«قمة نواكشوط» تنطلق بجدول أعمال يتصدره الإرهاب وإيران

• «إعلان نواكشوط» يؤكد الالتزام العربي بمكافحة الإرهاب ويرحب بالمبادرة الفرنسية بشأن السلام
• «الجامعة» تنفي وجود محاولات لإجهاض أي مشروع قرار... وأمينها العام يسعى إلى تحقيق المصالحة

نشر في 25-07-2016
آخر تحديث 25-07-2016 | 00:05
تشهد العاصمة الموريتانية نواكشوط اليوم وغداً انعقاد أعمال القمة العربية الـ27، في ظل صراعات وأزمات عديدة تواجهها الكثير من دول المنطقة من بينها الحرب على الإرهاب، والأوضاع في سورية والعراق واليمن، وغيرها من الأمور التي سيستعرضها القادة العرب خلال قمتهم.
اكتملت الاستعدادات النهائية في العاصمة الموريتانية نواكشوط لانطلاق أعمال القمة العربية العادية في دورتها السابعة والعشرين برئاسة موريتانيا، اليوم الاثنين، والتي تتسلم الرئاسة خلالها من مصر رئيسة القمة في دورتها الـ26.

ويبحث القادة والرؤساء العرب في 16 بنداً في مقدمتها القضية الفسطينية بكل أبعادها، وما يتعلق بعملية السلام والقدس والاستيطان واللاجئين والـ"أونروا".

ويتضمن جدول الاجتماعات تطورات الأزمة السورية والوضع في كل من ليبيا واليمن ودعم الصومال وخطة تحرك السودان، لتنفيذ استراتيجية خروج "اليوناميد" من إقليم دارفور، واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى"، بجانب التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلا عن بند آخر يتعلق باتخاذ موقف عربي إزاء وجود القوات التركية في العراق، وآخر في شأن صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وتطوير جامعة الدول العربية، والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك.

جدول الأعمال

وتتناول بقية الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال تحديد موعد ومكان الدورة العادية الـ28 لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، وتوجيه الشكر لدولة موريتانيا لاستضافتها القمة الـ27، والترحيب بتعيين الأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، ومشروع بيان بشأن التضامن مع دولة قطر وإدانة اختطاف مواطنين قطريين في العراق.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية الوزير مفوض محمود عفيفي، إن "وزراء الخارجية أعدوا في اجتماعهم التحضيري للقمة، كل مشروعات القرارات فيما يتعلق بمجمل الأوضاع العربية الراهنة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، والارتقاء بالعمل العربي المشترك، بالإضافة إلى تقريرين أولهما لهيئة متابعة تنفيذ قرارات القمة التي عقدت العام الماضي بمدينة شرم الشيخ، وثانيهما تقرير الأمين العام للجامعة العربية حول العمل العربي المشترك وتطوير الجامعة، بالإضافة إلى بنود المجلس الاقتصادي والاجتماعي فيما يخص التنمية والاستثمار.

إيران وتركيا

وأضاف عفيفي أن توافقاً عربياً بشأن مجمل مشاريع القرارات المرفوعة للقادة مع تحفظ من قبل بعض الدول الأعضاء على مشروعات تتعلق بالتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وكذلك مشروع قرار التضامن مع لبنان، ومشروع القرار الخاص بإدانة التوغل التركي في الأراضي العراقية، والتي تتصل بالأساس بصياغة بعض بنود هذه القرارات، ووفقاً للمواقف التقليدية لبعض الدول العربية، وسيتم رفعها إلى القادة للبت فيها، نافياً في الوقت ذاته وجود أي محاولات لإجهاض أي من مشروعات القرارات.

وفي رده على سؤال حول مقعد سورية الشاغر في القمة، ومدى وجود أي مبادرات لشغله، لفت إلى أنه لم يطرأ أي جديد في هذا الإطار، نظراً للمعطيات الراهنة، حيث لم يقع تغيير في مواقف الأطراف المعنية بما يدفع لإعادة النظر في وضع جديد لمقعد سورية في الجامعة العربية.

وقال إن مناقشات وزراء الخارجية العرب التحضيرية ركزت على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بما يقود إلى وقف نزيف الدماء الذي طال الشعب السوري منذ عدة سنوات.

المصالحة العربية

وفيما إذا كان وزراء الخارجية العرب تطرقوا إلى مسألة المصالحة العربية العربية، وفق ما جاء في مداخلة وزير الخارجية الموريتاني في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع التحضيري، أكد عفيفي حرص الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط على تحقيق المصالحة العربية بين كل الأطراف، وهو يسعى في هذا الصدد إلى رأب الصدع، والوصول إلى تقارب عربي في وجهات النظر، موضحاً أن هذه المسألة قد تكون موضعاً للنقاشات بين الوزراء في الغرف المغلقة أو بشكل ثنائي، لكنها لم تطرح داخل قاعة الاجتماع التحضيري للقمة، نافياً أن تكون قد طرحت حالات بعينها، سواء فيما بين الدول العربية أو بين أطراف الأزمات العربية، ونفى عفيفي أيضاً وجود أية محاولات لعرقلة انعقاد القمة في موريتانيا.

إعلان نواكشوط

وحصلت "الجريدة" على "إعلان نواكشوط" المقرر أن يصدر في ختام اجتماع القادة العرب في القمة السابعة والعشرين اليوم.

ووفق الإعلان، فإن القادة سيؤكدون التزامهم بانتهاج أنجع السبل العملية للتصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي، بتطوير آليات مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والسلم العربيين بنشر قيم السلام والوسطية والحوار، للارتقاء بمجتمعاتنا إلى مستوى الدفاع عن نفسها، وصيانة تماسكها واستقلالها،

والتأكيد مُجدداً على مركزية القضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك، وعلى المضي قُدماً في دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي الممنهج وتكريس الجهود، في سبيل حل شامل عادل ودائم يستند إلى مبادرة السلام العربية، ومبادئ مدريد وقواعد القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة.

وفي هذا السياق، سيرحب القادة العرب بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، بما يفعل حق الشعب الفلسطيني "وفق إطار زمني" في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كاملة السيادة على مجالها الجوي ومياهها الإقليمية وحدودها الدولية، مطالبين المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان والأراضي المحتلة في جنوب لبنان إلى حدود 4 يونيو ١٩٦٧.

ويشدد القادة العرب في إعلانهم على إيمانهم بضرورة توثيق أواصر الأخوة وتماسك الصف العربي وتحقيق المصالحة الوطنية وتسوية الاختلافات المرحلية، سداً لذريعة التدخل الأجنبي والمساس بالشؤون الداخلية للبلاد العربية.

كما يدعو القادة العرب الأطراف في ليبيا إلى السعي لاستكمال بناء الدولة والتصدي للجماعات الإرهابية، ويناشدون الفرقاء في اليمن تغليب منطق الحوار، ليستعيد اليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، معربين عن أملهم أن يتوصل الأشقاء في سورية إلى حل سياسي يعتمد على مقومات الحفاظ على وحدة سورية ويصون استقلالها وكرامة شعبها، كما أكدوا دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية، وتحرير أراضيه من تنظيم داعش الإرهابي.

لم يقع تغيير في المواقف يدفع إلى إعادة النظر في وضع جديد لمقعد سورية ... أحمد أبوالغيط
back to top