ترامب يشكك في نتيجة الانتخابات سلفاً

مخاوف من «سابقة قانونية» تمتد إلى «الكونغرس»

نشر في 21-10-2016
آخر تحديث 21-10-2016 | 00:10
أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب عدم قبوله نتائج الانتخابات الأميركية التي ستجرى في الثامن من نوفمبر المقبل، إذا فازت بها منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهو ما يعتبر الحدث الأبرز، ليس فقط في المناظرة الثالثة والأخيرة التي جرت بينهما، أمس الأول في لاس فيغاس، بل في تاريخ الانتخابات الأميركية عموماً.

وقد أثار امتناع ترامب عن القبول بالهزيمة عاصفة من الردود، ليس من معارضيه فقط، بل من الحزب الجمهوري نفسه، وخصوصاً قياداته التي رأت في موقفه هذا انقلاباً على الديمقراطية الأميركية

وتقاليدها السياسية على امتداد أكثر من 250 عاماً.

اقرأ أيضا

وحذرت القيادات من أن ينعكس موقف ترامب هذا على انتخابات الكونغرس، مما قد يؤدي الى استسهال التشكيك في شرعية كل الانتخابات، إذا ما قُيض لهذا الادعاء أن يتحول الى سابقة قانونية أيضاً.

وكان الرهان بأن تُحسِّن المناظرة الثالثة حظوظ المرشح الجمهوري وتقربه من أوساط يطمح للحصول على أصواتها، قد ذهب أدراج الرياح، سواء بحسب تعليقات المحللين أو بحسب استطلاعات الرأي التي أجريت بعيد انتهاء المناظرة، عبر أكثر من وسيلة إعلامية مرئية ومكتوبة ومسموعة.

أما كلينتون فقد فازت برضا 52 في المئة، مقابل 39 في المئة لترامب، وبدت أكثر استعداداً لتولي منصب الرئاسة بنسبة 59 في المئة، مقابل 34 في المئة لترامب.

حتى استطلاعات الرأي على شريحة من المشاهدين المستقلين الذين لم يقرروا حتى اللحظة لمن سيمنحون أصواتهم، فازت كلينتون برضا أغلبيتهم، قائلين إنها كانت أكثر إقناعاً، وخصوصاً حين تحدثت عن قضايا المرأة.

وكما جرى في المناظرتين السابقتين، غطت الأسئلة التي طرحت في المناظرة الأخيرة مروحة واسعة من القضايا المستعادة... وحاول ترامب في بداية إجاباته أن يبدو أكثر تماسكاً واستعداداً، لكنه ما لبث أن وقع في شرك ردوده النزقة وتهجماته التي وصلت إلى أوجها حين وصف منافسته، في نهاية المناظرة تقريباً، بأنها امرأة «وسخة»، رداً على انتقاداتها له في سجله تجاه المهاجرين والعاملين غير الشرعيين الذين كان يوظفهم في مشاريعه ولم يقم بدفع مستحقاتهم.

وحاول ترامب إعادة التركيز على قضية بريد كلينتون الإلكتروني، قائلاً إن استمرارها في السباق الرئاسي في الأصل هو أمر مخالف للقانون، بسبب سجلها في هذا المجال، لترد عليه كلينتون قائلة إن الـ «إف بي آي» لم يجد ما يستحق أن يكون قضية جرمية. وتكمل متهمة إياه بملفات عدة على رأسها قضية تهربه الضريبي، وتعامله السيئ مع النساء، وتحقيره المعوقين والأقليات والمهاجرين.

وفيما استحوذت ملفات الاقتصاد والتجارة والضرائب والتأمين الصحي على حيز أساسي من النقاش، كان للسياسة الخارجية والشؤون الدولية نصيب وافر، حيث تبادل المرشحان الاتهامات حول الإخفاقات والنجاحات في هذا الميدان.

ورفض المرشح الجمهوري مسار المعركة التي بدأت في العراق لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش، كما رفض تحميل موسكو مسؤولية ما يجري من دمار في مدينة حلب السورية، معتبراً أن الذي يتحمل المسؤولية هو سياسات الرئيس باراك أوباما وكلينتون التي تركت للروس أن يجنوا نتائج الانسحاب الأميركي من المنطقة.

وتبقى الإشارة إلى أن توقعات المحللين والخبراء الذين شاركوا في قراءة المناظرة، لم تحِد عن توقع احتفاظ كلينتون بتفوقها على ترامب، في معظم استطلاعات الرأي، ببونٍ يتراوح بين 4 و11 نقطة.

وبحسب استطلاع للرأي أجرته محطة «سي إن إن» فور انتهاء المناظرة تبين أن آراء 50 في المئة من الناخبين لم تتغير، مقابل 23 في المئة تغيرت آراؤهم لمصلحة ترامب، و22 في المئة لمصلحة كلينتون.

back to top