لماذا قامت الحرب في سورية؟

نشر في 13-09-2016
آخر تحديث 13-09-2016 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي في عالمنا العربي هناك الكثير من الأسئلة الحائرة التي تبحث عن إجابة ويصعب على المواطن العربي الوصول إلى تفسير لها أو معرفة مكنوناتها، ولعل من الأسئلة الخطيرة التي قادت إلى الكثير من الأحداث المأساوية في المنطقة العربية ذلك السؤال الحائر: لماذا قامت الحرب في سورية؟

ترى من يستطيع الإجابة عن هذا السؤال بتجرد وبدون عاطفة أو انحياز لطرف، وما الهدف من هذه الحرب؟ ومن يحارب من؟ ومن المنتصر ومن المهزوم؟ ومن أين تأتي تلك الأسلحة والصواريخ والدبابات والمصفحات والعتاد؟ وما حجم تلك الأموال التي تنفق على التسليح؟ ومن أين تأتي تلك المليارات من الأموال؟

ثم ماذا لو أنفقت في مجال التنمية والبناء والتعمير ورفع مستوى معيشة الفرد السوري الذي غدا مشردا في كل أنحاء الدنيا؟ وماذا لو أنفقت تلك الأموال في تحقيق الأمن والأمان بدل هذا الكم الهائل والقتال بين الإخوة الأعداء؟ وإلى متى يستمر؟

أسئلة تقتل الذهن عند التفكير بها، ثم وهو الأهم: لماذا لم تقف الدول العربية قاطبة مع سورية النظام عند بداية الحرب لمنع انتشار الجماعات والمنظمات الإرهابية والميليشيات المسلحة على أرض سورية الحبيبة؟ ولماذا تخلى العرب عن سورية في محنتها؟ ولماذا غدونا ننعت الجيش العربي السورى بجيش النظام، ذلك الجيش الذي تصدى لقتال إسرائيل على مدى عقود من السنين دفاعا عن أرض العروبة، قاتل إسرائيل في سيناء وعلى مرتفعات الجولان وقاتل من أجل فلسطين.

إنها سورية التي هبت وبكل قوة للمشاركة في حرب تحرير دولة الكويت عندما تعرضت لعدوان غاشم من عدو خائن، لماذا تخلت الدول العربية عن دورها في حماية سورية؟ ومع كل احترامي وتقديري لوجهة النظر التي تميل إلى أن الرئيس بشار الأسد ونظامه قد قاما بتحويل سورية إلى ولاية إيرانية فغدت إيرانية الهوى والتوجه، ولكني أعتقد جازما أن سورية الوطن والشعب لم تكن في يوم ما إلا عربية التوجه والهوى لكنها السياسة بدهاليزها وتحالفاتها.

متى يعي كل من يحمل السلاح على أرض سورية أن الخاسر الأكبر في هذه المعركة هو سورية الحبيبة التي غدت ثكلى بأبنائها وأصبح الدمار سمة مدنها وأريافها؟ والخشية الآن أن نشهد حربا عربية عربية على أرض سورية، واحتلالا لأرضها من بعض دول الجوار وبدعم من دول عربية.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

نشرة الأخبار

الفضائيات العربية لم تتغير منذ خمس سنوات، فلو استمعت للنشرة غدا فستجدها مثل أمس أو حتى قبل شهر أو سنة ولن يختلف شيء، العبارات نفسها وكذلك الأسلوب، والمذيع نفسه أو المذيعة ذاتها مع تبادل الأدوار، تبدأ النشرة من سورية: قامت قوات النظام بقصف الأحياء السكنية والأرياف بالبراميل المتفجرة؛ مما أدى إلى سقوط ضحايا أغلبهم من الأطفال والنساء، كما قامت القوات الروسية بقصف الأحياء السكنية، أما «داعش» فأعدم عددا من الشباب.

وفي اليمن قامت ميليشيات الحوثي وبدعم من قوات «المخلوع صالح» بمحاصرة مدينة «تعز»، أما في بغداد فقد تم تفجير عدد من السيارات المفخخة، وفي ليبيا استطاع «داعش» أن يسيطر على مدينة سرت بقوة قوامها «2000» مقاتل في مواجهة الجيش الليبي المدعوم من قوات التحالف الدولي الذي يضم عددا من دول العالم بما فيها الدول الكبرى.

ويستمر تنقل مبعوثي الأمم المتحدة للبحث عن حلول للأزمات العربية والبحث في «طلاسم» مخرجات الحوار الوطني، والمواطن العربي يعتقد بحسن نية أن المفاوضات بين الأطراف المتقاتلة تهدف إلى الوصول إلى وقف لهذه الحروب، وفي اعتقادي أنها تبحث في وسائل جديدة لاستمرارها، وتستمر نشرة الأخبار حتى يصل المواطن إلى مرحلة الغثيان.

back to top