السوالمة: الانطواء ومقاومة التغيير أبرز أعراض التوحد لدى الطفل

يرى أن علاجات أمراض النطق واللغة ورصد السلوكيات يساهمان في تطويق المشكلات

نشر في 27-09-2016
آخر تحديث 27-09-2016 | 00:02
يحدد د. محمد السوالمة أعراض الطفل التوحدي، مبيناً أنه يعاني الرتابة والنمطية، ويفضل الانعزال الاجتماعي، ويرفض التفاعل والتعامل مع أسرته والمجتمع.

كيف يتم التشخيص وما هي المقاييس المعتمدة في آلية التشخيص؟

في الوقت الحاضر يتم تشخيص طيف التوحد من خلال الملاحظة المباشرة لسلوك الطفل، بواسطة اختصاصي معتمد، وعادة ما يتم ذلك قبل عمر ثلاث سنوات أو 36 شهرا، وفي نفس الوقت فإن تاريخ نمو الطفل تتم دراسته بعناية عن طريق جمع المعلومات الدقيقة من الوالدين والأشخاص المقربين الآخرين الذين لهم علاقة بحياة الطفل مباشرة.

ويمر تشخيص طيف التوحد على عدد من الاختصاصيين، منهم طبيب أطفال واختصاصي أعصاب المخ وطبيب نفسي، حيث يتم عمل تخطيط المخ والأشعة المقطعية وبعض الفحوصات اللازمة، لاستبعاد وجود أي مرض عضوي من الأطباء المختصين، ويتم تشخيص طيف التوحد مبنيا على وجود الضعف الواضح والتجاوزات في الأبعاد السلوكية التي تم ذكرها سابقا، وإذا اجتمعت ثلاثة أنواع من السلوكيات السوية لدى الطفل (ما يسمى بثالوث الاضطراب Triad Impairment) يتم تشخيصه بطيف التوحد ويعتمد تشخيص طيف التوحد على:

• الدليل التشخيصي والإخصائي للأمراض النفسية (DSM-IV) التابع للجمعية الأميركية للطب النفسي.

• الدليل العالمي لتصنيف الأمراض (ICD-10) التابع لمنظمة الصحة العالمية.

وهناك بعض المراكز العالمية طورت نماذج تحتوي على أسئلة تشخيصية للحصول على أكثر المعلومات وتاريخ الطفل وأسرته منذ حدوث الحمل حتى تاريخ المقابلة التشخيصية، لكي يتسنى لهم التشخيص الصحيح.

القائمة التشخيصية لأطياف التوحد

القائمة التالية يمكن أن تساعد في الكشف عن وجود أطياف التوحد عند الأطفال، علما أنه لا يوجد بند يمكن أن يكون حاسما بشكل جوهري لوحده، وفي حالة أن الطفل ما أظهر (7) أو أكثر من هذه السمات، فإن التشخيص لأطياف التوحد يجب أن يؤخذ في الاعتبار بصورة جادة:

• الصعوبة في الاختلاط والتفاعل مع الآخرين

• يتصرف الطفل كأنه أصم

• يقاوم التعليم

• يقاوم تغيير الروتين

• ضحك وقهقهة غير مناسبة

• لا يبدي خوفا من المخاطر

• يشير بالإيماءات

• لا يحب العناق

• فرط الحركة

• انعدام التواصل البشري

• تدوير الأجسام واللعب بها

• ارتباط غير مناسب بالأجسام أو الأشياء

• يطيل البقاء في اللعب الانفرادي

• أسلوب متحفظ وفاتر المشاعر

مقاييس الذكاء المستخدمة مع أطفال التوحد

هناك عدة مقاييس للذكاء تستعمل مع الأطفال التوحديين منها:

• مقياس فاينلاد للنضج الاجتماعيVineland adaptive behavior scale

• مقياس متاهات بورتيوس Portues Maze Test

• مقياس وكسلر لذكاء الأطفال Wechsler-Bellview Intelligence scale for children (WISC)

مقاييس التوحد:

• مقاييس التقدير التوحدي للأطفال Children Autism Rating Scale CARS

• قائمة E2 التشخيصية Diagnostic Checklist Form E-2 (Autism Research Institute)

• مقياس المقابلة التشخيصية لاضطرابات التواصل الاجتماعية The Diagnostic Interview for Social and Communication disorders (DISCO). The Center for Social and Communication Disorders. U.K)

