ألو دكتور

نشر في 18-12-2016
آخر تحديث 18-12-2016 | 00:00
No Image Caption

تبلغ طفلتنا ثلاثة أشهر وتتناول حليب الأطفال الجاهز ويتعكر مزاجها أحياناً بعد الأكل وكأنها تتألم. حين نعطيها قطرات الغازات، تشعر بالتحسن. هل يمكن أن تتعرّض لأي مخاطر نتيجة لأخذ قطرات الغازات يومياً؟ وهل يمكن أن نساعدها بأي طريقة أخرى؟

هذه الحالة ليست استثنائية. يُعتبر تعكّر المزاج شائعاً وقد يكون جزءاً طبيعياً من سلوك الأطفال الرضع. بشكل عام، لا ضير من إعطاء الطفلة قطرات الغازات إذا كانت تساعدها. لكن سيتحسن مزاجها مع مرور الوقت على الأرجح من دون الحاجة إلى أي علاج إضافي.

تحتوي قطرات الغازات الشائعة على دواء السيميثيكون المصمّم لتخفيف الأعراض المؤلمة التي ترتبط بوجود نسبة مفرطة من الغازات في المعدة والأمعاء. يكون السيميثيكون دواءً آمناً للأطفال عموماً. يمكن أن يليّن البراز لكن تبقى هذه الحالات قليلة. تبلغ جرعة السيميثيكون النموذجية 20 ملغ ويمكن أخذها حتى أربع مرات في اليوم. يبقى استعماله اليومي آمناً. إذا شعرت ابنتك بالتحسن بفضل قطرات الغازات، يمكنك متابعة استعمالها.

لكن حين تختارين قطرات الغازات، تحققي من المقادير وتجنبي المنتجات التي تحتوي على بنزوات الصوديوم أو حمض البنزويك. قد تضرّ هذه العناصر بالأطفال عند أخذها بكميات كبيرة. لكنها ليست موجودة في معظم قطرات الغازات التي تستهدف الأطفال الرضع لحسن الحظ.

في حالتك، قد تكون قطرات الغازات مفيدة لمعالجة تعكّر مزاج طفلتك. لكن حتى الآن، لم تكتشف الدراسات البحثية أن السيميثيكون فاعل جداً في تخفيف مغص الأطفال الرضع. لم تذكري في سؤالك مشكلة المغص، لكن قد يرتبط جزء من توتر طفلتك بهذه المشكلة وليس الغذاء.

يشير المغص إلى بكاء الأطفال الرضع الأصحاء لأكثر من ثلاث ساعات يومياً، أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع، طوال ثلاثة أسابيع وما فوق. تبدأ نوبة البكاء من دون سبب ظاهري مع أن الطفل يتلقى ما يكفي من الغذاء ويكون حفاضه نظيفاً. يزيد البكاء اليومي بعد الولادة ويبلغ ذروته في الأسبوع السادس ثم يتحسن الوضع تدريجاً. صحيح أن المغص قد يكون محبِطاً بالنسبة إلى الأطفال وأهاليهم، لكنه لا يتطلب رعاية طبية خاصة بشكل عام.

في بعض حالات المغص ونوبات تعكّر المزاج المتكررة، يقلق الأهالي من أن تكون تركيبة الحليب التي يتناولها الطفل غير مناسبة. يبلي الأطفال الأصحاء حسناً عند استهلاك تركيبات الحليب النموذجية بشكل عام. يذكر بعض الحملات التسويقية أن المنتج يستطيع تخفيف تعكّر مزاج الأطفال. لكن تقلّ الأدلة على فاعلية تلك المنتجات أو أهميتها في معظم الحالات. تشبه المعطيات الغذائية في تلك التركيبات الخلطات النموذجية ويكون الخياران آمنَين للأطفال. يمكن أن يشعر الأطفال الذين يرضعون طبيعياً بالتوتر طبعاً وتتساءل الأمهات أحياناً إذا كانت التغيرات الغذائية الشخصية مفيدة في هذه الحالة، لكن تبقى الأدلة بشأن صوابية تجنّب أغذية معيّنة محدودة.

جرت أبحاث جديدة تشير إلى أن المحفزات الحيوية قد تكون مفيدة لمعالجة مغص الأطفال. لكن توصّلت دراسات أخرى للأسف إلى نتائج مختلطة، لذا لا بد من إجراء أبحاث إضافية. لا يوصي الخبراء بالمحفزات الحيوية لمعالجة تعكّر مزاج الأطفال عموماً، لكن يجرّبها بعض الأهالي من تلقاء نفسهم. من الأفضل أن تفكري باستشارة مقدم الرعاية الصحية الذي يعتني بطفلتك.

قد يبتلع الأطفال هواءً مفرطاً خلال الأكل أحياناً، ما يجعلهم ينزعجون لاحقاً. لتجنب هذه المشكلة، أبقي طفلتك في وضعية مستقيمة حين تأكل وأعطيها الوقت كي تتجشأ من وقت إلى آخر. قد يكون تغيير الحلمات أو الزجاجات مفيداً لأن كل طفل مختلف عن غيره. قد تستفيد الطفلة من تحريك ساقيها بما يشبه حركة ركوب الدراجة الهوائية. وقد تستعيد الطفلة الراحة حين تأخذ حمّاماً دافئاً أو عند فرك معدتها بهدوء.

في حالات عدة، يختفي المغص وأشكال أخرى من تعكر المزاج مع مرور الوقت ويمكن التحكم بالوضع عبر تدابير الرعاية الذاتية. يجب أن تزوري طبيب طفلتك إذا شعرتِ بالقلق على مسار نموها أو وزنها. سيكون التقييم الطبي مفيداً أيضاً إذا أصيبت طفلتك بالإمساك. لا تُعتبر الحالات التالية طارئة لكن من الأفضل أن تحصل الطفلة على رعاية طبية عاجلة إذا لاحظتِ دماً في برازها أو إذا تقيأت أو بكت بشكل مفرط وغير مألوف لفترة مطولة.

back to top