صورة الكويت... للفرح أسباب

نشر في 21-08-2016
آخر تحديث 21-08-2016 | 00:09
ساهم البطلان الرياضيان فهيد الديحاني وعبدالله الطرقي في سكب الماء على أرض قاحلة اشتاقت للأمل والفرح والشعور بالإيجابية.
 مظفّر عبدالله

أول العمود :

عندما تشارك شابة عربية في نشاط رياضي يصبح الجميع أولياء أمورها إن كان ما تلبسه لا يروق لهم.

***

في 28 فبراير الماضي نشرت الصحافة المحلية خبر عزم مسؤولي خطة التنمية تخصيص مبلغ 102 مليون دينار لتعزيز صورة دولة الكويت في الخارج. استرجعت هذا الخبر مع تحقيق بطلي الرماية فهيد الديحاني وعبدالله الطرقي بطولات في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو.

هذان البطلان ومن شارك معهما في ألعاب أخرى، ورغم ظروف الرياضة الكويتية القاسية التي تآكلت بسبب ضيق الأفق والصراعات الشخصية حققوا هدف خطة التنمية رغم أنهم خارج حسبتها تماما، بل إن من وضعوا الخطة لم يذكروا الجانب الرياضي أصلا، وهم معذورون لأننا موقوفون دوليا من المشاركة!

هنا، وبعد فوز الديحاني والطرقي بميداليتين ذهبية وبرونزية نرى أن التلميع أو تحسين صورة الدولة أصبح تلقائيا لا مصطنعا، وأن هدف الخطة تحقق بدون صرف مادي أصلا!

ما الدرس المستفاد هنا؟ أعتقد ومن واقع ما حدث بعد الانتصارات الرياضية أن حالة الكويتيين العامة متعطشة إلى نشر قيم الإنجاز والمثابرة الحقيقية لا المصطنعة، وهم قادرون على ذلك، وهناك العديد من الملفات التي يمكن أن يساهم الشباب الكويتيون في تحسينها لو أعطوا الفرصة.

هناك مجاميع شبابية كثيرة قامت بأعمال راقية مثال حملة "ابدأ" لمرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة، ومجموعة "نست" لمساعدة الأطفال السوريين في لبنان ومجموعة "جود" للاهتمام بالأيتام، و"الخط الإنساني" لحقوق الإنسان، وفي المجال الأدبي والثقافي هناك "مكتبة تكوين" الراقية… هؤلاء وغيرهم الكثير يجب ألا يبقوا في الظل، فهم بحاجة للدعم المعنوي قبل المادي الذي يمكنهم من الاستمرار في تربية الشباب على العطاء والتطوير الذاتي، فبهم وبأعمالهم التطوعية تتحسن صورة الكويت في الداخل أولاً.

إنجازات الديحاني والطرقي وكل من شارك في أولمبياد البرازيل وحصول مجموعة من الطالبات والطلبة على كأس ملكة تايلند في مسابقة "سمارت برين" للحساب الذهني، يجب ألا تمر مرور الكرام، ولا بد من الاستفادة منها بتعزيز عقيدة الاهتمام بالشباب في جميع المجالات، فقد ساهموا في سكب الماء على أرض قاحلة اشتاقت للأمل والفرح والشعور بالإيجابية.

back to top