المخرجة كاملة أبو ذكري: «يوم للستات» دعوة للحب والحرية وكسر القيود

نشر في 09-12-2016
آخر تحديث 09-12-2016 | 00:00
كاملة أبو ذكري
كاملة أبو ذكري
كاملة أبو ذكري مخرجة متميزة، صاحبة نجاحات وأعمال مهمة في السينما والدراما. قدمت أخيراً تجربة سينمائية مختلفة هي فيلم «يوم للستات» الذي شاركت به في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي في الدورة الـ 38.
عن هذه التجربة وتفاصيلها والجديد لديها كان لنا معها هذا الحوار.

ما الذي حمسك لتقديم فيلم «يوم للستات»؟

فكرته. عرضتها عليَّ مؤلفته الكاتبة هناء عطية، والفنانة إلهام شاهين أيضاً، وكنا قدمنا معاً سابقاً فيلم «خلطة فوزية». الفكرة جيدة وجديدة، وتتيح لنا استعراض الحياة داخل المناطق العشوائية ونماذج من البشر ومشاكلهم. والفيلم عموماً دعوة إلى الحرية والتغلب على قيود وضغوط فرضها المجتمع علينا، خصوصاً على المرأة.

ما تعليقك على النقد الموجه إلى الفيلم، تحديداً تداخل الخطوط الدرامية وعدم اكتمالها؟

يتحدث العمل عن ثلاث نساء هن محور الأحداث التي تتشابه وتتقاطع معها الشخصيات، والدراما فيه تحتاج إلى أكثر من فيلم وهي طبيعة الأعمال التي تتناول شخصيات رئيسة عدة. غير أننا قدمنا فكرة عامة عن الشخصيات، وليس كل شخصية على حدة، ومشاكلها وانفعالها ونهاية كل منها.

انتقد البعض جرأة الحوار في الفيلم، ما ردك؟

تفرض كل شخصية الحوار الذي يناسبها، والأحداث تدور في منطقة عشوائية أهلها فقراء وغير متعلمين، من ثم حوارهم يختلف عن مفردات سكان الأحياء الراقية أو المتوسطة. مثلاً، أبطال الفيلم امرأة عملها الأساسي عارضة تصوّر عارية، وفتاة مختلة عقلياً، ورجل سكير، وآخر خارج للتو من السجن. بناء عليه، لا بد من الاقتراب من الواقع قدر المُستطاع، وهو ما حاولنا تقديمه في الفيلم من دون خدش حياء الجمهور بأي لفظ خارج.

طاولت الانتقادات أيضاً شخصية الشاب المتشدّد في الفيلم، خصوصاً أنها لا تحمل جديداً وظهرت في أفلام كثيرة.

شخصية الشاب المتشدّد دينياً والعاطل الذي يُكفر أهله وأهل الشارع وناقم على كل من حوله موجودة بيننا ولم تختف بل تصدرت المشهد السياسي والفضائيات خلال حكم الإخوان. تقديمها في أعمال سابقة لا يعني أن نتجاهلها إلى الأبد، وإلا كنا حذفنا شخصيات درامية كثيرة ظهرت سابقاً. المهم في رأيي، كيف نقدّم الشخصية ونوظّفها داخل العمل. عموماً، من خلال مشاهدة الفيلم سيجد المشاهد الأمور المختلفة في هذا الدور عما سبق وقدّمته أعمال أخرى.

ضرورة الحذف

لماذا حُذف دور سماح أنور بالكامل؟

كانت سماح أنور تجسد شخصية جديدة عليها وعلى السينما المصرية. هي «أسمهان» امرأة تنام تحت الجسر وعلى الرصيف بملابس رثة وتبقى في حالة صمت طوال الفيلم. استدعى هذا الأمر أن تقص شعرها نهائياً لتكون الشخصية واقعية، وفعلاً وافقت على ذلك، وصوّرنا مشاهد عدة ثم توقف التصوير لفترة بعدها وعاد شعر سماح أنور إلى طوله الطبيعي ورفضت أن تقصه مجدداً. كذلك لم تكن الاستعانة بالماكياج أو الرأس الأصلع مناسبة وكانت لتبدو المشاهد مزيفة. عندئذ اضطررنا إلى حذف الدور كاملاً. للأسف، رغم تميز أداء سماح أنور، كان من الصعب الاحتفاظ بعدد من مشاهدها من دون البقية.

حذفت أيضاً أدواراً ومشاهد أخرى كثيرة، ما السبب؟

في البداية، كانت مدة الفيلم ساعتين ونصف الساعة. عرضه مهرجان لندن كاملاً، ووجه إلينا البعض ملاحظة مفادها أن جزءاً من العمل يدور خارج السياق العام ويجب حذفه، علماً بأنه لن يؤثر في وحدة الفيلم. بعد العودة إلى مصر، خصصنا عرضاً للأبطال والصانعين وعدد من الأصدقاء المهتمين بالسينما، وناقشنا هذا الرأي، وفعلاً أكدوا ضرورة حذف هذا الجزء كي يصبح الفيلم أكثر ترابطاً، فأعدنا المونتاج قبل دخول مهرجان القاهرة.

ما الجزء المحذوف، وما مدى ارتباطه بباقي الشخصيات؟

خاص بشخصية أحمد الفيشاوي وزواجه بفتاة منتقبة. يزيد هذا الجزء على الربع ساعة وكان بعيداً عن الخط الرئيس للفيلم والفكرة العامة له، وتشعر من خلاله كأنك انتقلت إلى عمل آخر، لذا كان القرار بحذفه كاملاً. كذلك حذفنا مشهدين لشخصية فاروق الفيشاوي كان في أحدهما مع سماح أنور.

توقف التصوير

توضح المخرجة كاملة أبو ذكري أن توقف التصوير مراراً أثّر في الفيلم برمته سلباً، وتقول: «واجهنا صعوبة في استئناف العمل، لكن خبرة الفنانين وإصرارهم على استكماله ومعايشتنا الأحداث جعلت الفيلم يظهر وكأنه صوّر من دون توقف».

لم تزعجني الانتقادات وحرصنا على تقديم الواقع من دون خدش الحياء

سماح أنور كانت تجسد في الفيلم شخصية جديدة عليها وعلى السينما المصرية

مهرجان لندن عرض الفيلم كاملاً ثم حذفنا الجزء الخارج عن سياق الأحداث
back to top