مؤلف كتاب «قوة الضوء» أنادي مارتل: الضوء لمحاربة الاكتئاب والإرهاق

نشر في 11-01-2017
آخر تحديث 11-01-2017 | 00:00
No Image Caption
يتحدث عن رابط عميق بين الضوء والوعي لدى الإنسان، وقد أصدر كتاباً بعنوان {قوة الضوء} Pouvoir de la lumiere يشرح فيه التأثير القوي الذي يحدثه الضوء في صحتنا. مقابلة مع أنادي مارتل.
لماذا قررت تأليف كتاب “قوة الضوء”؟

نشأت فكرة الكتاب تلقائياً، بعد 30 سنة من البحوث والتجارب في مجال العلاج بالضوء. بعد التواصل مع أهم الباحثين المتخصصين حول العالم، تمكنتُ من طرح رؤية شاملة عن العلاج بالضوء في الكتاب الذي يثبت حصول ثورة حقيقية في هذا المجال. بدأ هذا العلاج يخرج من خانة الطب “البديل” ويتّجه إلى اكتساب صفة “علمية” رسمية.

ما معنى العلاج بالضوء؟

يُستعمل الضوء منذ آلاف السنين. يعترف العلم اليوم بأثر الضوء في التوازن الهرموني وعملية الأيض الخلوي. نتيجةً لذلك، يمكن استعمال “العلاج بالضوء المكثف” لاستهداف الاضطراب العاطفي الموسمي. يرتكز شكل آخر من العلاج على الضوء الملوّن، لكن يمر هذا العلاج حتى الآن بمرحلة انتقالية نظراً إلى غياب البحوث العلمية التي تثبت مفعوله. يصبّ كتابي في هذه الخانة ويهدف إلى تفسير قدرة العلاج بالضوء.

هل يمكنك أن تشرح لنا معنى النظام متعدد الحواس؟

ابتكرتُ هذا النظام مع معالِجة متمرّسة ويجمع بين الناحيتين العلمية والإنسانية. المبدأ بسيط: نستعمل الجرعة نفسها من النبضات الضوئية التي تستطيع التفاعل مع الإيقاعات الفيزيولوجية التي تسكننا. الجسم معقد جداً كونه يتذبذب وفق إيقاعات متعددة ويتأثر عدد منها بالضوء. خلال هذه العملية، يعطي الضوء تأثيراً معرفياً عميقاً في الشخص ويلامسه على المستويات العاطفية والعقلية والروحية. يكون الضوء فاعلاً في الاستعمالات النفسية العلاجية ويمكن أن يستهدف الاكتئاب أو الإرهاق أو إجهاد ما بعد الصدمة. قد يكون هذا النوع من الضوء مفيداً لمعالجة الاضطرابات في الجهاز العصبي المستقل لأن للضوء تأثيراً كبيراً في هذا النظام. لاحظنا أيضاً أنه يستطيع مساعدة المصابين بأوجاع مزمنة مثل الألم العضلي الليفي.

هل يمكنك أن تشرح لنا بكلمات بسيطة معنى ناقلات الصدى في المفعول العلاجي للضوء؟

الضوء عبارة عن موجة تكون جزءاً من مجموعة ضخمة من الموجات الكهرومغناطيسية. تسمح طبيعتها للضوء بالتفاعل مع أي ظاهرة تتجاوب مع تردّده. حين تحمل موجتان التردد نفسه، يمكن جمعهما أو طرحهما من بعضهما: هذا هو معنى الصدى. يشتق ضوء الليزر مثلاً من صدى مماثل. حين نربط الضوء بتردد منخفض، يمكن الحصول على أثر مختلف يتفاعل مع إيقاعات فيزيولوجية أخرى وينظّمها. نتيجةً لذلك يمكن إنتاج الصدى بإيقاع طبيعي.

نتحدث دوماً عن مخاطر سرطان الجلد بسبب أشعة الشمس، لكن تشير إحدى الدراسات إلى تراجع تلك المخاطر عبر التعرّض التدريجي للشمس...

كتب الدكتور رولييه الذي كان رائداً في علاج الاستشماس في بداية القرن العشرين أنه لم يرصد أي حالة سرطان بسبب الضوء على مرّ تجاربه. لكنه كان يُعرّض آلاف الأفراد لجلسات السولاريوم وكانوا يشفون من أمراض اعتُبرت مستعصية في تلك الحقبة مثل السل. كانت الفكرة الأساسية تقضي بالتعرّض التدريجي لأشعة الشمس. يجب أن نتعامل باحترام مع الضوء وإلا يصبح خطيراً!

ماذا تعني حين تتكلم عن وجود رابط وثيق بين الضوء والوعي؟

لطالما كان الضوء والوعي متداخلين. يرتبط الضوء بأسمى الجوانب في داخلنا لكن يؤثر الوعي بشدة في وضعنا الصحي أيضاً. هذا هو معنى الشفاء العفوي أو الروحي أو حتى أثر الدواء الوهمي. يشكّل الضوء أداة مدهشة في هذا المجال. في عالم الطب، نستعمل الضوء بطريقة فيزيائية لتنظيم الأيض الخلوي. لكن من خلال استعماله على مستوى الرؤية والدماغ، قد نسمح له بإعطاء أثر معرفي. في التجارب التي أقوم بها، نستعمل الضوء لإيقاظ ما نريده عن طريق الوعي.

back to top