«امرأة استثنائية»... كوميديا موقف راقية لفرقة المسرح العربي

الثنائي المبدع سماح والعميري... حرفيتان عاليتان في الأداء التمثيلي

نشر في 29-09-2016
آخر تحديث 29-09-2016 | 00:05
لقطة من «امرأة استثنائية»
لقطة من «امرأة استثنائية»
حقق عرض «امرأة استثنائية» لفرقة المسرح العربي أهداف مهرجان «ليالي مسرحية كوميدية» في دورته الأولى.
قدمت فرقة المسرح العربي عرضا بعنوان "امرأة استثنائية" على مدى ليليتين، اختتمت به فعاليات مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية"، وهو مقتبس من نص "كارهة الرجال" تأليف ست كوستوف، وإعداد د. نادية القناعي وإخراج أحمد الشطي.

ولد الكاتب المسرحي ست كوستوف عام 1879 في صوفيا، أنهى دراسته الجامعية في تخصص "الأدب السلافي"، ثم أكمل دراسته في التخصص نفسه بفيينا، حول أدبه إلى وثيقة أدبية شاهدة على عصره، مستخدما الكوميديا في تعرية الواقع الذي يعيشه، وخلع القناع عن أبرز ممثلي هذا الواقع من وزراء ونواب وأصحاب المصالح الخاصة، إضافة إلى المبتزين والمرتشين.

وأول مسرحية كوميدية كتبها كوستوف هي "كارهة الرجال"، وتوالت المسرحيات التي تعد أساس الكوميديا الوطنية في المسرح البلغاري، حيث وجه المسرح الكوميدي الوجهة الاجتماعية بأسلوب واقعي وطابع إنساني، وتتناول "كارهة الرجال" التعطش إلى الثروة والطمع الذي يحول الناس إلى عبيد من أجل غرائزهم، ويجردهم من كل ما تبقى لديهم من سمات إنسانية.

أما في عرض "امرأة استثنائية"، فقد اختزلت المعدة د. نادية القناعي شخصيات النص الأصلي من 20 شخصية إلى 7، وأربعة فصول إلى فصل واحد، في نص محبوك جيدا، قوي في بنيته الدرامية، وشخصياته مرسومة باحترافية وفقا لأبعادها الثلاثة.

جمعية نسائية

تدور أحداث العرض في منزل الطبيب "إيفان" وزوجته "إيلينا"، حول امرأة تدعى "إندروفوبا" التي تناضل من أجل المساواة وحرية المرأة، تستضيفها "إيلينا" في منزلها، لإنشاء جمعية نسائية لهذا الغرض تحت اسم "جمعية حرية المرأة"، حيث تعرض "إندروفوبا" أفكارها التحررية على الحاضرات في الاجتماع ومن بينهن "إيلينا" وشقيقتها "إيرينا"، وتمنح الأولى منصب رئيس الجمعية والثانية أمين السر، بيد أن زوجتي القائد والمحافظ يرفضن بشدة منصب نائب الرئيس، لأنهما تسعيان للرئاسة، وتتحولان إلى وحشين بأفعالهما، تهددان بإنشاء جمعية أخرى، وهذه دلالة حول غريزة التحكم والسلطة.

تصبح "إيلينا" مؤمنة بأفكار "إندروفوبا"، ما يؤثر في علاقتها بزوجها الطبيب "إيفان"، ويجعلها تقرر الانفصال عنه، في المقابل يستعين "إيفان" بخطة صديقه دكتور الحقوق "إيفانوف" من أجل استعادة زوجته، وذلك عن استمالة قلب "إندروفوبا" نحوه، فتعجب به، على الرغم من أنها قد رددت كثيرا حول كرهها للرجال، وتتعلق به محاولة استدراجه لحبها، ويتصاعد الصراع بين الزوجة وصديقتها حول من يفوز بحب "إيفان" بدلا من النضال لأجل مبادئ الجمعية النسائية التحررية، وتنتهي بعودة "إيلينا" إلى زوجها.

عرض كلاسيكي

قدم أحمد الشطي رؤية إخراجية لعرض كلاسيكي واقعي، اعتمد فيه على كوميديا الموقف، وبديكور ثابت لفناء داخلي للمنزل، وإضاءة مناسبة للحدث الدرامي، ومؤثرات صوتية ملائمة، وتمكن من إشغال مناطق الخشبة المختلفة بحركة الممثلين، ليحقق معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي.

أما الأداء التمثيلي، فقد أطلق العنان كل من الفنانين فيصل العميري وسماح لإبداعهما في تجسيد دوريهما على الخشبة، وحرفية عالية في توظيف امكانياتهما بإطلاق الإفيهات ضمن السياق الدرامي، وقدمت نسرين أداء جيدا لشخصية "إيلينا"، وكذلك موسى الموسى في "إيفانوف"، كما ظهرت موهبة جديدة اسمها ميرنا في دور "إيرينا".

يبقى القول، إن فرقة المسرح العربي قدمت عرضا كوميديا وراقيا في الطرح، حقق أهداف مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية".

الشطي قدّم معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض
back to top