الفنانة اللبنانية مايا نعمة: أنا طيبة القلب ورومانسية وأحب المفاجآت

هل انتهيت من تصوير أغنية «خلص الحكي»؟

للأسف، لم نصوّر الأغنية بعد بسبب انشغالاتي الكثيرة وارتباطي بعدد من النشاطات، علماً بأن الأفكار التي سيتمحور حولها الكليب باتت جاهزة على أمل بأن تسمح لنا الظروف بتصويره خلال الشهر الجاري أو في يناير المقبل كحد أقصى.

من المخرج الذي ستتعاونين معه في تصوير الكليب؟

سأتعاون مع زوجي وليد عبدالمسيح، علماً بأن الكليبات التي صوّرتها سابقاً حملت جميعها أفكاري وأفكاره، فنحن نهتم بالتفاصيل كافة، وفي الوقت نفسه لا نتردد في الاستعانة بمدير تصوير إن كانت الفكرة سهلة التنفيذ، وأحياناً بمخرج آخر يقتصر دوره على تنفيذ الكليب تقنياً.

لماذا ستصوّرين الكليب بالأبيض والأسود، وماذا عن أجوائه؟

أفضّل عدم الخوض في التفاصيل راهناً. كل ما يمكنني الإفصاح عنه أنه سيعكس موضوع الأغنية إلى حدّ كبير، إذ سيعتمد على البساطة ترافقها مشاعر كثيرة، ولما كانت الأغنية كلاماً ولحناً تنقلك إلى حالة معينة يتخللها ألم وحزن اخترنا تصويرها بالأبيض والأسود. أضف إلى ذلك أن الكليب سيستند إلى عامل التمثيل بعيداً من الشخصيات الكثيرة، إذ أظهر لوحدي في معظم المشاهد.

تعاون مستمر

ما سبب تعاونك المتكرر مع الشاعر أحمد ماضي، خصوصاً أنكما في صدد التحضير لأغنية جديدة؟

أحمد إلى جانب كونه جارنا، هو صديق مقرّب وبمثابة شقيق لي، فضلاً عن أن شقيقته تدعى أيضاً مايا. كانت هذه الوقائع كافة كفيلة بأن تقرّبنا من بعضنا بعضاً. لا شك في أن تعاوني المستمر معه جاء نتيجة لثقتي الكبيرة به وارتياحي الكبير إليه منذ أول عمل جمعنا، فضلاً عن أنه يفهم أفكاري وأفكار وليد قبل أن نبوح بها، وهذه الاستمرارية في التعاون من شأنها أن تسرّع من عملية تنفيذ الأغنية. في ما يخصّ الأغنية الجديدة، نفذناها منذ نحو سنة إلا أننا انتظرنا الوقت المناسب لإصدارها. موضوعها استفزازي، وإيقاعها شرقي يعتمد على كثير من الآلات الموسيقية الشرقية مثل «الطبلة»، وتشبه إلى حدّ ما أغنية «أنا حوا». اللافت أن موضوعها سيمسّ كل امرأة وستغنّيها لحبيبها بمجرد أن تسمعها!

بالعودة إلى كليب أغنية «خلص الحكي» هل سترقصين فيه على غرار كليباتك السابقة؟

أؤدي رقصاً تعبيرياً لوحدي، فأصوّر آلامي وأوجاعي من خلال حركاتي الجسدية.

لمن تقولين «خلص الحكي»؟

لكل شخص يسبب الحزن لي ولا يستجيب لطلبي (ضاحكة).

هل ترسمين حدوداً للأشخاص الذين يقدمون على تصرّف مماثل؟

كوني طيبة القلب، أشعر بوجع الضمير ويصعب عليّ النوم إن سببت الحزن لأحدهم، وأسعى جاهدة إلى فض المشكلة بيني وبينه. وبالتالي لن أرسم أي حدود للأشخاص الذين يقدمون على تصرّف مماثل!

إنتاج خاص ورومانسية

إلى أي حدّ تعكس أغانيكِ شخصيتك وإلى أي حدّ أنت رومانسية، خصوصاً بعدما لمسنا هذا الجانب فيك من خلال «خلص الحكي»؟

لا شك في أنني أسعى دوماً إلى تقديم أغانٍ تشبهني إلى حدّ كبير، تعكس سواء كلاماً أو لحناً شخصيتي الحقيقية الرومانسية جداً، إذ انتظر عيد الحب وعيد ميلاد وليد وميلادي لأحتفل بطريقة مميزة وأحضّر المفاجآت، وأحب أن يفاجئني وليد بالطريقة نفسها!

بعيداً عن الرومانسية، لماذا تصرّان على الإنتاج الخاص؟

ليس إصراراً بقدر ما هو واقع ملموس، أي أننا بتنا في عصر نفتقر فيه إلى شركات الإنتاج. من جهة أخرى، ثمة شروط تفرضها الأخيرة على الفنان وتبعده عن الخط الذي يرغب في اتباعه، لذا نحن نفضّل الإنتاج الخاص لتحقيق ما نجده مناسباً لنا ويتماشى مع تطلعاتنا. ولكن إن توافرات شركة تتوافق طروحاتها مع أفكارنا فلن نرفض طبعاً.

