حيال هذه الفئة من المهاجرين.

وتأتي هاتان المذكرتان تأكيداً على أمرين تنفيذين وقعهما ترامب في 25 يناير، يخصان الأمن الداخلي وأمن الحدود.

وتنفيذاً لوعود ترامب الانتخابية ولمرسوم رئاسي صادر في 25 يناير، أجازت وزارة الأمن الداخلي، أمس الأول، لعناصر الهجرة والجمارك توقيف غالبية الأشخاص ذوي الأوضاع غير القانونية، الذين يعثر عليهم في سياق ممارسة مهامهم، مع استثناء ضمني واحد يتعلق بالمهاجرين غير الشرعيين، الذين أتوا أطفالاً إلى الأراضي الأميركية.

كما وجه ترامب بقرار إنشاء مكتب خاص لمساعدة ضحايا جرائم الهجرة غير الشرعية.

وحصل هؤلاء الأطفال على إقامة مؤقتة بفضل برنامج «داكا» الذي أنشأه أوباما عام 2012، وينطبق هذا البرنامج حالياً على حوالي 750 ألف شخص.

ويثير مصير هذه الفئة من المهاجرين المعروفة في الولايات المتحدة بـ«الحالمين» انقساماً شديداً منذ سنوات داخل الجمهوريين، بين الذين يقرون بأحقية مطالبتهم بتشريع أوضاعهم، والمحافظين المتمسكين بخط متشدد خشية إيجاد ثغرات في النظام.

وأعرب ترامب نفسه عن تعاطفه مع هؤلاء الشبان، الذين يمكنهم اليوم العمل بصورة قانونية دون أن يخشوا طردهم.

وزاد خبر صدور المذكرتين من مخاوف المهاجرين المقيمين بصورة غير شرعية، وأثارت توقيفات جرت أخيراً في الشوارع القلق بين الذين كانوا يعتبرون أنفسهم حتى الآن بمأمن من عمليات طرد.

وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو: «هذا التغيير التام في السياسة هو دليل واضح على أن إدارة ترامب تسعى لتشتيت عائلات ونشر الخوف بين مجموعات المهاجرين».

وتابع «اختار الرئيس سياسات التقسيم بدل أمن بلادنا» محذراً بأن عناصر شرطة نيويورك «لن يتحولوا إلى عناصر هجرة».

ونددت المعارضة الديمقراطية في الكونغرس وجمعيات الدفاع عن المهاجرين في أوضاع غير قانونية بسياسة طرد جماعي، فيما رفضت الإدارة هذه العبارة. ويحذر المعارضون بأن المهاجرين سيتوقفون عن الذهاب إلى المدارس أو العمل خشية توقيفهم.

وقال عمر جدوت من الرابطة الأميركية للحريات المدنية، إن «المحاكم والجمهور لن يدعوا هذا الحلم المعادي لأميركا يصبح حقيقة».

توقيفات

وفي محيط واشنطن، قام عناصر من أجهزة الهجرة في الأسابيع الأخيرة بتوقيف أشخاص في أوضاع غير قانونية في مواقع متفرقة، مثل موقف سوبرماركت أو قرب ملجأ أقامته كنيسة للذين يعانون البرد.

وفي دنفر، احتمت امرأة داخل كنيسة هرباً من أمر ترحيل.

وانتحر مكسيكي أمس الأول بعد دقائق على طرده من الولايات المتحدة، فقفز من أعلى جسر في تيخوانا على مقربة من الحدود.

ومن المستحيل على السلطات طرد أكثر من 11 مليون مهاجر غير شرعي دفعة واحدة، وتقضي تعليمات الموظفين باستهداف مرتكبي الجنح والجرائم بشكل أولي.

وبعدما كان أوباما أمر بشكل أولي بتوقيف الأشخاص، الذين عبروا الحدود للتو أو أدينوا بارتكاب جرائم أو جنح خطيرة، تركت التعليمات الجديدة لموظفي الهجرة حرية تقدير مدى الخطورة التي يطرحها شخص في وضع غير قانوني على السلامة العامة أو الأمن القومي.

وسيتم توسيع آلية الطرد السريع بدون المرور عبر القضاء لتشمل الذين وصلوا منذ أقل من سنتين بعدما كانت الفترة تقتصر سابقاً على أسبوعين، كما سيعمد إلى زيادة عديد أجهزة الجمارك ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

وقال وزير الأمن الداخلي جون كيلي إن الحكومة ستوظف عشرة آلاف من موظفي الهجرة الجدد و خمسة آلاف عنصر بدوريات أمن الحدود.

من الذي سيرحل؟

في السياق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، إن «الأولوية هي للذين يشكلون خطراً على هذا البلد»، مقدراً بمليون عدد الذين تلقوا بلاغاً من قاض يأمرهم بمغادرة الأراضي الأميركية وغالبيتهم من المدانين بجرائم جنائية» مشدداً على أن الهدف ليس الترحيل الجماعي بل تأمين الحدود الجنوبية، ومنح المهاجرين الشرعيين عملية سلسة بالقدوم للولايات المتحدة.

وتستهدف تعليمات الترحيل بصورة خاصة الأشخاص، الذين تمت ملاحقتهم في سياق جرائم دون إدانتهم، أو الذين حصلوا على مساعدة عامة بصفة غير قانونية.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الأمن الداخلي جون كيلي اليوم مع الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو، وسيتناول البحث بصورة خاصة الأمن على الحدود والتعاون بين أجهزة الشرطة.

كما انتقد سفير المكسيك القادم لدى الولايات المتحدة أسلوب تعامل ترامب مع بلاده ووصفه بأنه «غير مقبول»، ودعا إلى آلية هجرة تتفادى عبور المكسيكيين للولايات المتحدة بصورة غير مشروعة.

لا اعتذار إلى الإعلام

من جهة أخرى، رفض سبايسر سحب تصريحات ترامب، التي وصف فيها وسائل إعلامية بأنها عدوة للشعب الأميركي، وذلك على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي قوبلت بها هذه التصريحات.

وقال سبايسر، إن «الرئيس يكن احتراماً خالصاً لوسائل الإعلام ونحن لدينا صحافة حرة»، لكنه أشار إلى أن بعض وسائل الإعلام تتعمد تقديم تقارير غير صحيحة عن أداء الرئيس.

كان ترامب غرد على «تويتر» يوم الجمعة الماضي، قائلاً، إن «وسائل الإعلام الكاذبة ليست عدوة لي بل عدوة للشعب الأميركي».

ورأى العديد من المنتقدين وبينهم شخصيات من الحزب الجمهوري، الذي ينتمي له ترامب، أن الرئيس تجاوز في هذه التصريحات.

back to top