الكويت وأميركا: استراتيجية مشتركة لتعزيز التعاون العسكري

«الحوار الاستراتيجي» رسم العلاقة بين البلدين على مدى الأعوام الـ 25 المقبلة

نشر في 23-10-2016
آخر تحديث 23-10-2016 | 00:04
الخالد خلال إلقائه محاضرة في المعهد الأطلسي في واشنطن
الخالد خلال إلقائه محاضرة في المعهد الأطلسي في واشنطن
أكدت الكويت والولايات المتحدة الأميركية وضع استراتيجية مشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد والتجارة والسياسة والتعليم والعلوم والسلك القنصلي.
ذكرت الكويت والولايات المتحدة الأميركية، في بيان مشترك، عقب الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي الذي عقد بالعاصمة الأميركية واشنطن، أمس الأول، أن هذا الحوار يساهم في رسم علاقة البلدين على مدى الأعوام الـ 25 المقبلة نحو تنفيذ الرؤية المشتركة للرئيس باراك أوباما وسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد للتعاون الثنائي في مختلف مجالات الشراكة المفيدة للطرفين، وكان الاجتماع برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

وقال البيان إن الجانبين ناقشا مبادرات محددة لتعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد والتجارة والسياسة والتعليم والعلوم والسلك القنصلي، وإنشاء مجموعات عمل لإحراز تقدم في كل منها وفي غيرها من المجالات، وذلك قبل انعقاد الدورة المقبلة من الحوار الاستراتيجي.

وأكدت الولايات المتحدة والكويت نيتهما البناء على الشراكة في مجال الدفاع، والتي تساعد في ضمان المصالح الوطنية والإقليمية المتبادلة، في وقت توجه الوزير كيري بالشكر إلى الخالد على المساعدة التي تقدمها الكويت في الحرب ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وعلى ريادتها في التحالف العالمي لمكافحة هذا التنظيم.

وأبدت الولايات المتحدة استعدادها للعمل المشترك مع دول مجلس التعاون، بما فيها الكويت، لردع ومواجهة أي تهديد خارجي لوحدة أراضي دول المجلس قد يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة.

من جهته، أعرب الجانب الكويتي عن تقديره للتعاون الدفاعي القوي بين البلدين، في وقت كلف الجانبان فرقهما المختلفة بوضع استراتيجية مشتركة لتنفيذ تدابير محددة لتعزيز هذه الشراكة وتعهدا بمواصلة التنسيق من خلال اللجنة العسكرية المشتركة بينهما.

وفي المجال الأمني، أعربت الولايات المتحدة عن التزامها بأمن الكويت والعمل معها لضمان سلامتها وأمنها الداخلي، فيما تعهد الجانبان بتعزيز شراكتهما الأمنية ومن دون أن تقتصر على مكافحة الإرهاب ومواجهة تمويله، لاسيما من خلال تعزيز تبادل المعلومات مع التطلع لترؤس الكويت مجموعة العمل المالية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2017.

مواجهة «داعش»

كما رحبت الولايات المتحدة بانضمام الكويت الى كل من هولندا وتركيا بالترؤس المشترك لمجموعة العمل الخاصة بمواجهة تدفق المقاتلين الأجانب في تنظيم "داعش" والتابعة للتحالف العالمي، كما تعهد الجانبان بمواصلة جهودهما في مجال مكافحة التطرف العنيف وفي المسائل الأمنية الأخرى مثل الأمن الالكتروني، واتفقا على إنشاء فريق عمل لمتابعة وضمان استمرار التقدم.

وفي ما يتعلق بالنمو الاقتصادي أقر الجانبان بالفرص التجارية العديدة المحتملة للمشاركة الاقتصادية الموسعة، حيث عرض المسؤولون الكويتيون خطط تنويع اقتصاد بلادهم وزيادة التعاون الاقتصادي.

وأبدى الجانبان تشجيعهما للمقترحات الكفيلة بزيادة النشاط التجاري الأميركي في الكويت، وزيادة استثمارات الكويت في الولايات المتحدة، حيث شكل الجانبان مجموعة عمل للدفع نحو إحراز تقدم في تحقيق هذه الأهداف.

وأكدت الولايات المتحدة والكويت قيمة العلاقات والتواصل بين شعبيهما بالنسبة إلى العلاقات الثنائية، وأشارتا الى نمو التبادلات التعليمية والبحث العلمي بشكل كبير بينهما في السنوات الأخيرة، مشددتين على وجود فرص لزيادة توسيع وتعميق هذه الروابط.

