أمير الإنسانية... عطاء يبلسم الأزمات والنكبات

الكويت تحتفل بمرور عامين على التكريم الأممي لسموه

نشر في 09-09-2016
آخر تحديث 09-09-2016 | 00:06
الأمير خلال تكريمه من الأمم المتحدة
الأمير خلال تكريمه من الأمم المتحدة
شكلت الدبلوماسية الإنسانية نهجاً قدمت من خلاله الكويت ما يتجاوز ملياري دولار من المساعدات خلال خمس سنوات، وهو ما حدا بالأمم المتحدة إلى تكريم الأمير باعتباره قائداً للعمل الإنساني، واعتبار الكويت مركزاً للعمل الإنساني.
تحل اليوم الذكرى الثانية لتكريم منظمة الأمم المتحدة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بتسمية سموه "قائدا للعمل الإنساني" ودولة الكويت "مركزا للعمل الإنساني".

وجاء التكريم الأممي عرفانا بالدور الكبير الذي انتهجته الكويت وسمو الأمير في ترسيخ مفهوم الدبلوماسية الإنسانية ودعم مسيرة العمل الخيري الذي استهدف مناطق عديدة من العالم والتي تحتاج إلى العون والإغاثة.

ولفت مجمل ذلك أنظار المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الشأن إلى الجهود الإنسانية التي تبذلها الكويت وسمو الأمير، فنظمت الأمم المتحدة في التاسع من سبتمبر عام 2014 احتفالية تكريمية لدولة الكويت من خلال تسميتها "مركزا للعمل الإنساني" وتكريم سمو الأمير بتسميته "قائدا للعمل الإنساني".

وخلال الاحتفالية التكريمية أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بجهود سمو أمير البلاد التي ساهمت في تمكين المنظمة الدولية من مواجهة ما يشهده العالم من معاناة وحروب وكوارث.

وقال بان كي مون في كلمته إن "الكويت أظهرت كرما استثنائيا تحت قيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ورغم صغر مساحة البلاد فإن قلبها كان أكبر من الأزمات والفقر والأوبئة".

الدور الإنساني

من جانبه، أكد سمو أمير البلاد في كلمته خلال الاحتفالية أن "الكويت منذ استقلالها وانضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة سنت لها نهجا ثابتا في سياستها الخارجية ارتكز بشكل أساسي على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لكافة البلدان المحتاجة بعيدا عن المحددات الجغرافية والدينية والاثنية انطلاقا من عقيدتها وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية وتوحيد وتفعيل الجهود الدولية بهدف الإبقاء والمحافظة على الأسس التي قامت لأجلها الحياة وهي الروح البشرية".

وأثنى سمو الأمير على دور الجمعيات الخيرية الكويتية واللجان الشعبية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية "التي سطرت صفحات من الدعم المتواصل في دعم مشاريع إنسانية عديدة في قارتي آسيا وإفريقيا بمبادرات شعبية والتي أصبحت أحد العناوين البارزة لأيادي الخير التي يتميز بها أبناء الشعب الكويتي".

وأشار سموه إلى أن "دولة الكويت اتخذت عام 2008 قرارا يجسد حرصها على دعم الدور الإنساني للأمم المتحدة عندما خصصت ما قيمته 10 في المئة من إجمالي مساعداتها الإنسانية للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية أو الحروب وتبعتها بقرارات رسمية بمضاعفة المساهمات الطوعية السنوية الثابتة لعدد من الوكالات والمنظمات الدولية".

وأعلن سموه خلال كلمته مضاعفة دولة الكويت لمساهمتها الطوعية السنوية الثابتة لصندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ الإنسانية لتصبح قيمتها مليون دولار.

وحض سمو الأمير عبر كثير من الفعاليات على أن تكون دولة الكويت سباقة إلى العمل الخيري الإنساني وتقديم المبادرات الانسانية العالمية وأن تكون مركزا رائدا لاستضافة العديد من الأنشطة ذات الصلة بل وحرص سموه على المشاركة شخصيا في المؤتمرات المهتمة بالعمل الإنساني ولعل أبرزها حين ترأس وفد دولة الكويت في القمة العالمية للعمل الانساني والتي عقدت في مدينة (إسطنبول) التركية في مايو 2016. واعلن سموه آنذاك ان ما قدمته الكويت من مساهمات في المجال الإنساني خلال السنوات الخمس الماضية تجاوز ملياري دولار تبوأت معها المرتبة الأولى عالميا في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي.

أزمات ومساعدات

وتطبيقا لتلك الرؤية الإنسانية عملت دولة الكويت على تخفيف معاناة الشعوب التي تشهد أزمات كبيرة. ويمكن القول إن استضافة الكويت للمؤتمرات الثلاثة الأولى للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية حملت تأكيدا جديدا على دور السياسة الخارجية الكويتية الإنساني إذ أعلن سمو الأمير في المؤتمر الأول (يناير 2013) تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار أميركي بينما ارتفعت قيمة التبرعات الكويتية في المؤتمر الثاني (يناير 2014) إلى 500 مليون دولار وكذلك في المؤتمر الثالث (مارس 2015) بمبلغ 500 مليون دولار.

كما شاركت الكويت في مؤتمر المانحين الرابع الذي استضافته لندن في فبراير 2016 حيث أعلن سمو أمير البلاد خلال ترؤس سموه وفد دولة الكويت والمشاركة في رئاسة المؤتمر تقديم الكويت مبلغ 300 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات.

وفي العراق حرصت الكويت على مد يد العون والإغاثة للنازحين واللاجئين العراقيين حتى أصبحت حاليا من أكبر المانحين ما دفع بالحكومة العراقية إلى الإشادة بالجهود الإنسانية الكويتية الهادفة إلى تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب العراقي.

وشهد عام 2015 إعلان الكويت التبرع بمبلغ 200 مليون دولار لإغاثة النازحين في العراق إضافة إلى توزيع نحو 40 ألف سلة غذائية من قبل الهلال الأحمر الكويتي على العائلات النازحة في إقليم كردستان العراق.

ولا تزال القضية الفلسطينية تلقى اهتماما كويتيا كبيرا وخاصة في ما يتعلق بإغاثة الشعب الفلسطيني عبر عشرات السنوات ومنها في السنوات الأخيرة على سبيل المثال لا الحصر إعلان سمو الأمير في يناير 2009 تبرع دولة الكويت بمبلغ 34 مليون دولار لتغطية احتياجات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إيمانا من سموه بالدور الإنساني للوكالة ولمواجهة الحاجات العاجلة للأشقاء الفلسطينيين كما قدمت الكويت إلى الوكالة مبلغ 15 مليون دولار في عام 2013. كما شاركت الكويت في حملات إغاثة أهالي قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع في يوليو 2014.

ولم يغب الوضع اليمني بشقيه السياسي والإنساني عن الاهتمام الكويتي فعلى الصعيد الإنساني أعلنت دولة الكويت عام 2015 تبرعها بمبلغ 100 مليون دولار للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب اليمني لاسيما بعد انطلاق عمليتي (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل) لدعم الشرعية.

وزادت الكويت من جهودها الإغاثية التي تستهدف الدول المنكوبة جراء الكوارث الطبيعية فقدمت منذ عام 2011 مساعدات اغاثية الى المناطق الصومالية والى اليابان عقب كارثة تسونامي وكذلك الى الفلبين بعد إعصار "هايان".

back to top