إسرائيل تدفن بيريز... ودعوات دولية لـ «السلام»

مصافحة نادرة بين نتنياهو وعباس... وتراشق بين «فتح» و«حماس»

نشر في 01-10-2016
آخر تحديث 01-10-2016 | 00:02
عباس ونتنياهو خلال جنازة بيريز في القدس أمس	(إي بي أيه)
عباس ونتنياهو خلال جنازة بيريز في القدس أمس (إي بي أيه)
شُيع جثمان الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز إلى مثواه الأخير، حيث دفن بمقبرة جبل هرتزل في مدينة القدس ظهر أمس، فيما تعهد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في كلمته التأبينية بـ «إحلال السلام».

وشارك العشرات من زعماء العالم، بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مراسم تشييع بيريز الذي توفي الأربعاء الماضي عن 93 عاما.

ودفن بيريز على بعد أمتار من رئيس الوزراء السابق اسحق رابين، الذي شاركه جائزة نوبل للسلام بعد التوصل إلى اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين.

وحضر الجنازة الرئيسان الفرنسي فرانسوا هولاند والألماني يواكيم غارك، وملك اسبانيا فيليبي السادس وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفرضت السلطات الإسرائيلية إجراءات أمنية استثنائية في المناسبة التي تأتي قبل أيام من عيد رأس السنة اليهودية الذي يليه بعد 10 أيام عيد الغفران.

ولم تشهد إسرائيل أي جنازة على مستوى دولي مماثل منذ جنازة رابين عام 1995 الذي اغتيل على يد ناشط في اليمين المتطرف معارض بقوة لاتفاق أوسلو الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

أمن ومصافحة

وجلس عباس ونتنياهو في الصف الأول خلال الجنازة، ولكن على مسافة من بعضهما، بينما تحدث الرئيس الأميركي عن رغبة بيريز بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وأكد نتنياهو في كلمته التأبينية أن بيريز كان «رجلا عظيما» بالنسبة إلى إسرائيل وللعالم، مؤكدا أنه كان على خلاف دائما معه حول السلام والأمن. وقال نتنياهو إن الأمن يأتي قبل السلام بالنسبة إليه، مختتما كلمته بقوله «سيكون هناك سلام، يا شمعون».

وقبل الجنازة، صافح نتنياهو الرئيس الفلسطيني عباس في لقاء علني يندر حدوثه بين الرجلين.

ونشر المتحدث باسم نتنياهو مقطع فيديو على «تويتر»، يقول فيه عباس وهو يصافح نتنياهو باللغة الإنكليزية: «تسرني رؤيتك. مضى وقت طويل»، بينما شكره نتنياهو وزوجته سارة على حضوره.

يذكر أن الرجلين تصافحا أثناء قمة المناخ في باريس في نوفمبر الماضي، لكن من دون محادثات.

ويعود آخر اجتماع مهم وعلني بينهما إلى عام 2010، رغم تقارير غير مؤكدة عن لقاءات سرية بعدها.

وفي كلمته التأبينية، أشاد أوباما ببيريز، وقال «ذكرني من نواح عديدة بعمالقة آخرين من القرن العشرين الذين حظيت بشرف لقائهم، مثل الملكة اليزابيث الثانية، وزعيم النضال ضد الفصل العنصري في جنوب افريقيا نلسون مانديلا».

وتطرق أوباما إلى وجود عباس في جنازة بيريز، مشيرا إلى أن حضوره يذكر بأن العمل من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يستمر.

وأضاف: «حضوره هنا مبادرة وتذكير بأن العمل من أجل السلام لم ينته بعد». وأكد أوباما: «نحن مجتمعون هنا ونعلم أن شمعون لم ير حلمه بالسلام يتحقق»، بينما يبدو حل الدولتين أصعب وأبعد من ذي قبل.

واختتم الرئيس الأميركي كلمته باللغة العبرية قائلا «وداعا صديقي العزيز».

وألقى أولاد بيريز الثلاثة والكاتب الاسرائيلي المعروف عاموس عوز، إضافة الى الرئيس الاسرائيلي الحالي رؤوفين ريفلين كلمات في الجنازة.

ولم يشارك نواب القائمة العربية المشتركة (القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلي) في جنازة بيريز.

في سياق آخر، دافعت حركة «فتح» عن مشاركة الرئيس عباس، زعيم الحركة، في جنازة بيريز، وهي خطوة انتقدتها حركة «حماس» بشدة، واعتبرتها «وصمة عار ولا تعبر عن الشعب الفلسطيني».

واعتبر بيان صادر عن «فتح» أن حضور عباس «جزء من مسؤوليات موقع رئيس الدولة تجاه التفات العالم أجمع لحدث الجنازة، وعملية قطع للطريق على محاولات حكومة نتنياهو لإقناع العالم بأننا في جبهة لا تؤمن إلا بالعنف والسلاح».

وتظاهر العشرات في غزة بدعوة من «حركة المقاومة الشعبية»، وأحرقوا صورا لبيريز كتب عليها «قاتل»، ورددوا هتافات مناهضة لمشاركة عباس في جنازته.

back to top