وأعرب البلدان عن رغبتهما في رؤية المزيد من الكويتيين ينضمون الى نحو 13 ألف طالب يدرسون في الولايات المتحدة حاليا، وتعهدا باستكشاف سبل تعزيز الدعم للنجاح الأكاديمي والمهني للطلاب والباحثين بهدف تعزيز المصالح الوطنية المشتركة.

كما التزم الجانبان باستكشاف سبل جديدة لتوسيع الأبحاث والتعاون الفني بين الجامعات والمؤسسات البحثية الأميركية والكويتية، فيما وجهت الحكومة الأمريكية دعوة لوزير التعليم العالي الكويتي لزيارة الولايات المتحدة ولقاء مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي من القطاع الخاص.

وشكل الجانبان مجموعة عمل مشتركة مهمتها استكشاف سبل زيادة تبادل الطلاب، ووضع وسائل محددة لتوسيع البحوث العلمية والتعاون التقني.

وفي سياق رفع مستوى التواصل بين شعبي البلدين، أكد الجانبان أهمية الإخطار القنصلي الفوري عن المواطنين المحتجزين في أي من البلدين، وذلك تماشيا مع التزاماتهما الدولية، كما أعربا عن التزامهما بالحفاظ على إعلام بعضهما البعض بالمسائل المتعلقة بالشؤون القنصلية، وبإنشاء فريق عمل يركز على القضايا القنصلية.

وأكدا أيضا ضرورة التعاون الوثيق في مسائل الجمارك والهجرة، مشددين على تطلعهما إلى توقيع اتفاقية المساعدة المتبادلة في مجال الجمارك قبل نهاية عام 2016 والتي ستسمح بزيادة تبادل المعلومات والتدريب والإنفاذ.

وأوضح البيان المشترك في الختام أن كيري والخالد سلطا الضوء على المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة والكويت، والتي تشكل الأساس لمواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

ولفت الى أن مجموعات العمل التي أنشئت في هذا الاجتماع تعتزم التشاور بشكل منتظم من أجل إحراز تقدم ملموس لشعبي البلدين.

الخالد: تقوية التنسيق العربي- الأميركي لمواجهة الأزمات والإرهاب

التقى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، أمس الأول، رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية المعتمدة لدى الولايات المتحدة، على هامش الزيارة لتدشين الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين البلدين.

وتم خلال اللقاء استعراض مجمل التطورات التي تشهدها الساحة العربية والإقليمية والدولية، إلى جانب تأكيد أهمية وحدة الصف العربي في المرحلة الراهنة.

وأشار الخالد الى أهمية تعزيز العمل المشترك مع الولايات المتحدة على الصعيدين الثنائي والعربي، بهدف تحقيق المصالح المشتركة للجانبين، وتقوية التنسيق من أجل حل الأزمات الإقليمية ومواجهة الإرهاب.

من جهة أخرى، شارك الخالد في حفل استقبال أقيم بواشنطن، امس الأول، على شرف المحاربين الذين شاركوا في حرب تحرير الكويت.

واستذكر الخالد التضحيات الجليلة التي قدمها المحاربون في حرب تحرير الكويت التي اختلطت فيها الدماء الكويتية والأميركية، الأمر الذي سيظل حاضرا في أذهان الكويتيين عبر التاريخ.

كما التقى الخالد، المديرة التنفيذية لقطاع الدفاع في مجموعة "بوينغ" ليان كارتي، حيث قدمت له عرضا عن نشاط المجموعة في الكويت.

وعلى صعيد متصل، ألقى محاضرة في المعهد الأطلسي الأميركي حول العلاقة الاستراتيجية الكويتية- الأميركية، والرؤية المشتركة لتعزيز تلك العلاقة لكلا البلدين الصديقين في كل المجالات.

كيري: ملتزمون بحماية الكويت من أي مخاطر خارجية

جدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري التزام بلاده بأمن وسلامة واستقرار الكويت وحمايتها من اي مخاطر خارجية قد تتعرض لها.

وعبر الوزير الأميركي عن الارتياح للعلاقات المتميزة مع الكويت، مشيدا بالشراكة المتينة بين البلدين الصديقين في كل المجالات وجهود الكويت الحثيثة تجاه حل الأزمات في المنطقة، مثمنا دورها الريادي في رفع المعاناة الإنسانية عن الشعوب المنكوبة، لاسيما في سورية واليمن والعراق.

back to top