موسكو تتبرأ من ضرب حلب الشرقية... وإلغاء إجلاء المرضى

• «الأطلسي» يحذر من استهداف البحرية الروسية للمدنيين
• لافروف لكيري: حملة حلب كالموصل

نشر في 26-10-2016
آخر تحديث 26-10-2016 | 00:04
مقاتلون سوريون معارضون على خط المواجهة مع «داعش» في قرية برعان شمال حلب أمس الأول (أ ف ب)
مقاتلون سوريون معارضون على خط المواجهة مع «داعش» في قرية برعان شمال حلب أمس الأول (أ ف ب)
مع إلغاء الأمم المتحدة كل خططها لإجلاء المصابين والمرضى من حلب الشرقية بسبب استئناف الغارات واستمرار عمليات على الأرض ملقية باللائمة على كل أطراف الصراع، تبرأت روسيا من تنفيذ أي ضربات جوية على المنطقة المحاصرة منذ إعلانها الهدنة من طرف واحد قبل 7 أيام.
غداة تأكيدات لنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف استبعدت عدم طرح أي هدنة جدية وأزكت المخاوف من عملية عسكرية واسعة حشدت لها دمشق واستعدت لها فصائل المعارضة، نفى الجيش الروسي أمس تنفيذ أي ضربة على حلب الشرقية في الأيام السبعة الأخيرة.

وقال الناطق باسم الجيش الروسي روسي إيغور كوناشينكو، في بيان: «في الأيام السبعة الأخيرة، توقفت كل طلعات سلاحي الجو الروسي والسوري. ولم تتجه الطائرات الى المدينة ولم تنفذ ضربات»، مؤكداً أن ستة ممرات من أصل 8 خصصت لخروج المدنيين من المدينة ما زالت تعمل وسلكها 48 طفلاً وامرأة مساء أمس الأول، الأمر الذي أكده إعلام النظام الرسمي.

وعلى وقع فشل فريقها المتتالي، ألغت الأمم المتحدة خططها لإجلاء مرضى من حلب الشرقية، ملقية باللائمة على كل أطراف الصراع.

واشتكى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين من «الشروط التي تفرضها جماعات مسلحة غير حكومية ورفض الحكومة السورية على إدخال الأجهزة الطبية وغيرها من مواد الإغاثة إلى الجزء الشرقي من المدينة».

مصالح ضيقة

وقال أوبراين، في بيان أمس الأول: «أنا غاضب من أن يكون مصير المدنيين الضعفاء -المرضى والمصابين والأطفال والمسنين- بلا رحمة في أيدي أطراف لا تزال تفشل ودون خجل في أن تسمو بهم فوق مصالح سياسية وعسكرية ضيقة».

وفي ظل فشل محاولاته بقيادة الميليشيات الإيرانية التقدم والسيطرة على محاور استراتيجية أبرزها جبهات الشيخ سعيد والعامرية ومشروع 1070 شقة، خسر النظام العشرات في كمين نصبته فصائل المعارضة في حي صلاح الدين، بحسب قيادة تجمع «فاستقم» التابع لغرفة عمليات «فتح حلب».

حلف الأطلسي

إلى ذلك، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن المجموعة البحرية الروسية المتجهة إلى سواحل سورية يمكن أن تستغل في استهداف المدنيين في حلب.

وقال ستولتنبرغ ، في مؤتمر صحافي ببروكسل: «قد يتم استغلال المجموعة القتالية لزيادة قدرة روسيا على المشاركة في عمليات قتالية فوق سورية وتنفيذ المزيد من الضربات الجوية على حلب ومدنييها».

ووسط استمرار ضغط واشنطن بشدة لتقديم مبادرة ملموسة للمساعدة في مكافحة «داعش»، أعلن ستولتنبرغ أن طائرات «أواكس، الاستطلاعية التابعة للحلف قامت بأول مهمة لها دعماً للتحالف الدولي في 20 أكتوبر، مؤكداً انه «ملتزم بدعم عمليات التحالف لهزيمة التنظيم بشكل نهائي».

