واشنطن تراجع خياراتها بسورية... وموسكو ماضية في الحرب

وضع كارثي في «حلب الشرقية»... ومطالبة أممية بإجلاء الجرحى

نشر في 30-09-2016
آخر تحديث 30-09-2016 | 00:05
No Image Caption
في خطوة لا يمكن التعويل على أنها قد تأتي بجديد، أعلنت إدارة الرئيس باراك أوباما، التي ترحل عن السلطة بعد أسابيع قليلة، أنها تراجع خياراتها بشأن الوضع في سورية، في وقت أعلنت موسكو أنها ماضية في الحرب في ذكرى مرور عام على تدخلها العسكري.
قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس، إن وكالات الأمن القومي الأميركية تبحث خيارات بشأن سورية، بعضها خيارات جديدة، في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية السورية. جاءت تصريحات بلينكن رداً على سؤال بشأن «الخطة البديلة» للولايات المتحدة بعد انهيار الدبلوماسية فيما يبدو.

وقال بلينكن للمشرعين «الرئيس (الأميركي باراك أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد».

وأضاف: «عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام القادمة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل».

جاء ذلك، بالتزامن مع إعلان الكرملين أمس أن روسيا ستواصل ضرباتها الجوية في سورية دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد رغم الدعوات الأميركية المتكررة لوقف القصف على حلب.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «تواصل موسكو عمليتها الجوية دعماً للحملة ضد الإرهاب التي تخوضها القوات المسلحة السورية».

وأضاف: «نأخذ علما للاسف بالطابع غير البناء لخطاب واشنطن في الأيام الماضية».

وتأتي هذه التصريحات بعدما هدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري موسكو بتعليق التعاون حول سورية في حال عدم التوقف عن قصف مدينة حلب، التي تتعرض لضربات جوية كثيفة من الطيران الروسي والسوري منذ انهيار الهدنة التي تفاوض عليها الروس والأميركيون، كما تتعرض لهجمات برية من عدة محاور.

وأكد بيسكوف أمس أن «موسكو لاتزال مهتمة بالتعاون مع واشنطن، من أجل تطبيق اتفاقات واردة في الوثائق ولزيادة فاعلية الحملة ضد الإرهاب في سورية».

وأضاف «لكن موسكو تأمل أيضاً احترام الالتزامات التي وافقت عليها واشنطن. وحتى الان لم يتم احترامها». وقبل ذلك رفضت موسكو مقترحا أميركيا لوقف اطلاق النار مدة 7 أيام وعرضت في المقابل هدنة لـ48 ساعة.

واعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان ديميستورا أمس بعد لقائه البابا فرنسيس في الفاتيكان انه «من الصعب استئناف المفاوضات حين تتساقط القذائف في كل مكان» في سورية.

إجلاء المئات

ورسمت الأمم المتحدة أمس وضعا قاتما للاحياء التي تسيطر عليها الفصائل في شرق حلب في سورية، مشيرة إلى ضرورة اجلاء «المئات» من الحالات الطبية، وان المساعدات الغذائية لا تكفي سوى ربع السكان هناك.

وقال نائب مبعوث الامم المتحدة الى سورية، رمزي عز الدين رمزي للصحافيين في جنيف، إن «كل تفكيرنا يتركز على الحاجة الى معالجة الوضع الطبي المقلق جداً» في شرق حلب.

وأضاف «هناك حاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي». ربما مئات من الناس بحاجة إلى إجلاء عاجل من المدينة التي مزقتها الحرب.

وتأتي تصريحاته غداة قصف اثنين من اكبر المستشفيات في شرق المدينة، ما دفع بالأمين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى وصف هذا الهجوم بأنه «جريمة حرب».

وحذر رمزي من أن الإمدادات الطبية تنفد بشكل متسارع وبقي فقط 35 طبيبا في شرق حلب، حيث يعيش 250 الف نسمة تحت حصار تفرضه القوات الحكومية منذ بداية سبتمبر. وقال رمزي «هناك ما يصل إلى 600 جريح لا يمكن توفير العلاج المناسب لهم».

وحذر من ان «مخزون المواد الغذائية شارف على النفاد»، مع العديد من المخابز مغلقة و14 ألف حصة من المساعدات الغذائية متبقية فقط. وكل حصة تكفي لإطعام 5 أشخاص، ما من شأنه أن يكون كافيا لنحو 70 ألف شخص، أو نحو ربع السكان، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة.

حندرات

ميدانياً، قال مسؤول بالمعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات موالية لنظام الرئيس بشار الأسد سيطرت على مخيم حندرات للاجئين شمالي حلب. وهذه هي المرة الثانية التي تسيطر فيها القوات الحكومية على المعسكر منذ بدأت عملية عسكرية في حلب الأسبوع الماضي.

معركة حماة

في غضون ذلك، قال معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات المعارضة حققت تقدماً لتسيطر على عدد من القرى الواقعة شمالي حماة أمس مواصلة حملة مستمرة منذ شهر في منطقة ذات أهمية استراتيجية للحكومة التي تحاول قواتها السيطرة على حلب.

وقال معارض والمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إن المعارضة سيطرت على قريتي خفسين وكراح أمس التي يسكنهما علويون.

الأسد يسيطر على مخيم حندرات ويخسر قريتين علويتين في حماة
back to top