غارات الأسد تصيب مستشفيين ومخبزاً في «حلب الشرقية»

● بان كي مون: ما يجري «أسوأ من مسلخ»
● المعارضة تحصل على صواريخ «غراد» يصل مداها إلى 40 كلم

نشر في 29-09-2016
آخر تحديث 29-09-2016 | 00:04
سوريون في موقع تعرض لغارة في حي الشعار بحلب الشرقية أمس الأول (أ ف ب)
سوريون في موقع تعرض لغارة في حي الشعار بحلب الشرقية أمس الأول (أ ف ب)
في إطار الهجوم الوحشي على حلب الشرقية الذي تقوم به قوات الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد المدعومة بعسكريين ومستشارين ومقاتلين روس وإيرانيين وآخرين من ميليشيات شيعية لبنانية وعراقية، أصيب مستشفيان ومخبز، أمس، في الغارات، في وقت وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ما يجري بأنه أسوأ من مسلخ.
أصيب أكبر مستشفيين في شرق حلب الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، فجر أمس، بضربات جوية، فيما تستمر المعارك في المدينة، إذ أعلنت قوات النظام تحقيق تقدم على الارض خلال الساعات الاخيرة.

وقال أدهم سحلول من الجمعية الطبية السورية الأميركية التي مقرها في الولايات المتحدة: «وقع الهجوم عند الساعة الرابعة صباحا (1:00 ت غ) عندما استهدفت طائرة عسكرية المستشفيين بشكل مباشر».

وأضاف أنه في احد المستشفيين دمر مولد للكهرباء بالكامل، وفي الغارة الثانية جرح ثلاثة عاملين في المستشفى هم سائق سيارة اسعاف وممرضة ومحاسب. وتابع: «لم يبق (في شرق حلب) سوى ستة مستشفيات تعمل بعد توقف هذين المستشفيين عن العمل».

وأوضح سحلول أن المستشفيين يضمان اقساما للطوارئ ووحدات لمعالجة الصدمات وتعرضا من قبل لغارات جوية، واصفا القصف بانه «متعمد». وتتعرض الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة منذ اسبوع لغارات جوية عنيفة يشنها الطيران السوري والروسي أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى ودمرت مباني سكنية.

ولم يعرف ما اذا كان المستشفيان تعرضا لغارات شنتها طائرات تابعة للجيش السوري ام لحليفه الروسي.

والغارات مستمرة منذ أعلن الجيش السوري في 22 سبتمبر البدء بحملة واسعة لاستعادة كامل مدينة حلب المنقسمة منذ عام 2012 بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، وأخرى غربية تسيطر عليها قوات النظام. وكان الجيش السوري استعاد السيطرة، أمس الأول، على أحد أحياء المعارضة في وسط حلب بعد أيام من القصف الجوي الكثيف.

قصف مخبز

وقُتل، أمس، ستة مدنيين على الأقل في قصف مدفعي قرب مخبز في حلب الشرقية، بحسب المرصد السوري ومسعفين.

وقال احد المسعفين في المكان: «سقطت قذائف أمام مخبز في حي المعادي عند الساعة الثالثة فجرا. شاهدت ست جثث، ولم يتمكن احد من سحبهم إلا في الصباح بسبب كثافة القصف على المنطقة».

وأضاف، مفضلا عدم كشف هويته: «لقد حاولت احدى سيارات الاسعاف سحبهم، لكن قذيفة سقطت بالقرب منها وأصيب المسعفون بالشظايا».

ويستهدف الجيش السوري حي المعادي بشكل خاص انطلاقا من قلعة حلب التاريخية في المدينة القديمة.

بان كي مون

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان الهجمات على مستشفيات في حلب تشكل «جريمة حرب»، وقال أمام مجلس الأمن إن «الامر أسوأ من مسلخ»، لافتا الى «اشخاص فقدوا اعضاءهم» و»معاناة رهيبة مستمرة لدى اطفال».

واضاف: «من يستخدمون اسلحة تخلف دمارا أكثر فأكثر يعلمون تحديدا ماذا يفعلون: انهم يرتكبون جرائم حرب».

ودان البابا فرنسيس، أمس، في روما تصاعد أعمال العنف في سورية، ودعا المسؤولين عنها الى «مراجعة ضمائرهم»، مؤكدا ان «الله سيحاسبهم».

في غضون ذلك، قال قيادي بالمعارضة السورية لـ «رويترز»، أمس، إن دولا أجنبية زودت مقاتلي المعارضة براجمات «غراد» سطح - سطح من طراز لم يحصلوا عليه من قبل، ردا على الهجوم على حلب.

وقال العقيد فارس البيوش إن مقاتلي المعارضة حصلوا على «كميات ممتازة» من راجمات «غراد» يصل مداها إلى 22 و40 كيلومترا وإنها سوف تستخدم في جبهات القتال بحلب وحماة والمنطقة الساحلية.

وحصل مقاتلو المعارضة على راجمات «غراد» من قبل، لكن البيوش قال إن هذه هي المرة الأولى التي يحصلون فيها على هذا الطراز. وأضاف، دون ذكر المزيد من التفاصيل، أن كل دفعة من الراجمات تحتوي على 40 راجمة.

وقال إن مقاتلي المعارضة لديهم مخزونات سابقة من الراجمات استولوا عليها من مخازن الجيش. وأشار إلى أنه لا يوجد مؤشر على أن مقاتلي المعارضة سيحصلون على أسلحة مضادة للطائرات كما طلبوا.

ولكن رئيس الوفد المفاوض للمعارضة السورية أسعد الزعبي، المحسوب على «صقور» المعارضة، نفى تلقي المعارضة هذه الصواريخ.

طهران: رفضنا مع موسكو اقتراحات أميركية للتخلي عن الأسد
زعمت طهران أنها رفضت وروسيا اقتراحات أميركية عليهما لاستبعاد الرئيس السوري بشار الأسد من مستقبل سورية. وقال مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقائه رئيسة مجلس الشعب السوري، هدية عباس، إن واشنطن «حاولت بعدة طرق تشجيع إيران على استبعاد دور الرئيس السوري بشار الأسد عن مستقبل سورية، إلا أن مواقف إيران ومرشدها علي خامنئي حالت دون ذلك». وأضاف أن «أميركا حاولت الضغط على روسيا للتخلي عن بشار الأسد إلا إن موسكو تمسكت بموقفها». في السياق نفسه، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها بهرام قاسمي، في مقابلة مع «سبوتنيك»، أن «التدخل الروسي في سورية لمكافحة الإرهاب حال دون تقسيمها ودافع عن وحدة أراضيها»، مضيفة أن «هذا التدخل ساعد في إعادة التوازن الذي كانت تتمتع به المنطقة في السابق». وأشار قاسمي الى أن «سورية شهدت تغيرا كبيرا وملموسا بعد التدخل الجدي لمكافحة الإرهاب من قبل روسيا، ما انعكس على الحكومة السورية الشرعية حيث اكتسبت قدرة أكبر وأقوى».

back to top