رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب د. هيثم الحاج:

معرض القاهرة يعكس المشهد الثقافي العربي وحقق نجاحاً كبيراً

نشر في 22-02-2017
آخر تحديث 22-02-2017 | 00:04
رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب د. هيثم الحاج
رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب د. هيثم الحاج
أكّد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب د. هيثم الحاج أن معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي اختتمت فعالياته أخيراً حقق نجاحاً كبيراً، إذ بلغ عدد الزائرين أربعة ملايين شخص، مشيراً إلى أن المعرض يعكس المشهد الثقافي العربي عموماً. خلال مقابلة مع «الجريدة» على هامش ختام الفعاليات، نفى الحاج رفض القيمين على المعرض مشاركة أية دولة فيه، لافتاً إلى أن بعض الدول لم يتقدّم بطلبات للمشاركة. إلى نص الحوار.
ما تقييمك لحجم الإقبال على معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام؟

حقّق معرض القاهرة الدولي للكتاب في الدورة الأخيرة نجاحاً كبيراً في حجم المشاركة والإقبال وبيع الكتب. وصل عدد الزائرين إلى أربعة ملايين شخص، إضافة إلى أن مؤشرات البيع ارتفعت عن مؤشرات السنة الماضية. مثلاً، في هيئة الكتاب بعنا 250 ألف نسخة، ما يعني أن ربع مليون كتاب دخلت إلى بيوت المصريين، من ثم حققت الهيئة أسمى رسالة وهي الترويج لفكرة القراءة التي هي ركن أساسي في المعرض وأحد أهدافه. وأشير هنا إلى أن بيع المعرض هذه السنة ضعف ما باع من كتب في العام الماضي إنجاز بحد ذاته، وينفي ما يُقال عن أن جيل الشباب لا يقرأ. كذلك تعطينا زيادة 40 % في نسبة مبيعات إصدارات الهيئة مقارنة بالعام الماضي، حافزاً بأن الثقافة موجودة في الأسر المصرية.

فضلاً عن ذلك كله، شهد المعرض مشاركة 35 دولة، 16 منها عربية، وست إفريقية، و13 أجنبية. وبلغ عدد الناشرين 670 ناشراً، ستة منهم أفارقة، و13 أجنبياً، و200 عربي، بالإضافة إلى 451 ناشراً مصرياً (7 مؤسسات صحافية، و31 مؤسسة حكومية، و119 كشكاً في سور الأزبكية).

ولكن شكّك البعض في قدرة مصر على تنظيم المعرض في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها؟

تنظيم هذا المعرض والإيجابيات الكثيرة التي خرجنا بها يؤكدان قدرة مصر على مواجهة التحديات. اتخذنا إجراءات حافظت على انخفاض سعر الكتاب داخل الهيئة المصرية للكتاب، من أهمها الاحتفاظ بمخزون كبير من الورق لطباعة الكتب، وتحقق ذلك قبل إجراءات تعويم الجنيه، من ثم تمكّنت الهيئة من تقديم الكتاب إلى القارئ بتكلفته الحقيقية قبل تحرير سعر الصرف. بدورها، باعت مكتبات الهيئة ومنافذ البيع على مستوى الجمهورية المصرية إصداراتها كافة بأسعار وخصومات المعرض طوال فترة إقامته، فضلاً عن الدخول المجاني للرحلات المدرسية والجامعية. ولا ننسى أن المعرض شهد أيضاً إجراء انتخابات اتحاد الناشرين العرب، ما يؤكد أن مصر آمنة، وقادرة على أن تحتضن أية فعالية.

مشاركات

كيف ترى المشاركة العربية عموماً والكويتية خصوصاً في معرض الكتاب؟

شاركت هذه السنة 16 دولة عربية في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكانت المغرب ضيف الشرف، وكنت في غاية السعادة بالبرنامج المتميز الذي قدّمه المبدعون المغاربة، إذ شارك أكثر من 60 مفكراً وأديباً وشاعراً في الفعاليات.

