وزارة للثقافة الكويتية

نشر في 03-12-2016
آخر تحديث 03-12-2016 | 00:06
 منير العتيبي للثقافة دلالة في عصرنا الحديث، فهي مؤشر على الرقي الفكري والأدبي لأي مجتمع، وتبرز منظومة الثقافة في محاور ثلاثة هي التذوق المتميز للفنون والعلوم الإنسانية، وثانيا النمط المتكامل من المعرفة البشرية، وثالثاً مجموعة الاتجاهات المشتركة كالقيم والأهداف والممارسات كلها التي تميز النسبة العظمى في منظماتنا الثقافية.

عندما أنشئ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمرسوم أميري في 17 يوليو عام 1973 عقد العزم على أن تأخذ الدولة على عاتقها الدور الرئيس في عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية، وكان الدور المحوري الأول له هو تطوير الفكر الذي سيساهم في خلق منظومة ثقافية ثرية، وأيضاً رعاية الثقافة والفنون والنهوض بهما وإفساح المجال أمام الاتصال والتواصل مع ثقافات عالمنا العربي والثقافة العالمية بمفهومها الأعم، وبعد كل هذه الأعوام تسجل الكويت علامات فارقة في النهوض الثقافي والفني، يتقدم كل ذلك النهوض الفكري المجتمعي الذي خلق بل ساهم في إيجاد جيل جديد من النخب الثقافية، التي ارتقت وأصبحت تشكل إحدى دعائم الأساس الثقافي لدولة الكويت وساهم في وضعها على الخريطة الثقافية العالمية، إذ:

1- حصل المجلس على لقبي عاصمة الثقافة العربية في عام2001، والعاصمة الإسلامية في عام 2016.

2- فاز المجلس بجائزة الشيخ زايد للنشر والمقتنيات الثقافية 2013.

3- حصل على جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني 2014 في تأهيل "كشك مبارك".

4- حصل الشاعر والمفكر الدكتور خليفة الوقيان على جائزة القدس.

5- أطلق اسم الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين على أقدم كراسي اللغة العربية وأعرقها في جامعة أكسفورد هو كرسي لوديات الذي أنشئ عام 1636.

6- حصل الشاعر فاضل خلف على الوسام الوطني للاستحقاق من الصنف الأول من الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.

7- يتم تكريم ثلاثة مثقفين سنوياً تحت مظلة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

8- حصل مثقفو الكويت على العديد من الجوائز الفنية والثقافية والأدبية في المحافل الخليجية والعربية والعالمية.

ومع كل هذا الإرث والتطور والتقدم هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا لا توجد وزارة ثقافة؟! لماذا لا يكون كل هذا التاريخ وبكل تفاصيله تحت مظلة واحدة؛ لجمع هذا التاريخ الراسخ من المطبوعات، والبرامج الثقافية. كما تم مؤخراً نقل إدارة حق المؤلف، والمكتبات العامة، والفرق الشعبية، وبيت الأعمال الوطنية إلى المجلس الوطني، والذي نتطلع أيضاً إلى الاهتمام بكل شيء له صلة بالثقافة تحت مظلة واحدة وهي "وزارة الثقافة".

يسعى المجلس إلى إنشاء عدد من المراكز الثقافية في المحافظات الست، ويعتقد الكثيرون من النخب الكويتية وأهل الثقافة أن هذا المطلب قد حان وقته بدلاً من بعثرة كل هذه الإنجازات في أماكن متفرقة، والمثال واضح عندما اختيرت الكويت عاصمة للثقافة العربية 2001 رأينا أن كل المؤسسات عملت تحت خيمة المجلس، ومع اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016 تكرر الشيء نفسه.

أليس من المنطق أن تصبح كل هذه الإنجازات تحت لواء واحد، وهي وزارة مختصة برعاية هذا الرقم الباهر لزمن يناهز الــــ40 عاماً من العمل الثقافي، نتمنى أن ينال هذا الطرح اهتمام المسؤولين والقائمين على الشأن الثقافي.

back to top