ما المعايير التي تتبعينها في ما يخصّ إنتاج أغانيك والتسويق لها؟

أتّبع أنا ووليد استراتيجية تتمثّل في إصدار أغنيتين أو ثلاث سنوياً والعمل على الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإذاعات ومحطات التلفزة، بالإضافة إلى إنتاج كليب كل عام.

هل تشجعين موضة الأغنية المنفردة؟

أعتقد أن عصر الألبوم انتهى وحلّ مكانه الألبوم الرقمي عبر المواقع الإلكترونية المتخصصة. لم يعد الألبوم يحقّق للفنان المردود الذي كان يحققه في الماضي، لذا يتجنّب خطوة مماثلة إلا في حال كان يرغب في تنظيم حفلة توقيع «ليعيش اللحظة»!

زوجي وليد الداعم

تغرّدين خارج السرب من ناحية الأعمال الفنية التي تطرحينها والتي لا تجاري موجة معينة. إلى أي حدّ مهم بالنسبة إليك الحفاظ على هذه الصورة التي بدأت بها مسيرتك المهنية؟

منذ بداية مسيرتي المهنية، أحرص على عدم مجاراة الموضة السائدة على عكس فنانين يجدون في مراعاة الجديد على الساحة خطوة ضرورية وسليمة. أنا ووليد نسير ضمن نمط فنّي معين حافظنا عليه إلا أننا نعمل دوماً على تطويره لنقدّم أعمالاً مميزة ومختلفة عن الموجود من إصدارات في السوق.

هل تتوجهين بأغانيك إلى فئة الشباب فحسب؟

ما لمسته في الآونة الأخيرة أن أعمالي تلقى رواجاً بين مختلف الأعمار ويرددها الشباب والكبار، فسعدت كثيراً.

إلى أي حدّ يبقى زوجك الفنان وليد عبد المسيح أوّل وآخر داعم لك؟

لا شك في أنه أول وآخر داعم لي، ونحن كالمثل اللبناني القائل «طنجرة ولاقت غطاها». لدى كلّ واحد منّا رؤيته الخاصة، ووليد يملك خبرة فنّية طويلة وبالتالي هو صاحب نظرة فنّية لا تخطئ أبداً. أشكر الله على ذلك. أحبه كثيراً فهو زوجي (ضاحكة)!

يبدو أنك إيجابية في الحياة، الأمر الذي ينعكس بوضوح على أعمالك الغنائية.

يجب على كل شخص أن يكون إيجابياً في الحياة لأن المرء حين يخسر شخصاً عزيزاً على قلبه يدرك إلى أي حدّ الحياة قصيرة. لم لا نستفيد من كل لحظة في حياتنا ونشكر الله على كل شيء وهبنا إياه ونضحك ونمرح وننسى انشغالاتنا المهنية؟! في نهاية المطاف لن تبقى إلا هذه الذكريات الجميلة التي نعيشها.

عن اختيارها «سفيرة للنوايا الحسنة» لدى جمعية DIALEB التي تعنى بالتوعية من الداء السكري تقول مايا نعمة: «حمل هذا العام إنجازات عدة لي وأموراً جميلة، كانت جمعية Dialeb واحداً من أروعها. يعاني كل من والدي وعمّي وعمّتي السكّري، لذا وجدت أن من الضروري أن يكون لديّ اطلاع كافٍ على هذا الموضوع، خصوصاً أننا كلّنا معرّضون له في العائلة». وتضيف أن الفنان يؤدي دوراً كبيراً في توعية الناس حول شتى المواضيع، من بينها السكّري، ويمكنه الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن المعجبين يتفاعلون معها ويتابعون تفاصيل حياتها وكأنهم يعيشون معها، ما يعيدها بالذاكرة إلى مرحلة «ستار أكاديمي»، على حدّ قولها. وتتابع: «لم لا نجعل من هذه المواقع منبراً لتوعية الناس حول أمور مهمة كونهم يتفاعلون معنا بهذا الشكل الكبير؟».

من جهة أخرى، تؤكد مايا أنها باتت جاهزة لاختبار الأمومة، لافتة إلى أنها وزوجها متحمسان جداً لهذه المرحلة من حياتهما الزوجية. وتضيف في السياق نفسه أن انشغالاتها المهنية الكثيرة حالت دون تحقيق هذا الأمر حتى الآن إلا أنها أصبحت اليوم مستعدة له. في المقابل، تقول مايا إنها خائفة جداً من خطوة مماثلة كونها تخشى أن يكون ثمة ما يؤثر في مهنتها التي تعشقها كثيراً، لافتة إلى أنها ستحرص على التنسيق بين عملها وبين دورها كأم، قبل أن تختم: «ثمة خوف كبير في داخلي، ولكن في المقابل ثمة إحساس جميل يطغى على هذا الخوف، وأعتقد أن هذه المرحلة من حياتي ستكون رائعة ومجنونة ولكن بالمعنى الجميل للكلمة. ولا شك في أنني سأسعى جاهدة إلى الاستفادة من كل لحظة».