«المنبر»: الانتخابات مشوّهة ولن نشارك فيها

«سنستمر في النضال الجماهيري المنظم ذي الطبيعة السلمية الملتزمة بالدستور»

نشر في 26-10-2016
آخر تحديث 26-10-2016 | 00:05
بندر الخيران
بندر الخيران
أعلن المنبر الديمقراطي الكويتي عدم مشاركته في الانتخابات البرلمانية «المشوّهة»، محددا تحركاته المقبلة بأنها ستكون من خلال العمل والنضال الجماهيري المنظم ذي الطبيعة السلمية الملتزمة بالدستور وثوابته والممارسة الديمقراطية.

وقال المنبر، في بيان أصدره أمس، إنه تدارس بمختلف مستوياته التنظيمية تطورات الساحة السياسية، وأثرها على المشهد السياسي، منذ صدور المرسوم الأميري بحل مجلس الأمة في 16 أكتوبر 2016، والأسباب التي دعت لهذا الإجراء بمباركة ودعم من رئاسة المجلس وتأييد من أعضائه، والمبررات التي سيقت له، وخصوصا أن المجلس، الذي انتخب عام 2013، جاء خاليا من كل أشكال وأنماط المعارضة السياسية، بشكل يؤكد بما لا يقبل الشك العبث في النظام الدستوري القائم.

واضاف انه منذ انتخاب المجلس السابق، وانطلاقة أعماله، تصاعدت، ونمت، وتيرة التذمر الشعبي من سوء أداء أعضائه، والتي لم تنجح معه كل الوسائل التي اتخذها «البعض» لتلميعه وتسويقه إعلاميا وشعبيا بأنه «مجلس الاستقرار السياسي»، فلم يكن ذا تأثير مباشر على الأداء الحكومي الغائب، في الوقت الذي تفننت السلطة التنفيذية في فرض أجندتها نحو تقويض الشكل الديمقراطي للدولة، من خلال سن العديد من القوانين المقيدة للحريات العامة بموافقة المجلس، واستخدام النهج البوليسي في متابعة ومراقبة النشطاء من الشباب أصحاب الرأي.

قضايا مجتمعية

وذكر المنبر: «كما فشل المجلس في المقابل في تبني القضايا المجتمعية، وكان معولا مساندا لإرادة السلطة لإحكام سطوتها لتفريغ الرقابة البرلمانية من أدواتها الدستورية في مواجهة تعسفها».

ولفت الى انه في ظل مثل هذه الأجواء المريحة للسلطة، لم يكن من الوارد أن تقدم على خطوتها بحل المجلس، فقد كانت كل الاتجاهات تشير إلى إكمال مجلس «الصوت الواحد» دورته البرلمانية كاملة، وخصوصا أن الفترة الزمنية المتبقية له هي دور انعقاد واحد، ولم تكن هناك أي مؤشرات تعكر صفو العلاقة بين السلطتين، التنفيذية والتشريعية.

وبين انه مع ارتفاع حالة السخط الشعبي مع بدء محاولات الحكومة فرض مشروعها في الإصلاح المالي والاقتصادي الذي استهدف بصورة مباشرة المواطن ومعيشته دون تقديم أي بدائل عادلة تحمي الاقتصاد الوطني، عندما أقدمت على التخلي عن مسؤولياتها الدستورية في إدارة البلد، والتنازل عن مسؤولياتها الاجتماعية في توفير الحياة الكريمة للمواطنين، من خلال بنية اقتصادية وتنموية آمنة تحمل تنوعا في مصادر الدخل، ورضوخ غالبية نواب المجلس لها، إلا دليل قاطع على سوء الإدارة العامة وتخبطها.

وزاد: «لقد كان اتجاه السلطة يسير نحو صد أية محاولة تعيد للأمة هيبتها، بالحفاظ على نواب الموالاة والخدمات حتى يفقد المجتمع ثقته وإيمانه بالمؤسسة البرلمانية الدستورية، فلم يمكن أمامها سوى البحث عن ذريعة جديدة لتتمكن من فرض المزيد من السيطرة على البرلمان وعلى القرار التشريعي والسلوك الرقابي، فكان سيناريو حل مجلس الأمة الذي بشر به رئيسه متخطيا كل الأعراف البرلمانية».

