عودة إلى المستقبل

نشر في 20-09-2016
آخر تحديث 20-09-2016 | 00:05
 يوسف عبدالله العنيزي كم أشعر بالألم كحال أهل الكويت عندما أقرأ مقالاً يتحدث بسلبية عنها، وما آلت إليه الأوضاع من تردٍّ لم يمر على البلاد من قبل، وللأسف أجد فيما يتحدث عنه المقال الكثير من الواقع المؤلم، وتحاصرنا علامات الاستفهام القاسية: لماذا هذا الانحدار والسقوط الحر نحو القاع؟ ولماذا تسير الدول من حولنا بسرعة هائلة إلى الأمام والتقدم ونسير أيضا بسرعة هائلة ولكن إلى الخلف؟ وتزداد علامات الاستفهام قسوة لتتحول إلى قضبان محكمة الإقفال، ترى من يتحمل مسؤولية ذلك؟ المواطن؟ أم النائب؟ أم الحكومة بكل أجهزتها وهيئاتها؟

لماذا عندما نتحدث عن الفساد نرى الحكومة والقياديين في الدولة يضعون أصابعهم في آذانهم ويستغشون ثيابهم فلا أذن سمعت ولا عين رأت «ويا مطوطي بجليب»؟ ولماذا الإمعان في إيذاء الكويت وأهلها؟ ولماذا الإحجام عن اتخاذ قرارات تقيل الوطن من عثراته وتعيده إلى ذلك «المستقبل» الجميل، عندما كانت الكويت تتربع على القمة في كل المجالات بلا منازع، الفن والأدب والثقافة والرياضة والديمقراطية والحياة البرلمانية الرائعة والدبلوماسية الرائدة وقائمة لا تنتهي؟

ويصرخ المواطن من القلب لا نريد تنمية، ولا نريد إصلاحا اقتصاديا، ولا نريد مطارا عالمياً أو جامعة، ولا نريد مشاريع غدت مغارة علي بابا، حتى غدونا نخشى أن نصل إلى وضع تملك فيه فئة من المجتمع كل شيء، وأغلبية ساحقة لا تملك شيئاً، وتبدأ الطبقة الوسطى بالتقلص، لا نريد صيانة الطرق وردم الحفر فقد اعتدنا عليها، وهي في ازدياد، كم هو مؤلم ما وصلت إليه مستشفياتنا من أوضاع دون القاع، كم هو مؤلم أن نرى الوظيفة القيادية أو المنصب أو عضوية المجالس وسيلة للثراء والقفز من القاع إلى خانة الأثرياء، هل لنا من يعيد لنا ذلك المستقبل الجميل؟

ياكتّاب الرأي والزوايا... اتحدوا

في هذا الوضع العصيب الذي تمر به المنطقة من حولنا وتطاير شظايا الصواريخ والقذائف التي تملأ السماء، تشهد البلاد أوضاعا غير عادية تفشى فيها الفساد حتى وصل إلى مراحل متقدمة تحتاج إلى وقفة جادة وحاسمة، وقد بدأت البنية التحتية بالتآكل، وعلى الرغم من أصوات النقد اللاذع الذي يصل أحيانا إلى تجاوز الخطوط الحمراء فإن ذلك لم يحرك ساكنا سواء لدى الحكومة أو لدى مجلس الأمة أو البلدي إن كان ما زال موجودا، وكأن الأمر لا يعنيهم، فهل ذلك عناد أم أنه استخفاف بالكويت وأهلها، ومن المؤلم الإحصاء الذي نشر في جريدة «القبس» الغراء والذي يشير إلى وجود نحو 125 ألف أسرة كويتية تعاني ضائقة مالية، والعدد قابل للزيادة، فيا كتّاب الرأي والزوايا اتحدوا من أجل كويت الماضي والحاضر والمستقبل، من أجل كويت تعود لتحمل راية القيادة والريادة في المنطقة بأسرها ونحن قادرون على ذلك، من أجل كويت ينعم أهلها بخيرات بلادهم لا فرق بينهم، فالخير «وايد» والوطن للجميع، وليس حكرا لأحد أو فئة.

ودعاؤنا دائما أن يحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top