كلينتون تفوز بالمناظرة الأولى ولا تقنع المترددين

تفوقت في السياسات الخارجية وفاجأت الجميع بالاقتصاد

نشر في 28-09-2016
آخر تحديث 28-09-2016 | 00:12
كلينتون وترامب يتصافحان بعد انتهاء المناظرة بينهما بجامعة هوفسترا في همستيد قرب نيويورك مساء أمس الأول           (رويترز)
كلينتون وترامب يتصافحان بعد انتهاء المناظرة بينهما بجامعة هوفسترا في همستيد قرب نيويورك مساء أمس الأول (رويترز)
أجمعت التعليقات واستبيانات الرأي على أن هيلاري كلينتون أوقفت «ظاهرة» دونالد ترامب، الذي استطاع، خلال أكثر من 15 شهراً، احتلال صدارة المشهد «السجالي»، عبر اللقاءات التلفزيونية التي شارك فيها.

«ترامب لم يكن أكثر من نفسه، وهذا ما تمكن من تقديمه»، هكذا علق الكثير من المراقبين والمحللين الأميركيين على ما جرى خلال المناظرة الرئاسية الأولى التي جرت مساء أمس الأول.

وبحسب النتائج الأولية لاستطلاع أجرته «سي إن إن» مباشرة، فقد فازت كلينتون برضا 62 في المئة من المستطلعة آراؤهم، مقابل إجماع 27 في المئة فقط على ترامب.

وبخلاف ما كان متوقعاً أيضاً فقد حصلت كلينتون على 51 في المئة من ثقة المستطلعين في إمساكها بملف الاقتصاد، مقابل 47 في المئة لترامب.

وفي ملف السياسة الخارجية، حصلت على 62 في المئة مقابل 35 لترامب، كما أعلن 68 في المئة أن كلينتون بدت أكثر رئاسية مقابل 27 لترامب، في حين قال 55 في المئة إنها الأكثر قدرة على إدارة الأزمات التي تتعرض لها البلاد مقابل 43 لترامب.

وأجرت محطتا «سي إن إن» و«فوكس نيوز» أيضاً استطلاعاً فور انتهاء المناظرة على شريحتين من المستقلين لم يقرروا بعد لمن سيمنحون صوتهم، وتابعوا المناظرة على مقاعد المراقبين في المحطتين.

واختارت «سي إن إن» 20 شخصاً، عشوائياً، قال 18 منهم إن كلينتون هي التي فازت في المناظرة، بينما قال 16 شخصاً من أصل 22 اختارتهم «فوكس نيوز» إن كلينتون هي التي فازت.

وبدا واضحاً أن كلينتون تمكنت من استيعاب كل تقنيات خصمها، وجردته منها رويداً رويداً، بحيث بدا ترامب أنه يجاهد للحاق بها ومتابعتها.

في الدقائق الأولى، بدا ترامب مستعداً للإمساك بملف التجارة، وكيفية إعادة بناء الاقتصاد، لكن كلينتون سرعان ما سحبت منه الملف، عندما استعرضت ببراعة واختصار شديدين برنامجها الذي ركزت فيه على ترداد العبارات التي استخدمها منافسها بيرني ساندرز، خلال سباقهما للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي.

وتمكنت من استحضار قضية زيادة الضرائب على «طبقة الواحد في المئة»، وزيادة الحد الأدنى للأجور، ومنح المرأة أجراً مساوياً للرجل، ودافعت عن جعل التعليم مجانياً بشكل متدرج، ابتداء من سقف رواتب معين إلى إعفاء الطلاب من ديونهم الدراسية، الأمر الذي بدا رسالة واضحة إلى الشريحة الشابة التي لا يزال قسم كبير منها يعترض عليها.

وعندما طرح مدير الحوار السؤال على ترامب عن أسباب تمسكه بالادعاء بأن الرئيس باراك أوباما لم يولد في أميركا، وتراجعه أخيراً عن هذا الادعاء، نالت كلينتون منه، مثيرة الضحك داخل القاعة، بسبب تلعثم خصمها في الدفاع عن نفسه حول هذه القضية.

ترامب لم ينجح أيضاً في الدفاع عن نفي دعمه الهجوم على العراق، محاولاً تحميل كلينتون وأوباما مسؤولية الفراغ الذي تركه انسحاب الجيش الأميركي من العراق، ما أدى إلى ولادة داعش، بحسب قوله.

كلينتون ردت بأن قرار الانسحاب وتوقيته وحجمه وقعه الرئيس جورج بوش، وأن البلدين حاولا إعادة مناقشة الاتفاق بما يسمح بالاحتفاظ بقوات أميركية في العراق وفق اتفاقية.

ترامب أعاد تأكيد موقفه من حلف الناتو، ومن قضية السلاح النووي، ومن الاتفاق مع إيران، قائلاً إن إدارة أوباما، وكلينتون جزء منها، مسؤولة عن عدم إلزام حلفاء الولايات المتحدة بدفع حصتهم وواجباتهم تجاه الحلف أو تجاه الحماية التي تؤمنها الولايات المتحدة لهم.

وردت كلينتون بالقول إن تعليقات ترامب هذه أثارت العديد من الشكوك في أوساط الحلفاء، متهمة إياه بعدم القدرة على تحمل مسؤولية إدارة البلاد تحت ضغط الأزمات. وتساءلت عن معنى تهجمه على حرب العراق، في الوقت الذي يستسهل القول بأنه سيقصف طهران رداً على احتجازها لساعات 10 بحارة أميركيين أُطلق سراحهم دبلوماسياً. وختمت قائلة إنها لا تأتمنه في إدارة أزرار السلاح النووي إذا كان سيديرها كما يدير تعليقاته على أزرار «تويتر». وبانتظار استطلاعات الرأي، التي ستجرى من الآن حتى موعد المناظرة الثانية بينهما في 9 أكتوبر المقبل، حظيت كلينتون بمعظم التعليقات الإيجابية، في مناظرة يعتقد أن نحو 85 مليون أميركي تابعها، على أمل أن ينعكس ذلك على أرقامها مقابل ترامب، والتي وصلت عشية المناظرة إلى أدنى مستوى لها، رغم احتفاظها بالتقدم ولو بنسبة لا تزيد على نقطتين.

back to top