خاص

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لـ الجريدة•: ندعو الكويت إلى إعادة النظر بعلاقتها مع إيران

• «التوتر بين طهران والسعودية ليس مذهبياً» • «لو اشتعلت النيران في المنطقة فشرارها سيلحق الجميع»

نشر في 14-11-2016
آخر تحديث 14-11-2016 | 00:03
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية باهرام قاسمي أنه لا يوجد أي سبب يحول دون تطور العلاقات الكويتية - الإيرانية، داعيا الكويت إلى إعادة النظر في علاقتها مع إيران.
ونفى قاسمي، في حوار مع وفد إعلامي كويتي زار طهران، شاركت «الجريدة» فيه، أن يكون التوتر بين طهران والسعودية مذهبياً، مشدداً على أنه لو اشتعلت النيران في المنطقة فشرارها سيلحق بالجميع.
وأشار إلى أن طهران قلقة من الوضع المعقد والملتبس في المنطقة... وفيما يلي نص الحوار:

• كيف تقيم العلاقات الكويتية - الإيرانية في ظل حالة التوتر بين إيران ودول الخليج، ومتى تعود هذه العلاقات لسابق عهدها؟

- سؤال صعب، والاجابة عنه أصعب، فنحن بلدان جاران، وتاريخ العلاقات الثنائية بيننا معروف، ولا أتذكر اننا مررنا بفترة مماثلة طوال تاريخ العلاقات بين بلدينا، وخصوصنا أننا نتوقع من الكويت كبلد صديق أكثر بكثير من واقع العلاقات.

ونحن نتفهم الأسباب التي دفعت الكويت للإقدام على مثل هذا الموقف حاليا، ولا توجد أي مشكلة مباشرة بيننا، وتاريخيا كنا دائما نلجأ الى الكويت في مختلف المواقف التي نمر بها، وكانت العلاقات جيدة، ولغة الحوار السليمة هي العامل السائد في علاقاتنا قبل الثورة وبعدها.

ونحن نحترم خيارات الحكومة الكويتية والشعب الكويتي، ونأمل ان تعيد الكويت النظر في علاقتها مع إيران، لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين، حيث تتمتع البلدان بإمكانيات هائلة من الممكن استثمارها في تطوير مختلف مجالات التعاون، وإيران لديها النية الصادقة في دعم وتعزيز هذه العلاقات، كما أننا سنزور الكويت مرات ومرات لنتحاور فيما بيننا لما يصب في مصلحة شعبينا.

قنوات اتصال

• هل توجد أي قنوات اتصال مع الحكومة الكويتية، وخصوصا في أعقاب أزمة اقتحام السفارة السعودية؟ ومتى سيعود السفير الكويتي إلى طهران؟

- الحكومة الكويتية هي التي تمتلك الرد على هذا السؤال، فهي التي ستقرر موعد عودة السفير، فالسفير الإيراني موجود في الكويت ويعمل بجدية على دعم وتعزيز العلاقات، ورغم كل ما حدث فإن إيران لم تستدع سفيرها، كما أن السفير الكويتي محل ترحيب متى قررت الكويت عودته.

التوتر السعودي - الإيراني

•هل تعتقد أن سبب التوتر السعودي - الإيراني يرجع إلى أسباب سياسية أم مذهبية؟

- التوتر بين البلدين بلا شك لا يعود الى أي جذور مذهبية، لأننا نعتقد يقينا أن وحدة العالم الإسلامي هو الأساس، ولذلك نحترم كل المذاهب والفرق، ولا يمكن لنا بسبب بعض الفوارق والاختلافات البسيطة بيننا أن نلجأ إلى طريق العنف والاحتقان والتصعيد.

وأقولها مرة أخرى: يجب علينا أن ننظر إلى جذور هذه المشكلات، لنراها بصورة أوضح، فهناك من يريد أن يقع الشقاق بين الدول الكبرى في المنطقة، وأن يتصارعوا وينشغلوا فيما بينهم، والكيان الصهيوني هو أكبر المستفيدين من الصراع بين إيران والمملكة والتاريخ يشهد انه كانت لدينا علاقات جيدة مع المملكة لسنوات طويلة، ونأمل أن تتغير الأوضاع في المنطقة للأفضل.

حروب المنطقة

•ما جذور المشهد الذي وصفته بالمعقد والملتبس في المنطقة؟

- ما يحدث اليوم ليس وليد اللحظة، ولكنه نتيجة تراكمات قديمة، فاليوم المسلم يقتل المسلم، والعربي يقتل العربي، والمحصلة أن المنطقة انشغلت بحروب داخلية بين الإخوة والأصدقاء، كما تم تدمير البنى التحتية للدول محل الصراعات في الدول العربية والإسلامية.