في غضون ذلك، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن «إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بحثت تزويد المعارضة السورية بأسلحة متطورة، الشهر الجاري، ولم تتحذ قراراً، جراء خلافات داخل الإدارة»، مشيرةً إلى أن «أوباما يميل إلى ترك مصير هذا البرنامج لخليفته في البيت الأبيض مطلع العام المقبل».

ولفتت الصحيقة إلى أن «المقترح عرض بالفعل على أوباما، خلال اجتماع مع مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، وتضمن تسليح فصائل المعارضة السورية التي دربتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية، للدفاع عن أنفسهم ضد الطائرات والمدفعية الروسية»، مفيدةً أن «المعارضة السورية كثيراً ما طالبت بمضادات للطائرات تحمل على الكتف».

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن «الاجتماع لم يتخذ قراراً بشأن المقترح، سواء كان بالرفض أو القبول»، موضحةً أن «هذا المقترح، الذي تم إطلاق اسم الخطة البديلة عليه لكونه البديل للخيار الدبلوماسي، يجد تأييداً لدى كل من مدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان، ووزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر».

«درع الفرات»

ووسط أنباء عن دخول أكثر من 20 شاحنة تركية محملة بالذخيرة عبر مخفر بوكولماز المحاذية لقرية ديربلوط الى مخيم أطمة الحدودي في شمال إدلب الواقع تحت سيطرة حركة «أحرار الشام» وجبهة «فتح الشام»، واصلت فصائل الجيش الحر المنضوية في عملية «درع الفرات» تقدمها باتجاه مدينة الباب آخر معاقل «داعش» على حدود تركيا.

وبعد قصف تمهيدي من الجيش التركي بمدافع هاوتزر شمل 72 هدفاً للتنظيم و15 هدفاً آخر لوحدات حماية الشعب الكردية، طردت كتائب الجيش الحر «داعش» من خمس قرى بريف حلب الشمالي هي برعان وتويس وثلاثينة وجب العاص وثلثانة.

وخلال مقابلة مع قناة «كانال 24»، شدد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أمس على أن تركيا ستتخذ إجراءاتها ضد الوحدات الكردية، المدعومة أميركياً ما لم تسحب مقاتليها من منبج إلى شرقي نهر الفرات.

لافروف والمعلم

سياسياً، يزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعد غد موسكو لمحادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد بعد اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري اتفقا فيه على أن يواصل الخبراء البحث عن سبل لتسوية أزمة، أن «أميركا لم تتمكن حتى الآن من فصل المعارضة عن الإرهابيين بسورية»، لافتاً إلى أن «روسيا تدعو بثبات للحل السلمي للنزاع في سورية بأسرع وقت».

وفي ختام مشاورات أجراها مجلس الأمن حول مشروع قرار يشمل وقفا فوريا لإطلاق النار وفرض هدنات إنسانية دورية مدتها 48 ساعة ومغادرة الفصائل المتشددة لحلب الشرقية، اعتبر مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أن المشروع، الذي طرحته نيوزلندا، لا يتطابق مع مواقف روسيا، مؤكداً أن «آفاق تبنيه لا تزال غامضة».

وكشف لافروف عن مضمون حواره السجالي مع كيري، في منتدى بموسكو، قائلاً: «بالأمس سألت جون كيري هاتفياً: ماذا يجري في الموصل؟ فقال إنهم يعدون عملية لتحرير هذه المدينة من الإرهابيين»، مضيفاً: «وفي حلب أيضاً يجب تحرير المدينة من الإرهابيين».

وأضاف لافروف: «في الموصل يحصل بالضبط ما نقوم به في حلب. التحالف الأميركي يحذر السكان ويطلب منهم المغادرة. بالضبط كما في حلب، لقد تمت تهيئة ممرات (إنسانية)» لمغادرة المدينة.

وردّ كيري، بحسب لافروف، بأن «الوضع مختلف تماماً، في الموصل خططنا كل هذا بشكل مسبق، في حين في حلب لم تخططوا لشيء والمدنيون يعانون». وتابع لافروف: «لكن تقديرات الأمم المتحدة تقول إنه إذا تمت عملية الموصل كما هو مقرر، وهذا ما سيحصل، فإن عدد اللاجئين، الذين سيغادرون المدينة ومنازلهم سيتراوح بين مئات الآلاف ومليون» شخص.

back to top