«السيتيزن» يترنح رغم موقعه في صدارة «الممتاز»
فريق غوارديولا لم يحقق أي انتصار منذ شهر
يعيش نادي مانشستر سيتي الإنكليزي فترة سلبية بعد أن فشل الفريق في تحقيق أي فوز في آخر 5 مباريات في جميع البطولات، ويبدو أن لاعبي «السيتيزن» يواجهون صعوبات في تطبيق أسلوب المدرب الإسباني بيب غوارديولا.
يبدو نادي مانشستر سيتي الانكليزي في وضعية غريبة جدا، فعلى الرغم من بقائه متصدرا لترتيب الدوري «الممتاز»، الا ان نتائج الفريق وأداء لاعبيه لا تدعو الى التفاؤل اطلاقا.فريق غوارديولا عانى من التعادل الثاني على التوالي 1-1 وعلى ملعبه، الاول امام ايفرتون وأخيرا أمام ساوثامبتون السبت، ويحتل «السيتيزن» المركز الاول في صدارة الدوري الانكليزي برصيد 20 نقطة بعد مرور 9 جولات من انطلاق المسابقة.وعلى النقيض من وضع الفريق في جدول الترتيب، تظهر العديد من الملاحظات على أداء الفريق في الآونة الاخيرة، حيث لم يحقق مانشستر سيتي اي انتصار منذ 24 سبتمبر الماضي، اي قبل شهر بالتمام في البطولة المحلية، حيث كان الفوز 3-1 على سوانزي في المرحلة السادسة من المسابقة هو الاخير للفريق حتى الان، اذ تلقى «السيتيزن» خسارة على ارض توتنهام بهدفين دون مقابل، قبل أن يسقط في فخ التعادل أمام كل من ايفرتون وساوثامبتون، كما ان الفريق تلقى هزيمة قاسية الاربعاء الماضي 4- صفر، على يد برشلونة في مسابقة دوري ابطال اوروبا لتكون المباراة الخامسة على التوالي في جميع المسابقات دون اي انتصار، في مباراة كشفت العديد من نقاط ضعف كتيبة غوارديولا المدججة بالنجوم.
الجدير بالذكر، ان مانشستر سيتي فعليا يمتلك أفضل تشكيلة مقارنة بباقي أندية الدوري الممتاز، ومع قدوم غوارديولا، توقع معظم النقاد ان يحقق الفريق نجاحا لافتا تحت قيادة «الفيلسوف»، إلا أن المؤشرات الحالية تؤكد ان على بيب تغيير بعض التفاصيل الدقيقة في طريقة لعبه لتتماشى مع امكانات النجوم المتاحين في تشكيلته، أو قد يصر المدرب الاسباني كما قال، على اتباع نفس الاسلوب، الا انه في هذه الحالة سيغامر بفقدان بعض النقاط حتى يعتاد لاعبوه على طريقته.ختاما، لن يكون الموسم الحالي سهلا على الاطلاق لكل الاندية المنافسة، حيث يقدم ارسنال مستوى رائعاً وهو متساو في النقاط مع المتصدر مانشستر سيتي، ويملك المدفعجية نجوماً كباراً متعطشين لتحقيق لقب طال انتظاره، كما أن ليفربول بقيادة المدرب القدير يورغن كلوب سيكون ضمن أبرز المرشحين، وهو ايضا يتساوى مع مان سيتي وأرسنال في عدد النقاط، ويبدو ان كلوب قد بلغ مرحلة متقدمة مع «الحمر» بعد مرور عام من توليه مسؤولية الادارة الفنية للفريق. من جانبه، يبدو أن تشلسي استعاد بريقه اخيرا بعد البداية المتذبذبة هذا الموسم بقيادة المدرب الكبير الايطالي انطونيو كونتي، ولا شك ان الفوز الكبير الذي حققه «البلوز» على مانشستر يونايتد برباعية نظيفة وجهت الانظار نحو فريق كونتي، لذلك، إذا كان غوارديولا سيصر على اعتماد أسلوب لعبه في ظل عدم اعتياد لاعبيه عليه، فإن الوقت قد لا يكون كافيا لبيب لإجراء مزيد من التجارب في بطولة صعبة للغاية، وتشهد تنافسا على اعلى مستوى من قبل أندية عريقة، وبقيادة مدربين كبار ايضا.
المدرب القدير غوارديولا لم يجد ما يدافع به عن نفسه إلا بقوله: «سنحاول تفهم الوضع، خمس مباريات بلا انتصارات أمر يدعو إلى القلق»، متابعاً: «يجب أن أتعرف على السبب، يجب أن أساعد الفريق على تحقيق ما يريد».فعليا، هي المرة الاولى لغوارديولا التي يفشل فيها في تحقيق اي فوز لخمس مباريات على التوالي منذ بداية مشواره كمدرب لبرشلونة عام 2009.وبعد مباراة ساوثامبتون، حبس غوارديولا لاعبي الفريق لمدة 50 دقيقة في غرفة الملابس، لمناقشة أسباب الأداء الضعيف الذي ظهر به الفريق.وعند سؤال غوارديولا حول السبب في البقاء مع لاعبيه في غرفة الملابس كل ذلك الوقت، قال غوارديولا: «كنا نتناول النبيذ!، لا، انني أمزح، لقد تناقشنا حول عدة امور، الفريق بحاجة الى مزيد من الثقة بالنفس، ومعرفة كيفية التصرف وإعطاء رد فعل في بعض الاوقات من المباريات».
انتقادات حادة
وكان المدرب الاسباني، تعرض لانتقادات حادة بعد الهزيمة من برشلونة الاسبوع الماضي، وكانت الانتقادات موجهة الى طريقة لعب المدرب الاسباني، ورد بيب على اسئلة الصحافيين: «فزت بـ21 لقبا باستخدام هذا الأسلوب من اللعب، ولن أغير طريقتي».وتابع: «هذا ما حدث، المباراة أمام برشلونة كانت مفتوحة حتى الطرد (كلاوديو برافو)، لقد حاولنا أن نسبب لهم إزعاجا، لقد وصلنا إلى المرمى، ولكننا لم نكن حاسمين، مع طرد كلاوديو أصبحنا أمام مباراة أخرى، ولكن هذا جزء من اللعبة».من الواضح أن نجوم مانشستر سيتي يختلفون عما كان يملكه غوارديولا عندما كان يشرف على «البلوغرانا»، حيث اعتاد لاعبو البرشا على لعب أسلوب مشابه تماما لما يستخدمه بيب، الاستحواذ على الكرة والتمريرات القصيرة المتبادلة والتحرك المستمر بدون كرة، وهو الأسلوب الذي يطبقه غوارديولا منذ سنوات طويلة، صحيح أن غوارديولا لا يستخدم الـ»تيكي تاكا» بحذافيرها مع «السيتيزن» حاليا، إلا ان طريقته قريبة الى حد كبير من هذا الاسلوب، وهي بعيدة تماما عما اعتاده لاعبو السيتي في السنوات الماضية، فالمدرب السابق التشيلي مانويل بيلغيرني كان يستخدم اسلوباً مختلفاً، كذلك روبرتو مانشيني الذي حقق نجاحا كبيرا مع «السيتيزن» لم يكن يتبع نفس الاسلوب، ومعظم عناصر الفريق الحالي هي ذاتها التي كانت تحت قيادة هذين المدربين، باستثناء بعض الصفقات الجديده للفريق.
«الفيلسوف» حبس لاعبيه 50 دقيقة في غرفة الملابس بعد مباراة ساوثامبتون