إسماعيل فهد: مضمون العمل الأدبي استثناء لا قاعدة

أنجز رواية «على عهدة حنظلة» ويتناول فيها اغتيال ناجي العلي

نشر في 23-01-2017
آخر تحديث 23-01-2017 | 00:04
قال الأديب إسماعيل فهد في جلسة ثقافية بنادي «معاني القراءة» إن مضمون العمل الأدبي في كثير من الأحيان هو استثناء لا قاعدة.
نظم نادي «معاني القراءة»، أمس الأول، جلسة أدبية، لمناقشة رواية «السبيليات» للأديب إسماعيل فهد إسماعيل، بحضوره وجمع من أعضاء النادي.

وفي البداية، قدمت رئيسة النادي المذيعة فاطمة النهام نبذة عن سيرة الأديب إسماعيل فهد، معتبرة أنه المؤسس الحقيقي لفن الرواية في الكويت، ويمثل إحدى العلامات المهمة في سماء الرواية العربية.

من جانبه، أكد فهد أن الرواية «السبيليات» كتبت احتفاء بالمرأة، مشيرا إلى أن منطقة السبيليات في جنوب العراق هي مسقط رأسه، وأوضح ضمن هذا السياق: «لم أعش فيها طويلا، لكن أمضيت فيها السنوات الست الأولى من حياتي، وظللت مرتبطا بها أسافر لها ذهابا وإيابا».

وقال إنه سيذهب إلى «السبيليات» في 1 فبراير المقبل لتنظيم حفل توقيع الرواية، لافتا إلى أن هناك مجموعة كبيرة ستحتفي بالعمل.

باهتة وصفراء

واستطرد فهد متحدثا عن ذكرياته في هذه المنطقة، وقال إنه بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية بأشهر عام 1988، اتصل به أحد الصحافيين ودار حديث بينهما، إذ قال الصحافي إنه ذكر في أحد اللقاءات أن مسقط رأسه السبيليات، وهذه المنطقة كانت من شمال البصرة حتى الفاو جافة، والنخل هناك لا يموت، لكن لونه يبهت ويصفر، وبقية الأشياء كالفواكه والنباتات كلها تموت، أما البصرة فمعروفة بأنها غابة من أشجار الفاكهة، وهي تحتوى على الآلاف الترع تأخذ الماء من شط العرب، والذي يساعد على عملية الري، وعقب سماع ما ذكره الصحافي قال إسماعيل إنني لم أصدق هذا الأمر، ونقلت ما ذكره الصحافي إلى شقيقي، فاقترح أن نذهب لنستطلع الأمر، وفعلا ذهبنا ومشينا مساحات شاسعة كانت باهتة وصفراء، والمباني يغطيها التراب وكئيبة، وعند وصولنا احتفى الأصدقاء بنا، وكانوا العائدين، وهم قلة آنذاك».

حكاية أم قاسم

ويسترجع إسماعيل فهد ما لاحظه في تلك الرحلة، وقال: «عند استضافتنا في أحد البيوت، لاحظت أن أحد الحوائط يفترض أن يكون مبنيا من طابوق وجص، ولكنه طلي بطين، وسأل حينها لصاحب الديوانية الذي يدعى صبري، عن سبب طليه بالطين، رد صاحب الديوانية بأن قذيفة ضربت الحائط ودخلت، لكن أم قاسم طلته بالطين، ويقول فهد إن اسم «أم قاسم» تكرر كثيرا، وجمع العديد من المعلومات عن تلك الشخصية، وأن الفكرة ظلت في البال، وعلق قائلا «لم يكن في بالي حينها أن أكتب الرواية».

محفور بالذاكرة

وتابع فهد أن هذا الارتباط في المكان، رغم أنه ترك القرية وعمره 6 سنوات، ولكن المكان بقي محفورا بالذاكرة ولايزال، مشيرا إلى أنه في إحدى زياراته رأى جزءا من بيته بقي كتذكار.

وأضاف أن شخصية «أم قاسم» جاءت من الأحساء، وهي في فترة المراهقة، وحاول أن يزور الأحساء، لكن لم يحالفه الحظ لظروف ما، وعلق: «كان يهمني أن أرى طفولتها، وصباها، ومن أين شكلت هذه الشخصية القوية».

وقال فهد إن الرواية في كثير من الأحيان هي استثناء وليست قاعدة، فهي لا تأخذ العام، ولكن تأخذ شيئا لافتا من العام، من الممكن أن يكون مختلفا ومغايرا، وبالتالي «أم قاسم» استثناء لكثير من النساء الأخريات، مشيرا إلى أن «أم قاسم» رجعت إلى منطقة النجف في نهاية السنة الثامنة من الحرب.

وأضاف: «كانت الرواية 16 فصلا، وكل فصل يتكون من جزأين، وأن هناك أحداثا كتبت باختصار، ولكنها أدت الرسالة المطلوبة لدور المرأة، وشعرت بأن الإطالة أو الولوج في أحداث غير مشوقة ودراما متواصلة، فأنهيت الرواية قبل أوانها، ولكن القارئ لا يعرف ذلك، وكتبت هذا العمل الأدبي احتفاء بالمرأة وتقديرا لنضالها».

وعن سبب تأخره في كتابة الرواية يقول فهد «أنا لدي كثير من الروايات، وهناك واحدة بدأت في كتابتها قبل رواية «السبيليات»، وهي حادثه اغتيال ناجي العلي 1987، وهو صديق، واحتشدت لكتابة الرواية وجلست مع الأشخاص الذين يعرفونه، وجمعت معلومات ومنها خاصة التي لا أعرفها كصديق، وكتبتها وانتهيت من الكتابة النهائية»، مشيرا إلى أنه بقدر ما كانت رواية «أم قاسم» تعتمد على الأحلام، ولكن في رواية «ناجي العلي» لم يكن ولا حلم حتى بالمطلق، وتدور الرواية كحوار بينه وبين حنظلة، وعن عنوان الرواية يقول إنه أطلق عنوانا لها، وهو «على عهدة حنظلة» بصفته الراوي، وتتكون الرواية من ثمانية فصول».

«السبيليات» رواية تحتفي بالمرأة تقديراً لنضالها
back to top