وماذا تبقى من ليبيا بعد القذافي؟ ومن سورية واليمن ماذا تبقى أيضا؟ والعجيب أن المنطقة انشغلت بعدو خيالي، ألا وهو إيران، عن الخطر المحدق بها، وكانت النتيجة أن المنطقة بدأت تستنزف اقتصاديا، ولا نعلم إلى أين تتجه، فكيف لنا أن نبني سورية وليبيا واليمن مرة أخرى، وما هي التكلفة المتوقعة؟

والمنطقة تسير في الاتجاه الخاطئ والخطير جدا، وإيران ليس لديها أي مشكلة مع دول المنطقة ولا أي مطامع في أراضيها، ونحترم قراراتها وسيادتها، ولا نحتاج إلى أن نملي عليهم ما يجب أن يفعلوا وما لا يجب أن يفعلوه، وكل ما نرجوه هو التعايش السلمي والتعاون المثمر، ولذلك نعول كثيرا على دور الإعلام في توضيح حقيقة الأمر.

مواجهة «داعش»

•ماذا عن الاتهامات التي توجه الى إيران بالتدخل في شؤون دول الجوار، مثل العراق وسورية بحجة مواجهة داعش؟

- نحن لم نتدخل أبدا في شؤون العراق وقواتنا العسكرية لم تتدخل هناك، ولكننا سندافع عن حدودنا بكل حزم لأنها خط أحمر، ووجودنا في سورية بصفة استشارية فقط، ولم نخف هذا الأمر ودوما نعلنه وكان ذهاب مستشارينا الى سورية بطلب من الحكومة السورية لمساعدتها في كيفية مواجهة الإرهاب، وإنما لدينا تأثير معنوي هناك، وهذا الأمر ليس بجديد.

ولكن هناك مشكلة لدى البعض بسبب تحول الأوضاع في العراق بعد عام 2003 وبسبب أن رئيس الحكومة في العراق أصبح شيعيا، ونحن ليس لدينا أي دخل في هذا الموضوع، فهو اختيار الشعب العراقي.

لو اشتعلت النيران

•ماذا عن التدخل في اليمن؟

- ليس لدينا حضور في اليمن منذ بداية القضية اليمنية حتى الآن، ونرفض اتهامنا بالتدخل في اليمن، ولسنا راغبين في أن يكون لنا وجود أو حضور عسكري، سواء في العراق أو اليمن، لكن ربما توجد مجموعات في الداخل اليمني لديها علاقات معنوية أو فكرية جيدة مع ايران، ولذلك نرفض كل الإسقاطات التي يثيرها بعض الأصدقاء عن تدخلنا في اليمن، وهذا ليس في مصلحتنا.

إيران حريصة على أن يعم السلام على كل دول المنطقة، ومثلما عانت إيران نجد أن الكويت مرت بتجربة مريرة في هذا الصدد، حيث إنها كانت ضحية للغزو الصدامي لأراضيها، لكن ليس بنفس بشاعة التجربة التي مرت بها إيران وتحملت بسببها أوزار الحرب لمدة ثماني سنوات، في حين كانت تجربة الكويت محدودة الى حد ما ولم تتجاوز سنة واحدة.

يذكر أن علاقتنا مع الكويت في تلك الفترة كانت جيدة، وقدمنا لها المساعدة، فإيران ذاقت مرارة الحروب أكثر من غيرها، وعانت بسبب انعدام الأمن، ولذلك نحن حريصون على التعاون مع الجميع ليعم السلام في المنطقة.

وشعبنا يؤمن بالسلام ويعشق الاستقرار، ويمد يد التعاون ويكره الحرب، سواء لنفسه أو لغيره، فلو اشتعلت النيران في المنطقة فإن شرارها سيطول الجميع من دون استثناء، فإيران قلقة من الوضع المعقد والملتبس في المنطقة.

الأزمة السورية

• كيف ترون المشهد السوري وإلى أين تتجه هذه الأزمة؟

- ما حدث في سورية كان نتيجة خطأ كبير، حيث قررت مجموعة من أبناء الشعب السوري تنحية الرئيس الشرعي المنتخب، وهذا يعتبر، كما ذكرت من قبل، محصلة للأخطاء، التي حصلت في المنطقة خلال العقود الثلاثة الماضية، فمواجهتنا للفكر المتطرف والمجموعات المسلحة هو الطريق للخروج من الأزمة.

