دولة تتداعى... فنزويلا ونموذج سوء إدارة الموارد الطبيعية

نشر في 17-02-2017
آخر تحديث 17-02-2017 | 00:02
 الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو
انكمش الاقتصاد الفنزويلي 18.6% العام الماضي كما قفز معدل التضخم 800% مع توقعات بوصوله إلى 2200% هذا العام، وهو ما تجاوز الأزمة اليونانية في ذروتها، فيما تناولت «الإيكونوميست» ما حدث للدولة التي كانت الأغنى في أميركا الجنوبية عام 2001 وتعد الآن من بين الأفقر في القارة.
تزايدت أعمال العنف في فنزويلا نتيجة الأزمة الاقتصادية ويصطف العديد من المواطنين يومياً أمام وكالات السفر، لكي يخرجوا من البلاد إلى أي دولة أخرى لدرجة أن مستلزمات طباعة جوازات السفر قد نفدت ويضطر البعض للانتظار في قوائم طويلة.

ومع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد، انكمش الاقتصاد الفنزويلي 18.6 في المئة العام الماضي، كما قفز معدل التضخم 800 في المئة مع توقعات بوصوله إلى 2200 في المئة هذا العام، وهو ما تجاوز الأزمة اليونانية في ذروتها، فيما تناولت «الإيكونوميست» ما حدث للدولة التي كانت الأغنى في أميركا الجنوبية عام 2001 وتعد الآن من بين الأفقر في القارة.

إجراءات غير مجدية

- حاول الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تصوير الأمر كأنه مؤامرة من الغرب لتركيع بلاده، كما أقال محافظ البنك المركزي متهما إياه بالتسبب في تفاقم الأزمة، كما طبعت كاراكاس فئات جديدة من العملات وصلت إلى 20 ألف «بوليفار».

- لا تزال العملة عديمة القيمة بالنسبة للكثيرين، ففي بعض الأحيان يضطر أصحاب المتاجر لوزنها لبيع سلع للمواطنين بدلاً من تقييمها وسط فوضى اقتصادية عارمة.

- تم تعيين محافظ جديد للبنك المركزي ذي خلفية شيوعية وموالية لنظام مادورو للسيطرة على أسعار السلع الأساسية وخفض الفساد والإنفاق العام ورصد عمليات النهب في شركة «بتروبراس» النفطية الحكومية التي تدر معظم إيرادات البلاد من النقد الأجنبي.

- فقد المواطنون الثقة في النظام السياسي حتى إنهم انتخبوا برلماناً في العام الماضي أغلبه من المعارضة لـ«مادورو» وردّ الأخير بتعزيز سلطاته مع الترويج للرغبة في عقد محادثات مع رموز المعارضة، لكن ذلك لم يجد نفعاً.

فوضى سياسية واقتصادية

- اعتبر تعيين مادورو نائب له أخيراً بمنزلة توجه للنظام نحو تقليص المحادثات والإصلاحات، حتى أنه استبدل شخصيات عرفت باعتدالها بأخرى أشد صرامة، وزادت الاعتقالات لبعض الساسة المعارضين بزعم القيام بعمليات تخريبية.

- يبدو أن مادورو يراهن على عاملين الأول يكمن في تفكك المعارضة والانقسامات بين رموزها وفقدان شخصية القائد أو الزعيم الأمر الذي سيسفر عن هزيمتهم في أي انتخابات قادمة.

- أما الرهان الثاني، فيكمن في تعافي أسعار النفط وارتفاعها من 21 دولاراً للبرميل عام 2016 إلى أعلى من 50 دولاراً، كما هو الحال الآن رغم أن كاراكاس في حاجة لمزيد من الارتفاع لمعالجة الأزمات الاقتصادية الهيكلية التي تواجهها.

- مع ذلك، هناك سوء إدارة لشركة «بتروبراس»وضعف في الاستثمارات وفساد واسع النطاق يقوض أي ثمار اقتصادية، وانخفض إنتاج الشركة العام الماضي 10 في المئة مع توقعات بمزيد من التراجع هذا العام.

- هبطت احتياطيات النقد الأجنبي في فنزويلا إلى أقل من 11 مليار دولار، ورغم هذا التدني، فإن مادورو تعهد لشعبه بأن عام 2017 سيكون العام الأول لتاريخ جديد للبلاد، ولا يرجح أن تسهم هذه التصريحات في تقليص صفوف الراغبين في السفر للخارج.

back to top