مخاطر سوء استعمال «غصن البان»

نشر في 21-01-2017
آخر تحديث 21-01-2017 | 00:05
 د. روضة كريز نظراً لكثرة المعلومات في الصحف والمواقع الإلكترونية حول الأعشاب وأهميتها العلاجية نجد أن الكثيرين يتناقلونها ويستعملونها دون الرجوع إلى دراسات المختصين ونصائحهم في التغذية حول الجرعات اللازمة للمريض، والتي تعتمد على ظروف كثيرة كالعمر والجنس مثلاً، أو أن المريض نفسه يتناول علاجات كيميائية للمرض ذاته! غير أن تلك النصائح قد تحميهم من الأعراض الجانبية للعشبة، أو الوقوع في مرحلة التسمم نتيجة تعارضها مع العلاجات الكيميائية أو نتيجة أخذ الجرعات العالية منها!

ومن هذه العلاجات التي اختلط اسمها العربي على الكثيرين نبتة «البان» التي عرفت بطولها وجمالها، لدرجة أن الشعراء قديما كانوا يتغزلون بالمرأة الطويلة عبر تشبيهها بتلك الشجرة، كناية عن جمال طولها، وتدلي القرون الخضراء منها كالضفائر إلى خصرها، وعرفت في زماننا هذا بـ»المورينجا»! وقد لوحظ أن بعض الأهالي في القرى المحيطة بالمدينة المنورة يعرفون هذه الشجرة ويطلقون عليها شجرة اليسر (بضم الياء). وكانوا يستخرجون الزيت منها للطبخ عن طريق تكسير البذور وغليها في الماء، ثم تترك لليوم التالي ويجمع الزيت الذي طفا على سطح الماء البارد.

كما استعمل العرب الزيت علاجا لترطيب البشرة وضد التجاعيد، والوقاية من حروق الشمس، والأوراق والقرون الخضراء لعلاج هشاشة العظام، والأسنان، والأنيميا، والقولون العصبي، وتعتبر غذاء جيدا للمرضعات ومعالجة للسرطان إذا تمت المداومة عليها بشكل صحيح وكطبق أساسي للمريض.

ولكن لم تحظ هذه الشجرة العربية بالقدر المطلوب من البحث العلمي والمتابعة، وهي مشهورة في بعض الأقطار الآسيوية والإفريقية للأغراض نفسها طعاما وعلاجا، حيث اعتمدت تلك الأقطار كثيرا على زيت بذورها لما له من أهمية في تقوية الجهاز المناعي والاضطراب الهرموني عند الذكور لتحسين الجنس عند القصور في البلوغ ولبناء العضلات.

لكن لابد من الإشارة هنا إلى أن كثيرا من أدوية الهرمون الذكرية أو الأدوية المنشطة للغدد خصوصاً عند لاعبي كمال الأجسام تتعارض مع استعمال شاي نبات البان باستمرار، أو إضافة أوراقه للوجبات اليومية بشكل دائم، وقد تؤدي إلى ارتخاء شديد في الأعصاب، وتزيد من امتصاص الأدوية، كما أنها تتعارض مع أدوية الحديد وعلاجات الأنيميا، وقد تؤدي عشبة البان إلى الإسهال الشديد إذا أضيفت إلى الأطباق الرئيسة للمريض، ولا ينصح بها للحامل.

ووقائيا يمكن أن تؤخذ هذه الأوراق كالشاي بمعدل كوبين يوميا، أو مع السلطة بمعدل قبضة اليد، أو تحضر مطبوخة كالفاصوليا كوجبة رئيسة، وذلك للوقاية من كل ما ذكرناه من أمراض في هذا المقال!

*د. روضة كريز باحثة في سموم الأدوية ومعالجة بالتغذية

back to top