الأسد يحتل حياً شمال حلب... وموسكو تتكفل بأمن السكان

• النظام السوري يعرض العفو على «المستسلمين»
• الظواهري يعطي «النصرة» حق فك الارتباط

نشر في 29-07-2016
آخر تحديث 29-07-2016 | 00:05
غداة إعلان وزارة الدفاع الأميركية اعتزامها فتح جبهة جديدة جنوب سورية ضد تنظيم «داعش»، أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمراً ببدء عملية واسعة النطاق في حلب تشمل ممرات آمنة لخروج المدنيين والمستسلمين تواكب التطور الميداني الذي تحققه قوات النظام السوري شمال حلب.
مع تأكيد قيادة جيش الرئيس السوري بشار الأسد قطعها جميع الطرق المؤدية إلى الأحياء الشرقية، وسيطرتها على حي بني زيد شمال المدينة على ضفة طريق الكاستيلو، مطالبة مقاتلي الفصائل بتسليم أسلحتهم وتسوية أوضاعهم، نقل التلفزيون السوري الرسمي عن محافظ حلب قوله إن ثلاثة معابر إنسانية سيجري فتحها للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة.

كما عرض الرئيس السوري بشار الأسد عفوا لكل المعارضين الذين سيقررون تسليم أنفسهم خلال ثلاثة أشهر.

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس بدء «عملية إنسانية واسعة النطاق» في حلب بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين تشمل إقامة ممرات آمنة لخروج المدنيين ومساعدات إنسانية وطبية.

وبعدما أشار إلى «وضع إنساني صعب» في المدينة المحاصرة منذ السابع من يوليو وشهدت معارك طاحنة في الأيام الأخيرة، أوضح شويغو، في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية، أن ثلاثة ممرات إنسانية ستقام مع القوات الحكومية «من أجل المدنيين المحتجزين كرهائن لدى الإرهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام».

وأشار الوزير الروسي إلى أن ممرا رابعا سيفتح في الشمال على طريق الكاستيلو ليسمح «بمرور المقاتلين المسلحين بشكل آمن»، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق سوى «بضمان أمن سكان حلب».

الهدنة والتنسيق

وقال شويغو: «دعونا مرات عدة الأطراف المعارضة لوقف إطلاق النار لكن المقاتلين انتهكوا الهدنة في كل مرة وقصفوا مناطق مأهولة وهاجموا مواقع القوات الحكومية»، مضيفاً: «نتيجة لذلك أصبح الوضع في مدينة حلب ومحيطها صعباً».

ونبّه شويغو إلى أن بوتين أرسل رئيس إدارة العمليات في وزارة الدفاع الجنرال حجي محمدوف على رأس وفد الخبراء في جنيف وفق طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في حلب مع نظرائهم الأميركيين، مشددا على ضرورة توحيد الجهود من أجل تجنب تكرار السيناريو الليبي والأفغاني في سورية.

السلع الأساسية

إلى ذلك، أكد مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، أمس، أن «روسيا لم تستشر الأمم المتحدة بشأن مقترح الممرات الإنسانية في حلب ومن المبكر التعليق عليه»، محذراً من أن «مخزون السلع الأساسية في مناطق سيطرة المعارضة يكفي ثلاثة أسابيع فقط».

وأكد ديميستورا أن «الخبراء العسكريين الأميركيين والروس سيناقشون في جنيف تفاصيل خطة التعاون في سورية، وإذا لم يتوصلوا إلى نتيجة فسينعكس ذلك بشكل سلبي جداً على محادثات جنيف» المرتقبة الشهر المقبل.

عفو وحصار

في الأثناء، أصدر الرئيس بشار الأسد، أمس، مرسوماً تشريعياً نشرته وكالة الأنباء الرسمية «سانا» يقضي بمنح عفو «لكل من حمل السلاح أو حازه لأي سبب، وكان فاراً من وجه العدالة، أو متوارٍ عن الأنظار، متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة» خلال مدة ثلاثة أشهر.

كما يشمل العفو «كل من بادر إلى تحرير المخطوف لديه بشكل آمن ومن دون أي مقابل»، حسبما ورد في المرسوم.

وقبل المرسوم، دعت قيادة الجيش النظامي، أمس الأول، مقاتلي الفصائل المسلحة في حلب إلى تسليم أسلحتهم وتسوية أوضاعهم. وشددت قوات النظام أمس حصارها على الأحياء الشرقية بسيطرتها الثلاثاء على حي الليرمون، وبعده حي بني زيد، أمس الأول، بالتزامن مع سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) على منطقة السكن الشبابي بحلب، الأمر الذي أجبر مقاتلي المعارضة على الانسحاب من المنطقة.

جبهة جديدة

وفي وقت سابق، أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس الأول أن التحالف الدولي لايزال يعمل على فتح جبهة جديدة ضد تنظيم «داعش» في جنوب سورية استكمالاً للجهود الكبيرة في الشمال الشرقي، موضحاً أن ذلك سيحسن الأمن لدى الأردن وسيؤدي إلى فصل مسرح العمليات في سورية عن العراق.

وفي تطور لافت، أبلغ زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري «جبهة النصرة»، في تسجيل صوتي أذيع أمس، بأن بوسعها التضحية بروابطها التنظيمية معه إذا كان ذلك لازماً للحفاظ على وحدتها ومواصلة المعركة في سورية.

وقال الظواهري، للجبهة، إن «اخوة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة والمتحولة، وإن وحدتكم واتحادكم وتآلفكم أهم وأعز وأغلى عندنا من أي رابطة تنظيمية»، مضيفا «فوحدتكم واتحادكم ووحدة صفكم تعلو فوق الانتماء التنظيمي والحزبي بل يضحى بلا تردد بتلك الروابط التنظيمية الحزبية إذا تعارضت مع تآلفكم ووحدتكم واصطفافكم في صف واحد كالبنيان المرصوص في مواجهة عدوكم العلماني الطائفي وتتواطأ معه الحملة الصليبية المعاصرة».

back to top