بالنسبة إلى مشاركة دولة الكويت الشقيقة، فنحن اعتدنا أن تكون جزءاً رئيساً من معرض القاهرة، ولكنني أتمنى زيادة حجمها وفعاليتها وأدوار المبدعين والمثقفين الكويتيين في الدورات المقبلة.

ما الذي تميّز به معرض الكتاب هذا العام عن الأعوام السابقة؟

تمثّلت السلبيات في بعض الإجراءات التنظيمية والبنية التحتية، ولكن في المقابل تحققت إيجابيات كثيرة، أبرزها مشاركة الشباب في تنظيم الفعاليات، وإقامة جناح الطفل و250 فعالية خاصة بالأطفال طوال فترة المعرض، بالإضافة إلى مشاركة دار الأوبرا المصرية.

أزمات وتطورات

أثار سور الأزبكية هذا العام أزمات عدة. هل سيُلغى في الدورات المقبلة؟

لم نفكر في إلغاء سور الأزبكية، لأنه ركيزة أساسية من ركائز معرض القاهرة الدولي للكتاب، وعملية إعادة تدوير وبيع الكتاب القديم ركن رئيس من المعرض أيضاً لا يمكن إلغاؤه، ولكننا نبحث في مسألة التقنين.

في ظل التطور التكنولوجي الهائل، هل يمكن أن نرى دوراً للنشر الإلكتروني في المعرض المقبل؟

طرحنا النشر الإلكتروني عبر المحمول مع «الأوديو بوك»، وأتمنى أن نتمكّن من تنفيذ هذه الفكرة خلال فعاليات الدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي.

هل رفضتم مشاركة دول معينة نتيجة لخلافات سياسية معها؟

لم نرفض مشاركة أية دولة في المعرض، وتركيا وإيران لم تطلبا المشاركة في الدورة الأخيرة. كذلك كان من المفترض أن تشارك إثيوبيا، ولكنها لم تفعل لأسباب غير معروفة.

ثمة إشكالية في مواجهة بيع الكتب السلفية التكفيرية داخل المعرض. ما الإطار القانوني الذي يحكم ذلك؟

تكمن المواجهة الحقيقة للأفكار المتطرفة التي تحاول تشويه الهوية الثقافية في طباعة كتب تحمل أفكاراً وسطية تقدم رؤيتنا للعالم. فعلاً، طبعت الهيئة العامة للكتاب في مصر كثيراً من الكتب تحمل الفكر الوسطي الذي يعد جدار صد حقيقياً في مواجهة الأفكار المتطرفة الهدامة.

كيف ترى الانتقادات الموجهة إلى حرية الرأي والتعبير في مصر خلال الفترة الماضية؟

ما شهده معرض القاهرة الدولي للكتاب يعكس المشهد الثقافي المصري، بل العربي عموماً. كانت لافتة فيه الحرية الكاملة للرأي والإبداع، وأعتقد أن مشاركة خمسة آلاف مبدع في الفعاليات تؤكد الحالة الثقافية الموجودة في المجتمع المصري.

الدور الأكاديمي والإبداع

يسعى الدكتور هيثم الحاج، الذي يعمل أستاذاً للنقد الأدبي الحديث في جامعة حلوان، إلى إحداث توازن بين عمله الأكاديمي وبين دوره الثقافي كرئيس للهيئة المصرية العامة للكتاب، ويؤكد أن أكبر هدف للهيئة وصول الكتاب إلى الجميع.

ويقول الحاج إن «مكتبة الأسرة» تعد أكبر منفذ يحاول الوصول إلى البسطاء، فهي تقدّم الكتب بسعر زهيد، لافتاً إلى أنه يعكف على إصدار مجموعة إصدارات كانت متوافرة سابقاً، وإبرام اتفاقيات مع دور نشر كانت تصدر سلاسل مهمة بسعر رخيص أبرزها «اقرأ» عن دار المعارف، كي يخرج من بعض عناوينها إصدارات لمكتبة الأسرة.

لم نرفض مشاركة أية دولة في معرض القاهرة الدولي للكتاب

بالكتاب تواجه مصر التحديات كافة
back to top