مساعٍ لتوسيع هدنة سورية... وروسيا تغيّر تركيبة قواتها

• اجتماعات في أنقرة وموسكو ودمشق لإعادة مياه العاصمة
• الأمم المتحدة مستبعدة من «أستانة»

نشر في 13-01-2017
آخر تحديث 13-01-2017 | 00:04
صورة نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» لمجموعة من مدنيي وادي بردى تنتظر تعديل وضعها لمنحها ممراً آمناً للخروج من المنطقة أمس الأول
صورة نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» لمجموعة من مدنيي وادي بردى تنتظر تعديل وضعها لمنحها ممراً آمناً للخروج من المنطقة أمس الأول
وسط استمرار الغموض المحيط بالأطراف المدعوة للمشاركة في مفاوضات «أستانة» وأهدافها، اتفقت روسيا وأنقرة، ضامنتين أطراف النزاع السوري، على ضرورة توسيع اتفاق وقف إطلاق النار ليشمل جميع الأنحاء، في وقت أعلنت الأمم المتحدة عدم دعوتها لمفاوضات «أستانة» المقررة بعد 10 أيام، محذرة من مواجهة مفتوحة في وادي بردى بريف دمشق.
قبل نهاية الأسبوع الثاني من الهدنة الهشة في سورية، ناقش الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي أمس، توسيع نطاق وقف إطلاق النار في جميع الأنحاء وبحث التحضيرات لمحادثات السلام المخطط عقدها بعد 10 أيام في «أستانة» عاصمة كازاخستان، وفق مصادر في مكتب الرئاسة بأنقرة.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الزعيمين أجمعا على أن هناك التزاماً بوقف إطلاق النار بشكل عام، واتفقا كذلك على مواصلة العمل على التحضير لمحادثات السلام السورية في كازاخستان، مشيراً إلى أن بوتين بحث في اتصال هاتفي آخر مع رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف، استعدادات «أستانة» لاستقبال وفود الحكومة والمعارضة في موعد لم يعلن رسمياً بعد.

ونفى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك تسلم المنظمة أي دعوة رسمية للمشاركة في محادثات «أستانة» وأنها لن تحضر إذا لم تتلق دعوة رسمية، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة لا تعلم من هي الجهة التي تُرسل الدعوات.

وفي لقاء مع أعضاء السلك الدبلوماسي في باريس، عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن أمله في أن تشمل تلك المفاوضات «كل الأطراف المعنية بالملف السوري، ومن بينها إيران تحت رعاية الأمم المتحدة»، مشدداً على أنه «يجب أن تتم في الإطار، الذي حدد منذ 2012 في جنيف ومعاييره الموضوعة».

وإذ أكد تأييده لكل مبادرة تنهي الحرب في سورية ضمن إطار مباحثات جنيف، رأى هولاند أن التراجع عن ضرب النظام في صيف 2013 أدى لصعود تنظيم «داعش».

ديميستورا

وفي جنيف، نبّه المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا إلى الهدنة الهشة السارية منذ 30 ديسمبر لم تسمح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين في كما كان ينبغي لكنها صامدة مع استثناءات، معرباً عن قلق الأمم المتحدة على مصير 5 آلاف شخص في وادي بردى.

وفي ظل المخاوف من تصاعد الوضع إلى مواجهة عسكرية كبيرة يتم التحضير لها في المنطقة، أكد ديميستورا أن 5 قرى في وداي بردى وافقت على الهدنة و2 امتنعتا، مشيراً إلى أن أزمة المياه في دمشق وريفها تثير القلق أيضاً، وأن هناك اجتماعين في أنقرة وموسكو لمناقشة هذه الأزمة.

مأزق المياه

وغداة إعلان محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم عن اتفاق ينص على دخول الجيش إلى منطقة وادي بردى لإصلاح الضرر اللاحق بمضخات المياه، تواردت أنباء عن بدء اجتماع تفاوضي بين وفد من فصائل المعارضة مع مسؤول بالنظام، في محاولة جديدة لإدخال ورش الصيانة إلى عين الفيجة لإعادة المياه المقطوعة تماماً عن العاصمة وضواحيها منذ 22 ديسمبر جراء المعارك الدامية.

