بلدة صينية تستخدم وجهك بطاقةً

نشر في 08-12-2016
آخر تحديث 08-12-2016 | 00:00
No Image Caption
لمَ تحتاج إلى بطاقة في حين أنك تملك وجهاً؟ بدأت بلدة «وزهن» السياحية في شرق الصين باستخدام تقنية التعرف إلى الوجوه بغية تحديد هوية نزلاء فنادقها والسماح لهم بولوج بواباتها. طوّر هذا النظام، الذي يُفترض أن يُعالج 5 آلاف زائر يومياً، عملاق الإنترنت Baidu، الذي يُدعى «غوغل الصيني».
«وزهن» بلدة صينية تاريخية حُوِّلت إلى معلم سياحي مع متاحف كثيرة، وجولات، وتحف. عندما ينزل السائح في أحد فنادقها، تؤخذ صورته وتُحمَّل في قاعدة بيانات. وهكذا، إن غادر البلدة وعاد إليها، يتأكّد برنامج التعرف إلى الوجه من هويته ويحدّد أنه نزيل في أحد الفنادق، وهكذا يسمح له بالدخول مجدداً.

كان من الضروري سابقاً استعمال أنواع عدة من بطاقات الدخول بغية التمييز بين مَن يأتون لزيارة قصيرة ومَن يمضون في البلدة وقتاً أطول. ولكن كان باستطاعة الضيوف التلاعب بهذا النظام بسهولة بتشاطر بطاقاتهم بغية تفادي دفع رسوم الدخول.

بهدف تفادي هذه المشكلة، بدأت البلدة تستخدم بصمة الإصبع لتحديد هوية نزلاء الفنادق. «إلا أن هذه العملية استغرقت وقتاً طويلاً»، حسبما يوضح يوانكينغ لين، مدير معهد التعلم العميق في Baidu.

يعتمد نظام التعرُّف إلى الوجوه الجديد على كاميرات لرصد وجوه الناس فيما يقتربون من باب دوار عند المدخل، فيقارنها مع قاعدة بيانات الضيوف المسجَّلين، وذلك كله في غضون ثوانٍ. وإن عثر على صورتك في قاعدة البيانات، يسمح لك بالدخول، وإلا فيبقى الباب موصداً.

مليار صورة

يستخدم برنامج التعرف إلى الوجوه، الذي طورته Baidu، شبكات محايدة، وهي تقنية مستوحاة من قدرة الدماغ على تمييز الأنماط المعقدة. درّبت الشركة البرنامج استناداً إلى مجموعة بيانات ضخمة تضمّ ما يفوق مليار صورة لوجوه أشخاص. وتؤكد أن هذا النظام دقيق بنسبة %99.8، مع أن هذه النسبة حُددت باستعمال صور ثابتة. ينجح النظام في «وزهن» أيضاً في رصد حركات الوجه. لذلك لا تستطيع خداعه بحملك صورة وجه شخص آخر.

يشير مارك نيكسون من جامعة سوثامبتون: «كانت المسألة مسألة وقت قبل أن يُستخدم برنامج التعرف إلى الوجوه على هذا النطاق الواسع». ويضيف أن من المرجح أن نرى قريباً انتشاراً لهذه التكنولوجيا في أماكن أخرى.

يستعمل بعض المطارات اليوم نوعاً من برامج التعرف إلى الوجه عند نقاط جوازات السفر، إلا أن الإطار مختلف. في المطار، تُبرز جواز سفرك ويحدد البرنامج ما إذا كان الشخص الواقف أمام الكاميرا يطابق تلك الهوية. ولكن أمام بوابات «وزهن»، لا يقدّم السياح أي بطاقات. بدلاً من ذلك، يبحث البرنامج في قاعدة بياناته الكبيرة عن تلك الوجوه.

لكن إنشاء قاعدة بيانات كبيرة من الوجوه بهذه الطريقة يثير كثيراً من المخاوف بشأن الخصوصية. يقول لين إن مسؤولية تخزين هذه البيانات تقع على عاتق القيمين على الفنادق والمعالم السياحية في «وزهن» لا على Baidu.

في المقابل، تشدد تيفاني لي، باحثة ملحقة بمركز سياسة تكنولوجيا المعلومات في جامعة برينستون: «في الصين، ما من قانون شامل يُعنى بالخصوصية، إلا أن من واجب الشركات إبقاء البيانات آمنة».

تبني شركات حول العالم قواعد بيانات كبيرة تضمّ معلومات شخصية، حتى إن بعضها بدأ يخزّن معلومات حيوية مثل بصمات الأصابع. توضح لي: «صحيح أن هذه المعلومات تسهّل عليك ولوج حسابك المصرفي، إلا أنها تتحوّل إلى مشكلة إن تعرضت قاعدة البيانات هذه للقرصنة».

يُستخدم نظام «وزهن» راهناً لتحديد هوية نحو %15 إلى %20 من الزوار الذين ينزلون في فنادق البلدة. ولكن إذا لاقت هذه التجربة النجاح، تأمل شركة Baidu توسيعها وتشغيل أنظمة مماثلة في أماكن أخرى تشمل مواقع سياحية ومتنزهات. يقول لين: «نسعى إلى أن يتمكّن زوار البلدة في النهاية من استخدام النظام. ونخطط بعد ذلك لتطبيق تجربتنا هذه في أماكن أخرى حول الصين».

* تيموثي ريفيل

back to top