شاعرة إيران الكبيرة «سيمين بهبهاني» في ذكرى رحيلها (2-3)

نشر في 22-09-2016
آخر تحديث 22-09-2016 | 00:03
 خليل علي حيدر

وفاة الشاعرة

كانت الشاعرة قد أدخلت مستشفى بباريس قبيل وفاتها، بعد تدهور حالتها الصحية، حيث كانت تعاني مشاكل في الرئة والقلب، وما لبثت أن توفيت يوم 19 أغسطس 2014 في السابعة والثمانين من العمر، وتم تشييع جثمانها بحضور جمع كبير من النخبة الأدبية والفنية وغيرهم، وكان بينهم الروائي الإيراني المعروف "محمود دولت آبادي" والفنان الغنائي الشهير "محمد رضا شجريان".

وقد أُلقيت في مراسيم التشييع التي أقيمت في قاعة "تالاروحدت" قصائد للشاعرة وبخاصة قصيدتها "سنعيد بناءك ثانية يا وطن"، وغنى الحضور أغاني معروفة مثل "قبليني للمرة الأخيرة"- مراببوس، و"طائر الفجر"- مرغ سحر، وأنشودة "ستبقين يا سيمين في قلوبنا"- سيمين در دل ما ميماني.

يقول أحد أقارب الشاعرة إنها كانت قد أوصت بدفنها إما في مقبرة مزار- "إما مزادة طاهر" إلى جانب زوجها وحفيدها، أو في الضريح العائلي قرب قبر والدها، في مقبرة "بهشت زهرا" وهو المدفن الذي اختاره لها أبناؤها.

ويقول آخرون إن عائلتها بذلت جهداً كبيرا لنيل موافقة السلطات على دفنها في مزار "إما مزادة طاهر"، الذي يضم رفات العديد من أعضاء رابطة الكتاب والأدباء الإيرانيين مثل "محمد مختاري"، و"أحمد شاملو"، غير أن بلدية "كرج" شمالي طهران لم توافق على ذلك، وقد تسبب هذا النزاع بين أقارب الشاعرة وبين السلطات الأمنية في بقاء جثمانها في المستشفى ثلاثة أيام قبل أن يشيع إلى مقبرة "بهشت زهرا" من قاعة "تالاروحدت"، بدلا من طريق منزلها، كما كان ابنها قد صرح من قبل.

ونقلت وكالة فارس للأنباء أن "بعض المفلسين أساؤوا استغلال أفكار سيمين ومناسبة دفنها لإهانة الثورة، وأنهم عمدوا إلى التصفير بدلا من الصلاة جهرا على النبي وآله".

ونقل عن الناشطة الحقوقية الإيرانية الحاصلة على جائزة نوبل "د. شيرين عبادي"، أن صحيفة كيهان تعمدت الإساءة إلى سمعة الشاعرة، وأطلقت عليها لقب "مناضلة الغيت كونغ من رواد المقاهي"- ويت كونغ كافة نشين. ونقلت وكالة مهر الحكومية للأخبار، نقلا عن "علي رضا قزوه" أحد خصوم الشاعرة، قوله "ليت هذه السيدة قامت بدلا من تجميل وجهها وشد جلدها محاولة استرداد شبابها أن تجري عملية شد لفكرها كذلك".

أعمالها

عدد موقع ويكيبيديا الفارسية أعمال الشاعرة وهي 21 عملا مطبوعا هي:

1- ثلاثة قيثارات مهشمة- سه تار شكسته، وقد صدر عام 1951.

2- أثر قدم- جاي يا، 1954.

3- الثريا- جلجراغ، 1955.

4- رخام- مرمر، 1961.

5- الانبعاث أو القيامة أو النهضة- رستاخيز، 1971.

6- خط من السرعة ومن النار- خطي زسرعت واز آتش، 1980.

7- سهل أرجن- دشت أرزن، 1983.

8- مختارات شعرية- كزينه أشعار، 1988.

9- عن الفن والأدب- درباه هنرو أدبيات، 1989.

10- ذلك الرجل رفيق دربي- آن مرد مردهمراهم، 1990.

11- الثوب الورقي- كاغدين جامه، 1992.

12- الغجرية، والرسالة، والحب- كولي ونامه وعشق، 1994.

13- اقرأ بحب كما لم تعشه يوما- عاشق ترازهميشه نجوان، 1994.

14- شعراء فرنسا اليوم (ترجمة عن اللغة الفرنسية من تأليف بييردوبوادفر) شاعران امروز فرانسه، 1994.

15- ماذا اشتريت بقلبي؟- با قلب خود جر خريدم، 1996.

16- نافذة حرة- يك دريجه آزادي، 1995.

17- مجموعة شعرية- مجموعة أشعار، 2003.

18- إحدهما مثلا أن- يكي مثلا إين كر، 2005.

19- برفقة أمي: سيرة حياة ذاتية، بامادرم هم راه- زندكي نامه خود نوشت، 2011.

20- شعر زماننا- شعر زمان ما، 2012.

21- مجموعة قصائد سيمين بهبناني- مجموعة أشعار سيمين بهبهاني، 2012.