مبررات الحل

واضاف المنبر: «لهذا جاءت مبررات الحل والدعوة لانتخابات مبكرة متناقضة تماما، فإذا كان القلق من التوتر والتأزم الإقليمي، الذي يتطلب تلاحما شعبيا كبيرا، سببا للحل، فكيف يستقيم الحال والدعوة للانتخابات تأتي وفق نظام إفرازاته تفكك المجتمع وتضعفه وتبطش بوحدته؟! في الوقت الذي يتم غض النظر عن المخالفات المجرمة، مثل الانتخابات الفرعية وبأوامر مسبقة من السلطة لوسائل الإعلام بعدم تناولها وتغطيتها، فإذا كانت العودة للشعب والاحتماء به من انعكاسات الوضع الخطر على سلامة الوطن، فلماذا المباغتة ومفاجأة الأمة بانتخابات مبكرة خلال فترة زمنية لا تسمح لأي مرشح يمتلك مشروعا سياسيا إصلاحيا أن يبشر به؟».

وأشار الى انه على ضوء المتغيرات السياسية، وضيق الأفق الذي أبدته السلطة التنفيذية، ولاتزال، في التعامل مع الاتجاهات المعارضة الوطنية، وتجاهلها الاستحقاقات والتحديات التي يواجهها البلد في ظل أزمة اقتصادية خانقة مخيفة، فإن المرحلة المقبلة تتطلب تصديا كاملا، من كل القوى الوطنية والديمقراطية، لكل محاولات طمس وتعطيل دستور 1962، لإعادة الاعتبار له وللمادة السادسة منه التي تنص على أن «نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور»، وفق توازن يتيح للشعب الكويتي بتنوع اتجاهاته الحفاظ على النظام الديمقراطي وسيادة الأمة في قراراتها واختياراتها.

وشدد على انه إيمانا من المنبر الديمقراطي الكويتي، وبدوره الوطني كفصيل سياسي معارض لأي نهج أو سلوك أو توجه ينتقص من الحقوق الشعبية المقررة دستوريا، فإنه يقرر عدم المشاركة بهذه الانتخابات المشوّهة، رغم قناعته التامة بأن العمل الانتخابي جزء لا يتجزأ من العمل السياسي الديمقراطي، لكنه لا يختزل به، محددا تحركاته المقبلة بأنها ستكون من خلال العمل والنضال الجماهيري المنظم ذي الطبيعة السلمية الملتزمة بالدستور وثوابته والممارسة الديمقراطية، حتى تتوفر بيئة صالحة تسمح بمشاركة واسعة وكبيرة، تفتح مجال الاختيار وفق البرنامج السياسي الوطني الشامل، لا المصلحي الخاص المبني على التكتلات القبلية والطائفية والعنصرية.

وأخيرا، يطالب المنبر الديمقراطي الكويتي بابتعاد السلطة عن أي شكل من أشكال التدخل في اختيارات الناخب وتحديد رأيه، ووقف أي محاولة لتقويض سلطة على حساب أخرى، وفتح المجال أمام مفهوم «الحكومة الشعبية» ذات الطبيعة البرلمانية بمشاركة الكفاءات النوعية لا المحاصصات السياسية والاجتماعية.

تعديل وتطوير النظام الانتخابي الحالي

قال المنبر انه يحث الناخب الكويتي الراغب في المشاركة والمساهمة في هذه الانتخابات على ضرورة الحفاظ على سلامة الوطن واستقراره ووحدته وتطوره، من خلال اختيار مرشحين يحسن الظن بهم وبمصداقيتهم، ومن الداعمين لمشروع وطني يكفل تحقيق التصالح والوحدة الوطنية، على أن يتضمن هذا البرنامج:

أولا- تعديل وتطوير النظام الانتخابي الحالي، بما يدفع بالعمل الجماعي المنظم وفق الرؤى والدوافع الوطنية، الأمر الذي لن يتحقق إلا بتغيير جذري كامل يقوم على «القوائم الانتخابية النسبية»، بما يفسح المجال لمشاركة شبابية كبيرة وبكلفة مالية أقل.

ثانيا- إلغاء أي قوانين من شأنها تقييد الحريات العامة، سواء حرية التعبير أو التجمع.

ثالثا- إصدار قانون عفو عام يشمل جميع سجناء ومتهمي الرأي، الذين صدرت بحقهم أحكام جاءت في ظل احتقان سياسي ساهمت السلطة بشكل مباشر في صنعه وتأجيجه.

رابعا- تعديل قانون الجنسية بما لا يسمح بإسقاط جناسي المواطنين وسحبها، إلا بناء على حكم قضائي بجريمة تزوير، وإلغاء القرارات السابقة بهذه الشأن.

خامسا- الدعوة لمؤتمر وطني عام تشارك فيه جميع فعاليات المجتمع ونخبه، يتناول الأوضاع العامة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، للخروج بحلول عملية وواقعية لمواجهة معوقات التطور والإصلاح الحقيقي، بما يضمن ويكفل استقرار الوطن واستدامته.

back to top