باكستان: انتحاريون يهاجمون كلية للشرطة ويقتلون 61

«طالبان» و«داعش» يتبنيان... ومئات المجندين فروا

نشر في 26-10-2016
آخر تحديث 26-10-2016 | 00:03
شبان باكستانيون يعتصمون في كويتا احتجاجاً على الهجوم على كلية الشرطة (إي بي أيه)
شبان باكستانيون يعتصمون في كويتا احتجاجاً على الهجوم على كلية الشرطة (إي بي أيه)
قتل 61 شخصاً في هجوم نفذه ثلاثة انتحاريين مدججين بالأسلحة اقتحموا أكاديمية للشرطة قرب مدينة كويتا جنوب غرب باكستان، في أحد أعنف الهجمات في هذا البلد خلال 2016.

ووقع الهجوم، أمس الأول، وتخللته اشتباكات بين القوى الأمنية والمهاجمين، انتهت بمقتل هؤلاء. وتبنى كل من حركة طالبان الباكستانية وتنظيم "داعش" الهجوم، الذي يعتبر الأكثر دموية في البلاد هذه السنة، بعد اعتداء لاهور في 25 مارس "75 قتيلاً" وكويتا في الثامن من أغسطس "73 قتيلاً".

وجاء في بيان صادر عن الفرع المحلي في كراتشي لحركة طالبان الباكستانية، أن هدف الهجوم "الانتقام للقتل العشوائي لمجاهدينا على أيدي قوات الأمن في إقليم البنجاب".

وقال تنظيم "داعش"، في بيان نشر على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن ثلاثة انغماسيين من جنود الخلافة هاجموا "ملتحفين ستراتهم الناسفة ومزودين بأسلحة خفيفة وقنابل يدوية(...) مركز تدريب للشرطة الباكستانية"، وإنهم اشتبكوا لساعات مع عناصر الشرطة قبل أن يفجروا أنفسهم.

وأفادت المستشفيات المحلية بأنها تسلمت جثث 61 شخصاً بينهم سبعة لم تعرف هوياتهم بعد. ولم يعرف ما اذا كان المهاجمون بين هؤلاء.

وبين الضحايا ضابط، كما ذكر مستشفى كويتا. ومعظم القتلى الآخرين من المجندين الشباب في الكلية. وجرح 118 شخصاً أيضاً في الهجوم.

وقال الجيش، إن المهاجمين دخلوا قبل منتصف ليل الاثنين ــ الثلاثاء كلية الشرطة الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً إلى الشرق من كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب. وكانت المنشأة الكبيرة تضم حوالي 700 مجند في الشرطة فر عدد كبير منهم مذعوراً خلال الهجوم.

من جانبه، أوضح قائد كتيبة الحدود الجنرال شير افغن، القوات الخاصة المكلفة الهجمات المضادة، أن قوات الأمن تلقت الإنذار وتحركت خلال عشرين دقيقة. وأضاف "في المكان اكتشفنا أن مجندين كانوا محتجزين رهائن".

وقال وزير الداخلية الباكستاني شودري نزار علي خان "هذه الحرب مستمرة وستستمر". وأضاف "الإرهابيون ينطلقون من باكستان وحالياً يقومون بذلك من الجانب الآخر للحدود".

من جهته، صرح وزير الداخلية في حكومة الإقليم مير صرفراز أحمد بغتي للصحافيين بأن ثلاثة انتحاريين مسلحين نفذوا الهجوم.

وأضاف أن "الرجل، الذي كان مكلفاً الحراسة قاتل ببسالة. وبعدما قتلوه تمكن الإرهابيون من الدخول"، رافضاً فكرة وجود ثغرة في الأمن.

وتابع بغتي: "عندما نكون في حالة حرب ويصل انتحاري، يتغير الوضع. لكن أياً يكن الأمر سنجري تحقيقاً وسيعاقب المذنبون".

وبلوشستان هو أوسع وأفقر أقاليم باكستان، على الرغم من ثرواته الطبيعية، ويشهد أعمال عنف يرتكبها إسلاميون ونزاعاً بين مجموعات السكان وتمرداً انفصالياً للبلوش.

وتحتل بلوشستان موقعاً استراتيجياً أيضاً، إذ تصب فيها البنى التحتية المتطورة للطرق والطاقة، التي تربط الصين ببحر العرب.

واستهدف انفصاليون بلوش هذا الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي وظفت فيه استثمارات صينية بقيمة 46 مليار دولار، لكن بكين أكدت ثقتها في قدرة الجيش الباكستاني على السيطرة على الوضع.

back to top