التشخيص

طيف التوحد هو الانطواء على النفس ورفض التعامل مع الآخرين سواء أسرته أو مجتمعه، وعادة ما يكون استحواذيا نمطيا مكررا، ويمكن تلخيص الحالة في النقاط التالية:

• اضطراب التواصل مع المجتمع لغوياً وغير لغوي

• اضطراب التفاعل الاجتماعي

• اضطراب القدرة الإبداعية والقدرة على التخيل

متى تظهر الأعراض المرضية؟

يولد الطفل سليماً معافى، وغالبا لا تكون هناك مشاكل خلال الحمل أو عند الولادة، وعادة ما يكون الطفل وسيما وذا تقاطيع جذابة، ينمو هذا الطفل جسميا وفكريا بصورة طبيعية سليمة حتى بلوغه سن الثانية أو الثالثة من العمر (عادة ثلاثون شهراً)، ثم فجأة تبدأ الأعراض في الظهور كالتغيرات السلوكية (الصمت التام أو الصراخ المستمر)، ونادرا ما تظهر الأعراض من الولادة أو بعد سن الثالثة من العمر، وظهور الأعراض الفجائي يتركز في اضطراب المهارات المعرفية واللغوية ونقص التواصل مع المجتمع، إضافة إلى عدم القدرة على الإبداع والتخيل.

الأعراض المرضية

هناك العديد من الأعراض التي تتواجد في الطفل التوحدي، أهمها:

• الرتابة، وعدم اللعب الابتكاري، فلعبه يعتمد على التكرار والرتابة والنمطية

• مقاومة التغيير، فعند محاولة تغيير اللعب النمطي أو توجيهه فإنه يثور بشدة.

• الانعزال الاجتماعي، فهناك رفض للتفاعل والتعامل مع أسرته والمجتمع

• المثابرة على اللعب وحده وعدم الرغبة في اللعب مع أقرانه

• الخمول التام أو الحركة المستمرة بدون هدف

• تجاهل الآخرين حتى يظنوا أنه مصاب بالصمم

• الصمت التام أو الصراخ الدائم المستمر بدون مسببات

• الضحك من غير سبب

• عدم التركيز بالنظر (بالعين) لما حوله

• صعوبة فهم الإشارة ومشاكل في فهم الأشياء المرئية

• تأخر الحواس (اللمس، الشم، التذوق)

• عدم الإحساس بالحر والبرد

• الخوف وعدم الخوف

• مشاكل عاطفية، ومشاكل في التعامل مع الآخرين

الفرق بين التوحد وطيف التوحد

طيف التوحد هو ما يسمى أشباه التوحد، وهي حالات الاضطراب العام في التطور Pervasive Developmental Disorders ويقصد به الأطفال الذين تظهر لديهم العديد من المشاكل في أساسيات التطور النفسي في نفس الوقت وبدرجة شديدة، أما التوحد فهو مرض محدد بذاته، وفيه نوع شديد من اضطرابات التطور العامة.

علاج طيف التوحد

لا يتوفر، حتى يومنا هذا، علاج واحد ملائم لكل المصابين بنفس المقدار. وفي الحقيقة، تشكيلة العلاجات المتاحة لمرضى طيف التوحد والتي يمكن اعتمادها في البيت أو في المدرسة متنوعة ومتعددة جدا، على نحو مثير للذهول. بإمكان الطبيب المعالج المساعدة في إيجاد الموارد المتوفرة في منطقة السكن والتي يمكنها ان تشكل ادوات مساعدة في العمل مع الطفل مريض التوحد.

وتشمل امكانيات علاج طيف التوحد:

• العلاج السلوكي (Behavioral Therapy) وعلاجات امراض النطق واللغة (Speech – language pathology)

• العلاج التربوي – التعليمي

• العلاج الدوائي

• العلاجات البديلة

ونظرا لأن مرض التوحد حالة صعبة جدا ومستعصية وليس لها علاج شاف، يلجأ العديد من الأهالي إلى الحلول التي يقدمها الطب البديل (Alternative medicine). ورغم أن بعض العائلات أفادت بأنها حققت نتائج إيجابية بعد علاج طيف التوحد بواسطة نظام غذائي خاص وعلاجات بديلة اخرى، فإن الباحثين لا يستطيعون تأكيد، أو نفي، نجاح هذه العلاجات المتنوعة على مرضى طيف التوحد.

الباحثون لا يستطيعون تأكيد أو نفي نجاح العلاجات البديلة مع المرضى
back to top