التغطية العربية لوفاتها

ظهرت أخبار رحيل الشاعرة الكبيرة "سيمين بهبهاني" في الكثير من الصحف والمجلات العربية، نشير إلى نماذج منها: أشارت صحيفة "الحياة" إلى وفاة "الشاعرة سيمين بهبهاني"، "بطلة حقوق المرأة وحرية التعبير، والتي عبرت أشعارها عن آمال وإحباطات الإيرانيين منذ ثورة 1979"، وأضافت الصحيفة أن بهبهاني رُشحت لجائزة نوبل للأدب، و"نالت اللقب غير الرسمي (سيدة الغزل) لما رآه معجبوها من شجاعتها في مواجهة الرقابة الرسمية، وفي إحدى المناسبات في أواخر التسعينيات كانت بهبهاني بصدد التحدث في جلسة لإلقاء الشعر، لكن قوات الأمن أبعدت مكبرات الصوت عنها وأطفأت الأنوار وأثارت ضوضاء لإسكاتها".

واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة: "على رغم صعوبات العيش في إيران، كان وطنها هو مصدر الإلهام وآثرت عدم الهجرة".

(الحياة، 19/ 8/ 2014).

وجاء في مقال بصحيفة الاتحاد الإماراتية لعبير زيتون: "طوى الثرى جسد الشاعرة الإيرانية الكبيرة سيمين بهبهاني، الملقبة بصوت الشعب الإيراني ونصيرة حقوق المرأة والإنسان، الأسبوع الماضي، عن عمر يناهز 87 عاما، بسبب أعطاب أصابت قلبها الذي نبض بالحب ونادى بالعدالة الاجتماعية وحرية التعبير طوال ستين عاما، خلدتها كرائدة من رواد الشعر الإيراني الحديث".

وجاء في المقال كذلك أن سيمين "آخر الشعراء الكلاسيكيين في إيران، وآخر أكبر الشاعرات في البلاد بعد رحيل "بروين اعتصامي" و"فروغ فرخزاد"، وأهم من كتب القصيدة العمودية الفارسية وأبدع فيها تجديدا وتغييرا في الوزن والقافية، فلُقبت بـ"سيمين الغزل"، نسبة إلى قصيدة العمود التي تسمى بالأدب الفارسي "الغزل"، كما لقبت بـ"نيما الغزل الفارسي"، نسبة إلى رائد الشعر الفارسي "نيما يوشيج" المتوفى عام 1959، الذي حرر الشعر الفارسي من إطاره العمودي وأوزانه التقليدية".

وتضيف الكاتبة: إن شعر "سيمين بهبهاني"، التي كانت ترفض لقب "شاعرة المرأة" رغم تبنيها لقضاياها والمطالبة بحريتها، قد "تميز بالجمال الفني والسلاسة الشعرية والبراعة والخفة في إدخال الحياة الاجتماعية إلى روح ملاحمها الشعرية، فكتبت قصائد حب تغلب عليها رهافة الإحساس بلغة رقيقة وقصائد اجتماعية بأوزان مبتكرة من حيث القالب والمضمون، عرت فيها العنف والقسوة وعكست عبرها غضب الشعب الإيراني العادي بآلامه وطموحاته، مع احترام للعادات والتقاليد ورفض للانغلاق والتقوقع".

(الاتحاد، 24/ 8/ 2014).

وتحت عنوان "سيدة الغزل في إيران" نشر موقع العربية Alarabiya.net يوم 19/ 8/ 2014 أن لسيمين بهبهاني 300 أغنية لعدد من أشهر المغنين الإيرانيين، فيما اشتهرت أيضا بتأييدها لقضايا حرية التعبير والرأي، مما أهلها للحصول على جوائز دولية مثل جائزة حقوق الإنسان "هيلمان هاميت" في 1998 ثم جائزة "كارل فون أوسيتزكي لحقوق الإنسان في 1999، إلى جانب جائزة حرية التعبير من اتحاد الكتاب النرويجيين في 2007".

وأورد التحليل المنشور معلومات اجتماعية وشخصية عن الشاعرة جاء فيها:

"ولدت الشاعرة بهبهاني هوي، واسمها الأصلي هو "سيمين بر خليلي" في طهران عام 1928 وسط أسرة متعلمة ووالدها هو عباس خليلي كان صحافيا وكاتبا، ووالدتها هي فخر أعظمي أرغون كانت امرأة مثقفة تدرس مادة اللغة الفرنسية في أوائل المدارس الإيرانية للبنات، وأسست مع عدة نساء مثقفات أخريات أول جمعية نسوية في إيران تدعى "جمعية النساء المحبات للوطن".

وأضاف تحليل العربية: "تزوجت سيمين زوجها الأول حسن بهبهاني وهي في 17 من العمر، وعلى مدى السنوات العشرين التي عاشتها بكنفه نشرت أشعارها في الصحف والمجلات تحت اسم سيمين بهبهاني، وبعد انفصالها عن حسن بهبهاني وزواجها من زوجها الثاني منوجهر كوشيار احتفظت بهذا الاسم أيضا".

(يتبع غداً)

back to top