ومع استمرار المواجهات العنيفة بين فصائل المعارضة وجبهة «فتح الشام» وقوات النظام وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين، في محور قرية بسيمة بوادي بردى، أمطرت طائرات الأسد مناطق عدة من الريف الغربي لمدينة حلب مما أسفر عن مقتل 6 من عائلة واحدة بينهم أربعة أطفال في قرية بابكة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

«فتح الشام»

وبعد انخفاض وتيرة الغارات منذ بدء الهدنة، أشار المرصد إلى مقتل 22 على الأقل، غالبيتهم من «فتح الشام» في سلسلة ضربات على محافظة إدلب خلال الساعات الـ24 الماضية، موضحاً أن الغارات شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وطائرات النظام.

وبين المرصد أن الضربات الأولى شنتها طائرات النظام وأدت إلى مقتل ثلاثة من فصيل إسلامي تابع للجبهة. وبعد ذلك، أدت غارات للتحالف الدولي إلى «إصابة سيارتين و4 دراجات نارية، وقتلت 16 عنصرا بينهم قياديان» من «فتح الشام».

وبعد منتصف ليل الأربعاء- الخميس، «عاودت طائرة من دون طيار، استهداف آلية تقل عناصر من فتح الشام على طريق سلقين- كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص»، وفق المرصد.

تركيبة روسيا

في غضون ذلك، نفت وزارة الدفاع الروسية، أمس، صحة الأنباء عن زيادة وجودها في سورية، مشيرة إلى أنها بدأت تغيير تركيبة قواتها في إطار عملية لتقليص وجودها لم يتم الإعلان عنها مسبقاً.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة، أنه تم سحب أول ست قاذفات من طراز «سوخوي-24» وأن أربع طائرات هجوم أرضي من طراز «سوخوي-25» أقلعت متجهة إلى قاعدة حميميم باللاذقية ضمن عملية تناوب مقررة، مؤكداً أنه سيتم سحب المزيد من الطائرات والجنود المتمركزين بالقاعدة مع «توجه المجموعة الضاربة لأسطول بحر الشمال وبمقدمتها حاملة الطائرات الأدميرال كوزنيتسوف إلى قاعدتها في سيفيرومورسك».

«غضب الفرات»

وعلى جبهة موازية، أعلنت قوات سورية الديمقراطية، بعد سيطرتها على قرية كرمنجي، والتقاء قواتها من محوري عين عيسى والقادرية، ضمن المرحلة الثانية من حملة «عضب الفرات».

وانتقد المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين بشدة القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) لإعادة نشرها بيان نفت فيه «قسد» أي صلة بحزب «العمال الكردستاني»، متسائلاً: «هل هذه مزحة أم أن هذه القيادة فقدت عقلها؟ هل تعتقدون أن هناك من سيقتنع بذلك؟ يجب أن تتوقف واشنطن عن محاولة إضفاء شرعية على جماعة إرهابية».

وخلال مؤتمر مع سفراء تركيا، أعرب وزير الدفاع فكري إشيق عن أمله في قيام إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب «بإصلاح خطأ» التحالف مع وحدات حماية الشعب الكردية.

تدخل مصري

وفي حين أكد الجيش التركي أن طائراته قصفت أهدافاً للتنظيم ودمرت 40 منها بينها مخابئ ومبان ومركبات، جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري موقف بلاده الرافض للانخراط في أي صراع عسكري بسورية لأنه لن يحل الأزمة، معتبراً أن الصراع العسكري لن ينتهي في ظل وجود تنظيمات استطاعت النفاذ إلى الساحة، وستظل تعمل على زعزعة الاستقرار.

تركيا تهاجم القيادة الوسطى الأميركية... ومصر لن تنخرط في أي مواجهة
back to top