العالم يقف عاجزاً

نشر في 02-08-2016
آخر تحديث 02-08-2016 | 00:06
 يوسف عبدالله العنيزي لماذا يقف العالم عاجزا أمام الإرهاب والقضاء عليه أو حتى إيقاف هجماته التي حصدت مئات الأرواح البريئة؟ ولماذا يقف العالم عاجزا على الرغم من إمكاناته الضخمة من طائرات حربية وصواريخ بعيدة وقصيرة المدى، وأقمار صناعية وأجهزة رصد نعرف بعضها ونجهل أغلبها، بكل قواته المسلحة التي تتجاوز مئات الملايين، والمدججة بكل أنواع الأسلحة؟ يقف عاجزا بكل أحلافه ومنظماته فانتشر الإرهاب، وأصبحت الدنيا ساحة لتحركاته، يضرب متى ما شاء وبالطريقة التي يريدها؟

والأسئلة الخطيرة التي تصعب الإجابة عنها: لماذا ظهر؟ وكيف نشأت المنظمات والجماعات الإرهابية؟ وهل هي ظاهرة حديثة أم أنها قديمة قدم التاريخ، وإن اختلفت أهدافها؟ وهل تسعى إلى قتل المدنيين ونشر الرعب وترويع الآمنين فقط أم أنها تسعى إلى إعادة رسم خريطة العالم، وباستخدام جميع الوسائل الممكنة، ومنها ما يسمى "بالذئاب المنفردة" التي ثبت خطرها على الدنيا كلها، والتي أدت مؤخرا إلى بث الخوف والرعب في دول لدرجة إعلان حالة الطوارئ؟

دعونا نفكر بصوت مسموع: ترى ما الدوافع وراء التهافت للالتحاق بتلك المنظمات والجماعات الإرهابية والتعاطف معها أو حتى عدم استهجان ما يقومون به من أعمال منافية لكل الأخلاق والمبادئ الإنسانية والتعاليم الإلهية؟

في اعتقادي أن هناك عدداً من الدوافع، لعل من بينها الأسس والأفكار الدينية، وتقع مسؤولية ذلك على انتشار فتاوى الجهاد من شيوخ أجلاء سواء في الحاضر أو من خلال كتب تم تأليفها منذ مئات السنين. وهذا الفكر لا يمكن قتاله والقضاء عليه حتى لو استخدم العالم كل ما يملك من أسلحة وتكنولوجيا، من تلك الدوافع أيضا إحساس الإنسان بالظلم والجهل وعدم التعليم؛ مما يجعله قابلاً لاعتناق أفكار يتم غرسها في ذهنه لعدم تمكنه من التمييز بين الحق والباطل، ثم وهو الأخطر بروز طبقة تعشق السلطة، وتسعى إليها باستخدام كل ما يتوافر لها من إمكانات، وبشكل خاص القدرة وقوة الشخصية، وهذه الصفات يتميز بها قادة تلك الجماعات التي تحيط نفسها بهالة من السرية والعظمة والسلطة المطلقة.

أضف إلى تلك الدوافع الإعلام العربي ودوره السلبي، فقد انتقل من القدرة على تحويل الهزائم إلى انتصارات والفشل إلى إنجازات ليؤدي الآن دور المحرض وإشعال الفتنة وبث روح الكراهية، وتضخيم الخلافات، فغدا الإعلام "كيرا" ينفخ تلك النار التي يستعر أوارها تحت الرماد، من خلال الأخبار التي تتم صياغتها، وقد تكون بعيدة عن الحقيقة، أو من خلال برامج حوارية مرسومة الأهداف والاتجاه مع مجموعة من الخبراء الاسترايجيين وقادة الفكر وقادة المعارضة سواء المعتدلة أو العوجاء.

والجميع يتفق على أن ما يدور الآن في منطقتنا من حروب وقتال وتدمير وتهجير لآلاف العائلات، كل ذلك من صنع الاستعمار الغربي والاحتلال الأميركي والتدخل الروسي، أما نحن الشعوب والقيادات العربية فهالة الملائكة تحيط بنا.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

لماذا

لا أدري لماذا خطر على البال هذا السؤال: لماذا اختفت الزعامات التاريخية من عالمنا اليوم، فلم نعد نسمع عن قادة غيروا مجرى التاريخ، سواء إيجابا أو سلبا، من أمثال جمال عبدالناصر، ونهرو، وكاسترو، وسوكارنو، وخروشوف، وستالين، وهتلر، وتيتو، وديغول، وغاندي، وكيندي، وغيرهم من قادة دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه؟ لا أدرى لماذا خطر على بالي هذا السؤال، وأنا أتابع الانتخابات الرئاسية الأميركية؟

back to top