نقاد: محمد سعد يحتاج إلى معجزة فنيّة

• بعد سقوط الكوميدي المصري المتكرّر

نشر في 23-10-2016
آخر تحديث 23-10-2016 | 00:03
محمد سعد
محمد سعد
لا يكاد النجم الكوميدي محمد سعد يخرج من سقوط حتى يقع في آخر. بعدما كان نجم شباك الإيرادات الأول في مصر، ويهابه المنافسون مفضلين الابتعاد عن موسمه، وصل إلى ذيل قائمة أفلام موسم عيد الأضحى الأخير، ولم يحقق فيلمه «تحت الترابيزة» المردود المادي المتوقع، ولم تتجاوز إيراداته الثلاثة ملايين جنيه.
في السطور التالية محاولة للوقوف على أسباب هذا التعثر من خلال عرض آراء النقاد الذين يقدمون وصفة علاجية ربما تخرج سعد من المنطقة المظلمة فيستعيد مكانته، ويتقبله الجمهور مجدداً.
بدأت السقطات المتتالية للفنان الكوميدي محمد سعد مع تصميمه على تكرار شخصياته النمطية وأساليبه نفسها، ما جعل الجمهور ينفر من أفلامه، وأصبحت ترفع من قاعات العرض في ثالث أيام عرضها، وكان فيلمه الأخير «تحت الترابيزة» القشة التي قصمت ظهر البعير.

يرى مدير التوزيع في شركة «نيوسنشري» للإنتاج السينمائي والتوزيع صفوت الهلباوي أنه رغم السقوط الملحوظ لفيلم «تحت الترابيزة» للنجم محمد سعد والإيرادات المتدنية، فإن ذلك لا يعني نهاية الفنان الكوميدي، فلسعد أعمال عدة صنعت نجوميته وأحبها الجمهور، ولا يمكن أن ينتهي الفنان لمجرد فشل فيلم أو فيلمين، مضيفاً أن الفرصة

مازالت متوافرة لسعد كي يعود إلى جمهوره الذي ينتظره بعمل جيد يمحو الصورة التي تركتها الأفلام الأخيرة ولم تكن على مستوى أفلامه الأولى.

وعن شركات التوزيع، نفى الهلباوي رفضها التعاقد على أفلام سعد المقبلة، لأن رصيد النجم المصري المتراكم يشفع له، ويجعل أية شركة ترحب بأفلامه، وفتح أكبر عدد من القاعات لعرضها.

وحول الحالة الفنية التي وصل إليها محمد سعد، يقول الناقد السينمائي طارق الشناوي: «توقعت أن رصيده الفني لدى الجمهور سيحميه سنوات. رغم التناقص المستمر لإيرادات أفلام السينما جميعها، فإن الكارثة كانت موت فيلم محمد سعد بالسكتة القلبية، ورفعه في أول أيامه من دور العرض بسبب عدم وجود إقبال عليه».

ويضيف أن سعد نفسه بطل تلك الكارثة التي هوت به من النجم الأول إلى هذه المرحلة، إذ استنفد مرات رسوبه كافة سواء تلفزيونياً أو برامجياً أو سينمائياً، ما جعل جمهوره يلفظه كالطلاق البائن بين الزوجين.

ويشير الناقد السينمائي إلى أن تعامل الوسط الفني مع محمد سعد بمبدأ «صاحب المشروع»، الذي يجعل المخرج والكاتب وطاقم العمل يعملون حسب هواه، ويقتنعون بأنه صاحب الرأي الأول ومن يعرف كيف يضحك الجمهور، شكّلت الكارثة التي أوقعت سعد في هذا الفخ.

ويوضح الشناوي أن كثيرين طالبوا سعد بالتركيز بعد تحقيق نجاحاته في {اللمبي} وما تبعه ولكنه كان يقول إن إسماعيل ياسين اشتغل أكثر من عمل بالاسم نفسه، علماً أن الأخير كان يستخدم الاسم فقط، وللأسف في نهاية المشوار كان يطلب من المنتجين أي دور، رغم مسيرته الطويلة التي تتجاوز مشوار سعد بمراحل. ويؤكد في نهاية حديثه أن في يد سعد وصفة العلاج لنفسه، إذا ما رغب في العودة بقوة، فينسى تماماً البطولة المطلقة، ويملك الشجاعة ليصبح جندياً في ميدان لا يملك فيه إلا موهبته التي نؤمن جميعاً بها.

يفتقد إلى ثقافة الفنان

الناقدة ماجدة موريس ترى أن على محمد سعد أن ينظر إلى الفن بشكل يحترم صورته الحقيقية، وليس إلى نفسه فقط، فعندما رأى أنه أصبح نجماً أعتقد أن الفن يبدأ وينتهي من عنده، وأن لا أدوار لطاقم الفيلم وأنهم مجرد مساعدين له، وبدأ بالتحكم في الأمور كافة حتى أصبح هو المخرج أيضاً فاعتذر أحد المخرجين عن الفيلم بعد 48 ساعة فقط، وأصبحت النتيجة واضحة للعيان.

وتضيف الناقدة أن محمد سعد يفتقد إلى الثقافة المفترض أن يتوافر قدر منها لدى الفنان، موضحةً أن عليه معرفة الحدود الفاصلة بين دور الممثلين والمخرجين والمؤلفين، وألا يقع في الأخطاء التي يرتكبها دائماً، متابعةً بأنه يحتاج إلى معجزة كي يعود إلى جمهوره ويخرج من المنطقة المظلمة، ويحترم فنه وجمهوره، ويقدم عملاً يناسب تاريخه.

بدورها تشير الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي إلى أن محمد سعد يحتاج إلى جهد واضح وإرادة كبيرة لإنقاذ نفسه، لأنه رضي بأن يطلّ دوماً في قالب معين وأصرّ على عدم الخروج منه وتكرار الأعمال نفسها حتى بعد ثبات فشلها، وكان آخرها “تحت التربيزة” الذي تذيل جدول الإيرادات.

وأضافت البشلاوي أن سعد يحتاج إلى معجزة جديدة ومخرج ومؤلف وجهد شخصي للعودة إلى جماهيريته وفنه بعدما تدهورا في الأفلام السابقة بعد تكرار الشخصيات والطريقة التي يعتقد سعد أنها الوحيدة الصحيحة.

back to top