ولسنا في موضع الدفاع عن بشار الأسد والحكومة السورية، فذلك من اختيار الشعب السوري، بالتالي يجب ألا ترفع مجموعة السلاح لإسقاط الحكومة المنتخبة، وبمجرد حدوث ذلك، شعرت بعض الدول الأوروبية بإمكانية تغيير الحكومة بسرعة، لكن عندما خطت خطوات للأمام وضحت لهم الصورة، وصعوبة حدوث هذا الامر، لذلك غيروا من سياساتهم، لأنهم علموا أنه برحيل الأسد سيتولى السلطة في سورية كيان مشابه لداعش.

وأكرر أننا لسنا بصدد الدفاع عن شخص، لكننا نرفض أن تفرض مجموعة رأيها على مختلف أطياف الشعب السوري، ونرى أنه لو لم يتم احتواء هذا الأمر في سورية وإجهاضه، فإنه سيتجه لباقي دول المنطقة.

الحوار البحريني

• إلى أي مدى يختلف الموقف الإيراني في سورية عن موقفها في البحرين؟

- البحرين قصة أخرى، وجذورها تعود لمشكلة داخليةن ولن تحل إلا بالحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكن الأمر في سورية يختلف لوجود جماعات إرهابية تحاول الاستيلاء على السلطة، وللأسف أنها جمعت إرهابيين من مختلف دول العالم، والقسم الأقل من المحاربين ينتمي إلى دول في المنطقة، وهذا خطأ تكتيكي واستراتيجي، ارتكبه الغرب في سورية، وأكبر دليل على ذلك أن الاتحاد الأوروبي وأميركا اكتشفا خطأ استنتاجهما ويراجعان مواقفهما الآن.

عون وحزب الله

• ما مدى تأثير زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان على مستقبل العلاقات بين البلدين؟ وهل هذا يعني أن لقاءه رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري يعد انتصارا لحزب الله ؟

- نحن نعتبر أن انتخاب الرئيس ميشال عون هو انتصار للبنان وانتصار لجميع الأحزاب اللبنانية ولجميع الطوائف ولجميع شعوب المنطقة، وهذا موقفنا الرسمي، الذي أعلناه منذ انتخاب الرئيس عون، ونحن لا نعتبره انتصاراً لتيار أو مجموعة أو حزب بعينه، فهو نتيجة لعملية ديمقراطية ونتيجة لجميع الأحزاب اللبنانية التي خطت خطوة كبيرة في هذا الصدد.

• لكننا قرأنا أنكم ذكرتم بأن انتخاب عون هو انتصار لكم ولحزب الله؟

- قد تسمعون الكثير من الكلام من هنا وهناك، لكن الموقف الرسمي لإيران، هو ما يصدر من المرشد الأعلى أو من رئيس الجمهورية أو من وزير الخارجية، لكن هناك مجموعات لديها آراء قد تختلف عن رأي الدولة، كما هو موجود في دول العالم، وهذا حال معظم الدول الديمقراطية، لكن لاشك أن حزب الله بصفته مجموعة أساسية من مكونات الشعب اللبناني فمن الممكن أن يكون مؤثراً للغاية في هذا الموضوع.

• ما هو تقييمك للقاء الوزير ظريف برئيس الوزراء الحريري؟

- هو مجرد لقاء بين الأصدقاء وحزب الله لديه علاقات خاصة معنا بصفته إحدى القوى المقاومة، فنحن نحترم الدستور اللبناني، وما لديه من حصص موزعة على أحزابه بحسب أعدادها ونحن نحترم هذه المحاصصة وباركنا لعون وسنعمل معه.

• هل نفهم أنكم تؤيدون اتفاق الطائف؟

- أنا لم أتحدث في هذا الموضوع، لكنني أؤمن بالديمقراطية ونحترم خيار الشعب اللبناني.

الرئيس الأميركي سيلتزم بالاتفاق النووي

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن نتائج الانتخابات الأميركية لا تؤثر على العلاقات الثنائية بيننا، لأنه ليس لدينا في الأساس علاقات دبلوماسية مع أميركا.

وتابع أن الاتفاق النووي تحول إلى قرار أممي ومهما كانت هوية الرئيس فهو سيلتزم بتنفيذه.

الوضع في الشرق الأوسط معقد وملتبس

هناك من يريد أن يقع الشقاق بين دول المنطقة

أكد احترام الدستور اللبناني ورفض التعليق على تأييد طهران لاتفاق الطائف
back to top