«معركة الموصل» تقترب... و«داعش» خسّر العراق 35 مليار دولار

• العبادي: لست «سوبرمان» لأدير الوزارات الشاغرة
• الصدر يعود إلى «التحالف الوطني»

نشر في 02-10-2016
آخر تحديث 02-10-2016 | 00:04
طائرات الرافال الفرنسية أمس، تستعد لشن غارات على مواقع تنظيم «داعش» عند بدء معركة الموصل في العراق (أ ف ب)
طائرات الرافال الفرنسية أمس، تستعد لشن غارات على مواقع تنظيم «داعش» عند بدء معركة الموصل في العراق (أ ف ب)
تتواصل الاستعدادات الحثيثة لبدء معركة الموصل خلال الشهر الجاري، حيث وصلت أخيراً تعزيزات إلى شرق أكبر مدينة سنية في العراق، وسط تصعيد ملحوظ من قبل التحالف الدولي.
صرح رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، بأن معركة تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" أصبحت "وشيكة"، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى شرق الموصل، وغداة إعلان فرنسا إشراك حاملة طائراتها "شارل ديغول" الراسية في المتوسط أمس الأول بأول عملية في الموصل.

ويقول عدد كبير من المسؤولين الغربيين، إن الهجوم الكبير للتحالف الدولي ضد "داعش" في الموصل أكبر مدينة سنية عراقية، يمكن أن يبدأ الشهر الجاري.

وتفيد آخر التقديرات، التي وزعتها وزارة الدفاع الاميركية، بأن ما بين 3000 و4500 مقاتل من "داعش" موجودون في الموصل في الوقت الراهن.

وتقوم الولايات المتحدة بتحضيراتها أيضا، فقد وافق الرئيس الأميركي باراك اوباما الأربعاء الماضي على ارسال نحو 600 جندي اضافي إلى العراق، بالإضافة إلى 4600 جندي موجودين في البلاد.

وعدا جمع المعلومات، ستكون مهمة هذه التعزيزات تقوية القدرات اللوجستية للجيش العراقي، خصوصاً في قاعدة الأسد الجوية الكبيرة في محافظة الأنبار (غرب).

ومن الجانب الفرنسي، ينتشر نحو 500 جندي حتى الآن في العراق. وهم يقدمون دعماً مدفعياً ويضطلعون بدور استشاري لدى قوات البيشمركة الكردية في الشمال أو يقومون بتدريب وحدات النخبة العراقية في بغداد.

ونشر الجيش الفرنسي أيضاً لتوه أربعة مدافع من نوع "سيزار"، التي يبلغ مداها أربعين كيلومترا، في قاعدة القيارة الجوية (65 كلم عن الموصل) التي استعيدت من الجهاديين أواخر أغسطس. والهدف من ذلك هو "المساهمة في حصار المدينة"، كما أعلن وزير الدفاع الفرنسي.

وبالإضافة إلى الجوانب العسكرية، تطرح معركة الموصل تحديا انسانيا تعمل الأمم المتحدة على معالجته.

وقال مندوب المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين في العراق، برونو غيدو الخميس، إن "أكثر من مليون شخص يمكن ان يتعرضوا للتهجير خلال الهجوم المقبل، ونتوقع أن يحتاج 700 الف شخص على الأقل إلى مساعدة على صعد الملجأ والمواد الغذائية والماء".

وأقامت المفوضية العليا للاجئين حتى الآن مخيمات، تحسباً لهذا التهجير الجماعي، لكنها تحتاج إلى أراض وأموال ووقت لبناء مخيمات أخرى.

العبادي

وقال العبادي في مؤتمر صحافي بعد اجتماع التحالف الوطني الشيعي في بغداد في وقت متأخر من مساء أمس الأول: "أصبحت الخطوة التالية لتحرير مدينة الموصل بعد تحرير مناطق مهمة في الآونة الأخيرة وشيكة، وأن التحضيرات حاليا قائمة على قدم وساق، وهناك انتصارات تحققها القوات العراقية على الأرض".

واعتبر العبادي أن "إقالة عدد من الوزراء من قبل البرلمان العراقي لم تؤثر على سير عمل الحكومة"، لكنه أضاف: "قريبا سأقدم مرشحين لوزارات المالية والدفاع والداخلية الشاغرة، وأنا لست سوبرمان لكي أدير كل هذه الوزارات في آن واحد".

وقلل رئيس الحكومة من أهمية إقالة وزراء رئيسيين في حكومته على يد حزبه حزب "الدعوة" بزعامة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي وبعض حلفائه في "التحالف الوطني" قائلا: "كنت أتمنى ألا يتم إفراغ المناصب بهذه العجالة، لكن ذلك لم يؤثر على عمل الحكومة حتى الآن".

وفي تصريح أمس، أكد رئيس الوزراء أن الخسائر من جراء سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق في العراق، تصل إلى 35 مليار دولار، بخلاف الخسائر البشرية، مبيناً أن "عدوان داعش له آثار سلبية على الحقول النفطية الشمالية، وضياع كميات كبيرة من أسلحة ومعدات الجيش العراقي".

التحالف والصدريون

في السياق، أعلن رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم مساء أمس الأول، عودة التيار الصدري بشكل دائم إلى اجتماعات "التحالف".

وقال الحكيم في مؤتمر صحافي عقده بحضور قادة التحالف، إن "عودة الصدريين بشارة نزفها للشعب العراقي"، مؤكداً أن "التحالف كلما انتظم كانت رسالته أقوى وقدرته على التفاهم أكبر لننطلق بمشروع لخدمة أبناء شعبنا".

وكان الحكيم ترأس الاجتماع بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وفي السياق، قال ممثل زعيم التيار الصدري في اجتماع التحالف الوطني جعفر الموسوي، "إننا كوفد تفاوضي ممثل للصدر تحركنا بورقة من سماحته، وهذه الورقة فيها 14 فقرة إصلاحية لمسيرة التحالف الوطني"، مشيرا إلى أن "الحكيم أبدى عناية واهتماما كبيرين بهذه الورقة بدافع حرصه على عودة التيار الصدري وكتلة الأحرار إلى كنف التحالف".

وأضاف الموسوي: "توصلنا بجهود خيرة من الحكيم، بحضور رئيس إلى توافق تام، على جميع الفقرات الموجودة والموافقة عليها من قبل جميع الأعضاء".

رشاوى

على صعيد آخر، وجه زعماء قبائل في الأنبار، ومسؤولون محليون، أصابع الاتهام إلى ضباط وجهات أمنية وقضائية بـ"الإفراج" عن "قيادات" ضمن تنظيم "داعش" مقابل رشاوى تصل أحيانا إلى مليون دولار.

وتحدثت قيادات محلية في الأنبار عن "صفقات سياسية" تقف وراء إطلاق سراح قادة في "داعش" بعد 10 أشهر من تحرير المدينة.

رشاوى تصل إلى مليون دولار أطلقت قيادات في «داعش»
back to top