طلال تحدث عن شرف الخصومة والقيم الرياضية... فهل التزم بهما؟

وصف قرار الحل بـ «الشخصاني» ثم وجّه سهام انتقاداته للحمود والعدساني فقط دون مجلس إدارة الهيئة!

نشر في 27-08-2016
آخر تحديث 27-08-2016 | 00:05
No Image Caption
فتح طلال الفهد، في البيان الذي أصدره أمس الأول، النار على كل المختلفين معه، ولاسيما الشيخ سلمان الحمود وسليمان العدساني، ومع ذلك تكلم عن شرف الخصومة والقيم الرياضية، وواصل بالطبع قلب الحقائق الواضحة وضوح الشمس.
جاء بيان رئيس اللجنة الأولمبية رئيس اتحاد الكرة السابق، الشيخ طلال الفهد، ردا على قرار الهيئة العامة حل لجنته واتحاده بسبب مخالفات مالية وإدارية متوقعا للغاية، فطلال ديدنه توجيه الاتهامات لكل من يختلف معه، والتقليل من شأنه والتشدق بالقيم والمبادئ من أجل دغدغة مشاعر وأحاسيس رجل الشارع الرياضي كعادته في كل مناسبة.

البيان الذي صدم البعض، وهلل له آخرون، يمثل طلال الفهد فقط، وهو لسان حاله وحال "ربعه"، سواء صدر الحل أو لم يصدر، فالألفاظ التي صاغ به بيانه اعتادت الناس عليها كثيرا، خصوصا في الآونة الأخيرة.

ولأن بداية القصيدة كفر، فقد وصف طلال القرار بأنه متعسف ومجحف وشخصاني، وبأنه مكافأة للمتورط الحقيقي في هذه الأزمة وهو وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الشيخ سلمان الحمود، ونائبه سليمان العدساني، ولا نعلم السر وراء نعت القرار بالشخصاني، رغم أنه لم يمس شخصا واحدا، بل شمل مجلسي إدارتي اللجنة الأولمبية والاتحاد، البالغ مجموعهما 31 شخصا، وكيف يكون متعسفا ومجحفا، رغم أنه جاء وفقا لتجاوزات مالية وإدارية، وكان متوقعا ومنتظرا من الجميع، ولا يمثل مفاجأة لأحد، ولا نعلم - وربما طلال نفسه لا يعلم - من المقصود بهذه النعوت؟!

الحمود والعدساني فقط... لماذا؟

والسؤال: هل القرار ومن أصدره شخصاني أم من اختار توجيه اللوم للشيخ سلمان الحمود وسليمان العدساني فقط وتغاضى عن بقية أعضاء مجلس الإدارة، الذي كان في اجتماع شبه مفتوح طوال الفترة الماضية، هو الشخصاني؟

وإذا كان طلال يراهما هكذا، فلماذا طالب قبل 24 ساعة من صدور القرار بالاجتماع مع الحمود ومع مسؤولي الهيئة لإيجاد حل عاجل للإيقاف الرياضي؟ فهل تذكر طلال الاجتماع من أجل إيجاد الحل العاجل في هذا الوقت فقط، على الرغم من صدور قرار الإيقاف قبل 9 أشهر، ومناشدات الهيئة له، سواء قبل الإيقاف أو بعده، وهو الذي غض نظره تماما عن هذه المناشدات التي تعامل معها بفتور غريب، بدلا من تحكيم صوت العقل، أم أنه كان يحاول الظهور بمظهر الحريص على المصلحة العامة، بعد أن عرف أن القرار آت لا محالة؟

والغريب أن طلال يؤكد في بيانه أنه ليس أمام أزمة قرار رياضي، بل أمام أزمة قيم مجتمعية ووطنية، ويقول إن قرار الحل أهون عليه من تعاطي الحكومة مع أزمة العلم واسم الدولة، في أولمبياد ريو 2016، متهما المسؤولين الحكوميين بأن السير وراء العلم الأولمبي، وخلف لوحة كتب عليها رياضيون أولمبيون مستقلون، بدلا من علم واسم دولة الكويت وعزف السلام الأولمبي (لأول مرة منذ انطلاقة الأولمبياد في عام 1896)، بدلا من السلام الوطني، لا قيمة له عندهم ولم يحرك فيهم شعرة واحدة.

ومن المفترض أن يوجه طلال هذا الكلام لنفسه، أو أن يوجهه له الآخرون، فهو الذي أوصل الأمر إلى هذا الحد، وهو من دفع بتابعه حسين المسلم إلى الشهادة ضد الأندية الكويتية أمام المحكمة الرياضية الدولية (كاس)، وإرسال المذكرة الملغومة إلى المحكمة، والتي طالب فيها بعدم استئناف قرار تعليق النشاط، بل منحه الشرعية والموافقة عليه، وهل نسي أصلا تأكيده أن الاتحاد واللجنة الأولمبية هيئتان غير مستقلتين، وبذلك فهما يستحقان قرار تعليق النشاط لكونهما خالفا الأنظمة الأساسية لـ "فيفا" والأولمبية الدولية، إذا كان يتذكر، فلماذا يتحدث عن العلم الأولمبي وهو المدان الأول في هذا الواقعة، وفقا للكتب الرسمية وليس للاجتهادات الشخصية؟!

طلال شغل نفسه

ويواصل طلال كلامه في البيان، متطرقا - كما جرت العادة - إلى أن الحكومة شغلت نفسها باللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية والقضاء السويسري، بدلا من الاجتماع مع قطاعات الرياضة الأهلية، على الرغم من أن الحكومة - كما أكدنا سلفا - لم تلجأ لـ "كاس" التابعة للجنة الأولمبية الدولية، ومن لجأ إليها هم أندية العربي والكويت والسالمية وكاظمة والفحيحيل والرماية، لتلعب هذه الأندية الدور المنوط باللجنة الأولمبية الكويتية التي اتخذت من السلبية مبدأ لها، ومن ثم دانت نفسها بعدم الدفاع عن حقوق الحركة الرياضية، بل اختصها في الدعوى لتقف مع اللجنة الأولمبية الدولية و"فيفا"، ضد الأندية، ثم دفعت بالمسلم للشهادة ضد الأندية، وهي أمور دفعت "كاس" لرفع الدعويين، ومن ثم أبقت على قرار تعليق النشاط الرياضي كما هو من دون تغيير.

وفي الواقع من شغل نفسه هو طلال الفهد وأتباعه بحثّ اللجنة الأولمبية الدولية و"فيفا" والاتحاد الآسيوي بإرسال سيل من الكتب في فترة وجيزة للغاية تؤكد عدم اعترافها بلجان مؤقتة، والتمسك فقط بالمنتفعين.

ويواصل طلال الفهد اتهاماته للمختلفين معهم، مؤكدا أنهم خصوم لا يعرفون قيم الرياضة ولا قيم الإنسانية ولا شرف الخصومة"، ويبدو أنه تناسى مجددا أنه رفض تنفيذ الأوامر السامية لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حينما طالب بوجود ممثل عن كل ناد في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، واختار المتفقين معه فقط، ولأنه يمتلك قيم الرياضة والإنسانية وشرف الخصومة، فقد أبعد من مجلس إدارة الاتحاد كل الأندية التي تختلف معه، وحتى عندما اختار ممثلين عنها، اختار أشخاصا محسوبين عليه من أصحاب شعار "سمعا وطاعة"!

back to top