«عبارات الفزعة»... وسيلة البعض للوصول إلى البرلمان

بعض المرشحين يلجأ إلى إثارة المشاعر والعواطف لكسب أصوات الناخبين

نشر في 28-10-2016
آخر تحديث 28-10-2016 | 00:05
نجح البعض من مرشحي المجالس النيابية السابقة ممن تنادوا بالفزعة في الوصول إلى قاعة عبدالله السالم، وأصبحوا نواباً في المجالس المتعاقبة.
"تكفون"، "يا محزمي"، "قصائد الشعرية"، "رمي العقال"، "أقدم"، وعبارات وأدوات حماسية اخرى تدغدغ مشاعر الناخبين في المهرجانات الخطابية والندوات الانتخابية يستخدمها الكثيرون بهدف اثارة الحمية للوصول الى عضوية مجلس الأمة.

ونجح البعض من مرشحي المجالس النيابية السابقة ممن تنادوا بالفزعة في الوصول الى قاعة عبدالله السالم وأصبحوا نوابا في المجالس المتعاقبة.

ويبذل العديد من المرشحين المستحيل في اقناع الناخبين بطريقة هستيرية تتخللها عبارات الفزعة، يعلو بها الصراخ، لتثير عواطفهم، وترغمهم على التصويت لهم دون النظر إلى ثقافة المرشح، وما يحمله من فكر أو تطلع لمستقبل الوطن.

ولرمي العقال شأن كبير وتأثير ساحر على الناخبين، اذ يثير عواطفهم وحماسهم وأشجانهم، ويضرب على وتر الانتماء والتعصب بضرورة التصويت له في صناديق الاقتراع وإيصاله إلى المجلس.

وأكد أساتذة علم نفس أن استخدام المرشحين لعبارات "الفزعة الانتخابية" للعزف على وتر الانتماء، لاستغلال عقليات بعض الناخبين أصحاب الوعي الانتخابي المنخفض، وهذا دليل على أن المرشح لا يملك أي دراية بالأطروحات المستقبلية التي تقدم للبلد، وإنما هدفه الوحيد الحصول على امتيازات نائب مجلس الأمة.

وتر الانتماء

وأكد عضو هيئة التدريس في قسم علم النفس بجامعة الكويت د. سعود الغانم، أن بعض السلوكيات وعبارات "النخوة" أو القصائد الشعرية التي يستخدمها بعض المرشحين في انتخابات مجلس الأمة تثير الفزعة وتدغدغ مشاعر الناخبين وتهيج حماسهم، من خلال الضرب على وتر الانتماء والمشاعر، وان الوحدة والتلاحم بين الفئة الخاصة بالمرشح والتاريخ يجمعانهم، فهذه أوتار يعزف عليها المرشح لتركز على مسامع الناخبين، مما ينقاد الناخب إلى التصويت للمرشح دون النظر إلى برنامجه الانتخابي.

وقال الغانم لـ"الجريدة" ان طريقة أداء استخدام عبارات الفزعة تختلف من مرشح إلى آخر، ولكن التساؤل "من يتقنها بطريقة محترفة؟!" فهناك من يستخدمها وفق أوزان والتغني بها بطريقة حماسية، لافتا إلى أن الناخب في حال اقتيد إلى هذه العبارات فإن وعيه الانتخابي منخفض عن التطلعات الفكرية أو البرامج أو الأطروحات التي يقدمها المرشح.

وشدد الغانم على الناخبين في المرحلة المقبلة، أن يضعوا الكويت نصب اعينهم، واختيار مرشحين قادرين على تطوير المشاريع التنموية في البلد، وتقديم كل ما هو أفضل للمصلحة العامة.

الرجل المناسب

وقالت رئيسة قسم علم النفس في كلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، د. سميرة المذكوري "ان اختيار الرجل المناسب في مجلس الأمة وفق أسس لتنمية الوطن، ولكن مع الأسف هناك البعض من المرشحين يلجأ إلى المشاعر والأحاسيس وإثارة العواطف لكسب أصوات الناخبين، وهذا دليل أنه لا يملك أي دراية بطرح البرامج التنموية التي تقدم للوطن خلال المرحلة المقبلة، وهدفه الوحيد هو الحصول على امتيازات نائب مجلس الأمة دون النظر لمصالح الشعب".

أجندة شاملة

وأوضحت المذكوري لـ"الجريدة" أن المرشح لو كانت لديه أجندة شاملة وواضحة لما استخدم عبارات الفزعة، فهناك الكثير من الناخبين يتأثرون بالقصائد الشعرية أو عبارات النخوة لان وعي الناخب بمهام نواب الأمة قليل، وعدم الالتفات لما يقدمه من أطروحات تخدم الوطن.

وشددت على الناخبين في الندوات الانتخابية أو المهرجانات الخطابية بالالتفاف إلى ثقافة الناخب، وقدرته على تحمل المسؤولية والتشريع وسن القوانين ونقل قضايا الشعب إلى قبة عبدالله السالم، وأن تكون لديه أجندة وبرنامج انتخابي شامل يقدم لمصلحة الكويت.

المرشحون يبذلون المستحيل من أجل كسب أصوات الناخبين مستخدمين كل الوسائل والأساليب ومنها الفزعة والنخوة
back to top