الفيلم أول عمل سينمائي سعودي يصور بالكامل في جدة

نشر في 01-09-2016
آخر تحديث 01-09-2016 | 00:05
«بركة يقابل بركة»، الفيلم السعودي الأول الذي تستقبله دور العرض السينمائية بعدة دول عربية تباعاً، بينما يواصل صناع الفيلم جولاتهم في المهرجانات السينمائية الأوروبية.
تحديات فيلم "بركة يقابل بركة" عديدة، خاصة أنه أول عمل سينمائي يصور بالكامل في جدة، وواجه صناعه مشكلة متعلقة بالتصوير واختيار الأبطال، إضافة إلى تحد آخر في اختيار الممثلين، حيث لم يسبق لأي من المشاركين في الفيلم الوقوف أمام كاميرا سينمائية، وبعضهم لم يسبق له التمثيل من قبل، وهو ما دفع مخرج الفيلم محمود صباغ إلى إقامة ورشة تمثيل لبطلي الفيلم هشام فقيه وفاطمة البنوي، لمدة تراوحت بين 3 و5 أشهر، ما ساعد في إزالة حاجز الرهبة أمام الممثلين لأول مرة، كما عمل على زيادة التقارب والتفاهم بين فريق العمل وسهل عمل مدير التصوير، حيث لم يضطر لإعادة مشاهد بطليه لأنهما استوعبا الموضوع ورؤية المخرج.

من جهته، ذكر بطل الفيلم هشام فقيه انه يعرف مخرج العمل منذ سنوات، حيث درسا معا في جامعة كولومبيا، وعندما عرض عليه نص الفيلم أعجبته الفكرة المليئة بالمفارقات والمرح، ومع تطورها تحولت إلى فيلم صادق ولطيف، أما فاطمة البنوي فكانت تكمل الماجستير بالولايات المتحدة، عندما راسلها مخرج الفيلم وعرض عليها المشاركة فيه.

وافادت فاطمة: "شعرت بالحيرة لأنه لم يسبق لي التمثيل من قبل في حياتي، لكني شاركت في مشاريع مسرحية، وربما هذا هو السبب وراء عرض الدور عليها، لذا قررت التجربة، وبعد العودة لجدة تواصلت مع محمود وبدأنا في قراءة النص الذي كان مرحاً، ومع المزيد من القراءة للسيناريو قررت المشاركة".

في بداية الفيلم، نتعرف على بركة الشاب الذي يعمل في بلدية جدة، والذي يعيش مع والده العاجز، ويشارك كممثل هاو ضمن فريق مسرحي يستعد لتقديم مسرحية هاملت.

ومن خلال نشاط بركة اليومي نتعرف على بيته في إحدى حواري جدة القديمة، وجارته القابلة سعدية الداية، ودعّاش زوجها الذي يعد خبيراً في شؤون الحب والنساء، ويستعين به بركة لمساعدته في حياته العاطفية التي تعتبر منعدمة، نظرا لأنه شاب قليل الخبرة والقيود التي يفرضها المجتمع على التعارف والاختلاط بين النساء والرجال، كما نتعرف على عمله كموظف في البلدية يعمل على تنفيذ القوانين حتى لو كانت تبدو غير منطقية وعتيقة.

على الجانب الآخر، تعيش بيبي حياة مغايرة تماماً، فهي شابة من أسرة ثرية، تحب الانطلاق ولديها حساب على "انستغرام"، تضع عليه فيديوهات وصورا لها ويتابعها آلاف المستخدمين مع الحرص على عدم إظهار وجهها بالكامل، حتى لا يتسبب ذلك في إثارة مشاكل في مجتمع يُعرف عنه الحرص على عدم ظهور المرأة خارج الإطار التقليدي. تنشأ علاقة بين بركة وبيبي ومع مرور الأيام.

يزداد التقارب بين الحبيبين ويواجهان مشكلة يعانيها كل العشاق في تلك البقعة من الأرض، وهو عدم قدرتهما على اللقاء معا في مكان عام، لأن ذلك تمنعه التقاليد والعادات المجتمعية ، كما أن الشرطة الدينية تقف بالمرصاد، حيث تتوالى محاولات الحبيبين للالتقاء، وعادة ما يكون مصيرها الفشل، بدءا من تدبير موعد على الشاطئ حتى محاولة التقابل في منتجع يعد مرتاديه بتحقيق أحلامهم بالحرية والاستمتاع بوقتهم دون قيود.

لكن كالعادة الحقيقة تحطم الأحلام ويفشل اللقاء، ليقرر بركة في النهاية اللجوء إلى حل كان يستخدمه الشباب قديما للالتفاف حول القيود، وهو التقدم لخطبتها، ورغم اعتباره هذا الحل عتيقا، إلا أنه لا يجد مفرا من اللجوء إليه، بينما توافق أسرتها على مضض لاختلاف المستوى الاجتماعي، وهو الأمر الذي يثير حساسية لدى بركة لكنه يحاول تجاهله من أجل حبه لها.

وأخيرا ينجح الحبيبان في الالتقاء في مشهد سينمائي غير مألوف في مدينة جدة، حيث يتمكن من صنع رحلة على متن قارب، وسط عزف فرقة موسيقية في رسالة رومانسية حالمة، يحاول من خلالها بركة إثبات أنه مستعد لفعل المستحيل من أجل حبيبته.

مشاركة في مهرجانات سينمائية

حظي فيلم "بركة يقابل بركة" بإشادة نقدية منذ عرضه الأول في مهرجان برلين السينمائي بدورته الأخيرة، وحصوله على جائزة لجنة التحكيم في قسم Forum بمهرجان برلين، علما أنه اختير أخيرا ليمثل السعودية في مسابقة الأوسكار.

ومن المقرر أن يشارك الفيلم في مهرجان تورنتو بدورته المقبلة، فيما يتوقع أن يكون ضمن الأفلام المتنافسة في فاعليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته المقبلة أيضا، التي ستنطلق خلال نوفمبر المقبل، علما أنه مرشح للمشاركة في مهرجانات عدة خلال الفترة المقبلة.

back to top