آمال: فوائد البصمة الوراثية

نشر في 22-09-2016
آخر تحديث 22-09-2016 | 00:10
 محمد الوشيحي كل هذه النوايا السيئة تجاه البصمة الوراثية، أو تجاه الحكومة وما ستفعله بالبصمة الوراثية، وكل صرخات الاحتجاج الشعبية هذه، هي ردود فعل مبالغ بها، تجعل من الحبة قبة ومن العجين كبة.

أولاً، مسؤولونا ليسوا صهاينة فاجرين، بل مسلمون ممتلئون بالتقوى والورع. صحيح أن المسؤولين الصهاينة لم يفعلوا بشعبهم ما يفعله المسؤولون الكويتيون بشعبهم، لكن الرك على التقوى، وبتوعنا أتقى من بتوع إسرائيل.

ثانياً، لو ركزنا قليلاً، وقرأنا الخبر الذي جاء في تلك الصحيفة عن الطائرة بدون طيار التي نقلت المخدرات إلى السجن، وكيف توصلت وزارة الداخلية إلى الجاني عبر البصمة الوراثية، لكفانا هذا الدليل.

وقد يشكك البعض في مصداقية الخبر، ويراه فيلماً هندياً سيئ الإخراج والتصوير والإضاءة والسيناريو والحوار، والتمثيل أيضاً، لكن هذا لن يزعزع ثقتنا بأهمية البصمة الوراثية، وطريقة استخدام الحكومة لها، وقبل ذلك طريقة حفظها.

ثم إن البصمة الوراثية، لا شك، ستساعد الحكومة في التوصل إلى من توسط من النواب في معاملات العلاج السياحي. وتعين الحكومة على معرفة من يرشي، أو يسعى إلى رشوة النواب، لتمرير صفقاته الكبرى. وبالتأكيد ستكشف لنا البصمة الوراثية من الذي عطّل الإسكان؟ ومن المتسبب في تطاير حصى الشوارع؟ ومن الذي أدمن حرق جامعة الشدادية؟ ومن الذي منع المعاملات الإلكترونية؟ وأين صُرفت مليارات الدنانير، من ميزانية خطة التنمية، التي تحدثت عنها رولا دشتي؟ وأين ذهبت أموال نفطنا؟

فوائد البصمة الوراثية أكثر مما نتخيل، وبالتأكيد سيستعين بها وزير التربية ليعرف أين ذهبت ميزانية وزارته التي جعلت الطلبة يشربون الماء من حنفيات صدئة، ما سيجلب لهم سبعة أمراض محترمة. وسيستعين وزير الصحة بالبصمة الوراثية ليعرف كيف وصل الحال بالمواطن الكويتي المريض إلى النوم في ممرات المستشفيات، رغم كل هذه الميزانية الضخمة الفخمة؟

وبالتأكيد ستستعين الحكومة بالبصمة الوراثية لحل اللغز العظيم: كيف تكون هذه الدولة الفاحشة الثراء متهالكة صدئة، ومسؤولوها يتنافسون على صدارة أثرياء العالم في مجلة فوربس؟

back to top