«الهلال» القاهرية ترصد المشهد القصصي في سلطنة عمان

نشر في 06-01-2017
آخر تحديث 06-01-2017 | 00:00
No Image Caption
صدر عن دار «الهلال» المصرية للنشر، عدد يناير من مجلة «الهلال» الثقافية، ويحفل بموضوعات عدة أبرزها ملف خاص بعنوان «المشهد القصصي في سلطنة عمان»، يضمّ إبداعات 25 قاصاً وروائياً عمانياً، من أجيال مختلفة.
إضافة إلى ملف المشهد القصصي في سلطنة عمان»، تتضمن مجلة «الهلال» ملفاً بعنوان «ما بعد الربيع العربي.. من أفسد الثورات»، وبالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد المجيدة، تناول المؤرخ المصري عرفة عبده علي، كنيسة القيامة بعنوان «سدنة مسلمون لأعظم مقدس مسيحي في العالم».

كذلك تفرد المجلة صفحاتها لكثير من الموضوعات الثقافية الأخرى المتنوعة. جاء في المقدمة: «لدى الأشقاء في دول المغرب العربي عتاب قديم، مستحق بالطبع، عن ثنائية المركز والهامش، واستحواذ الشرق على نصيب أكبر من الاهتمام الثقافي، وما يصاحبه من أضواء، مع تجاهل الأنوار المؤثرة والفاعلية في المغرب، غير المحظوظة لعدم انطلاقها من الشرق (يقصدون مصر) وأحياناً بلاد الشام، خصوصاً لبنان. ولكن مصر ليست الشرق، ربما هي المركز بحكم الجغرافيا والتاريخ والأدوار التي تحاول استعادتها في الآونة الأخيرة، ولعل سلطنة عمان المنتمية إلى الشرق أصابها حظ المغرب».

في الملف الخاص بالقصة القصيرة في عمان، تحمل المجلة جانباً من الوجوه المشرقة، عبر نصوص مشرفة، تنتمي إلى أجيال وتيارات متعددة، تؤكد ثراء المشهد القصصي، وحفاوة الفضاء العربي بالخيال، وأن العالم العربي أرض تنبت بالإبداع، وليست كما يزعم البعض، مركزاً لتصدير العنف.

في مقالها بعنوان «القصة القصيرة في عمان.. النشأة والتطور»، تناولت الأكاديمية العمانية الدكتورة عزيزة الطائي دراسة القصة القصيرة باعتبارها مكوناً أساسياً للإنتاج الأدبي السردي العماني، ممثلاً في الحكايات الشعبية، والأساطير في الميثولوجيا العمانية، وبروز هذا الجنس الأدبي السردي في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، كمحاولات أولى لكتابته في المهجر، على يد عبد الله الطائي، وتلاه بسنوات عدة محمود الخصيبي، ثم ما أفرزته الأندية الثقافية للطلبة العمانيين الدارسين في الخارج في الثمانينيات، أحمد الزبيدي وسعود المظفر ومحمد القرموطي وغيرهم، موضحةً أن تجربة الكتابة القصصية في عمان تعرف اليوم تنوعاً في أشكالها وأساليبها الخاصة، كما في موضوعاتها ودلالاتها العامة، وان التنوع جاء نتيجة طبيعية لتنوع الجهود وتراكم الإنجازات منذ الستينيات إلى اليوم.

أعظم المقدسات

بعنوان «كنيسة القيامة أعظم المقدسات المسيحية في العالم»، أشار الكاتب المصري، عرفة عبده علي، إلى كنيسة القيامة باعتبارها أقدس المزارات المسيحية في القدس وفي العالم كله، بما تمثله من ترف البناء، ومقتنياتها من تيجان الذهب والجواهر الكريمة النادرة، وما تزدان به من قناديل وحليات فاخرة ومجموعات من أندر الصور والأيقونات والتماثيل المرمرية، وقبل الحقبة الصهيونية السوداء، كان الحاج إليها من أقباط مصر يحظى بلقب «مقدس» وكان لها مع كل زائر موعد، ومع كل «مقدس» حكاية.

وتناول عرفة أول رحلة مدونة إلى الأراضي المقدسة، التي قام بها الأب دانيال الراهب الروسي عام 1062م، وسجل في يومياته بعنوان «وصف الأراضي المقدسة في فلسطين» وصفاً دقيقاً لمدينة بيت المقدس «الواقعة في وديان قاحلة وسط جبال صخرية»، مشيراً إلى أنه من الطريف أن سدنة كنيسة القيامة هم مسلمون، ينتسبون إلى أسرة الصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب، وتوارثت هذا الشرف منذ عصر صلاح الدين الأيوبي، عقب اختلاف الطوائف المسيحية على إدارة الكنيسة وقتها.

الثورات

بعنوان «ما بعد انتكاسات الثورات العربية»، قال الكاتب سعد القرش في مقدمة مقاله: «ست سنوات تكفي لبلوغ سن التعلم، ومراجعة الارتجال، والاعتراف بأن التحديات أقوى من شخبطة تسبق اكتساب قواعد الأبجدية في سنة أولى مدرسة، سنة أولى ثورة، وأن رفع الصوت بسباب هذا الفيلق أو ذاك الفريق لا يجدي، ليس أكثر من نفثة مصدور تريحه اللعنات، ولا تترك أثراً، ولا تؤدي إلى تغيير، فيعيد الاستبداد إنتاج نفسه، وأحياناً بدعم شعبي، يجسد جانباً من مساخر التاريخ والأعراض الجانبية للثورات».

الكاتب المصري الدكتور رفعت السيد علي، أشار في مقال بعنوان «ما بعد الربيع العربي، عودة التحالف القديم بين الحرس الرجعي والإسلاميين» إلى المشهدين التونسي ثم المصري، باعتبار تونس مركز ثورات الربيع العربي وبؤرة انتشاره، فتكرّر وامتد وانتشر عبر أنحاء الشرق الأوسط، حيث كانت تونس محكومة بأكثر النظم العربية علمانية، كذلك كانت إحدى أكثر الدول الإسلامية تقدماً وتحرراً في الشرق الأوسط. وبيّن أن الثورة التونسية في بدايتها لم تحمل أي ملمح لمكون فكري أو عقائدي، لعب فيه الملتحون الإسلاميون المتشددون دوراً محدداً، هذا إن كانوا لعبوا دوراً على الإطلاق، فهم لم يكونوا القوة الدافعة للثورة ولا قلبها النابض، وهو ما تكرر في الثورات العربية الأخرى، باستثناء ليبيا، أو على الأقل في مراحلها الأولى.

back to top