صعود نمور آسيا وهبوطها

نشر في 13-07-2016
آخر تحديث 13-07-2016 | 00:07
 د. ندى سليمان المطوع • لا يمكننا أن ننسى نمور آسيا وطفرة الصعود الآسيوي، فقد كانوا أمثلة متميزة اقتصاديا أردنا يوما أن نحتذي بهم، فخلال التسعينيات حدث صعود اقتصادي لمجموعة دول شرق آسيا المتمثلة بالصين واليابان وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان، وقد حازت الدول الصغيرة حجما، وهي سنغافورة وكوريا وهونغ كونغ وتايوان، لقب نمور آسيا الصاعدة.

الطفرة الصناعية بدأت آنذاك باليابان، فحققت معدلات من النمو، وأصبحت اليابان بذلك دولة صناعية متقدمة على مثيلاتها من الدول الصناعية الأخرى، وأصبحت أيضا جاذبة لأهل الإدارة والاقتصاد للبحث والتحليل حول مقومات التقدم الصناعي، فتصدرت مجلات عديدة أبرزها نيوزويك بتقرير حول مهارة الأيدي العاملة اليابانية، وتطبيق السبل وابتكارها لحل الأزمات والاستثمار بالصناعة التكنولوجية، ووجود سياسة خاصة بالإنفاق في زمن الطفرة الاقتصادية، أي ترشيد الإنفاق في فترة الوفرة المادية لا العكس، بالإضافة إلى الحرص على تنفيذ سياسات تعزيز ثقافة الادخار على المستوى العائلي، فضلا عن رفع مستوى الادخار كجزء من السياسة العامة للدولة.

ولعل تلك السياسات كان لها دور مباشر في احتواء اليابان لأشد الأزمات والكوارث البشرية والبيئية، وهي أزمة التسونامي التي حلت بها ومسّت مفاعلاً من أهم المفاعلات النووية وأعقدها، فكان الشعور بالاطمئنان سببه سياسة الدولة في الابتعاد عن الإفراط في الإنفاق زمن الوفرة المادية، واستعدادها لاحتواء الأزمات بشكل معنوي ومادي، فهل لنا أن نتعلم من اليابان دروسا نحن في أمسّ الحاجة إليها؟ لم يستمر شهر العسل الاقتصادي الآسيوي، فقد تعرضت آسيا لأزمة اقتصادية عام 1997 انخفضت قيمة عملاتها رغم مسارها الصحيح، ولم تستطع أن تصمد أمام تلاعب المضاربين، فعادت النمور إلى تحقيق المعادلة الصعبة وهي تشجيع الابتكار والإنتاجية في ظل سياسة ترشيد الإنفاق العام.

• ملاحظات سريعة حول الدراما الرمضانية لهذا العام، فمسلسل ساق البامبو تفوق وبامتياز هذا العام، فالقصة جميلة والمسلسل حمل رسائل قوية نحن بحاجة إلى الاستماع إليها، أبرزها الحوار الذي أظهر تناقض الأفكار بين التقاليد وتعاليم الدين الرافضة للعادات العائلية التي أحاطت الجيل الشبابي بقيود اجتماعية ورفضت الآخر، سواء كان من البدون أو أجنبي الأم والتربية، وأبدعت الفنانة سعاد عبدالله كما أبدع الفنان فيصل العميري.

أما مسلسل "جود" فرغم افتقاره إلى إيجاد حل للعنف الأسري فإنه أبرز جانباً جديداً ألا وهو اجتماع شخصيات المسلسل في البيت الواحد، بالإضافة إلى دور زميلات العمل في تناول قضية "جود" بطلة المسلسل المتألقة هدى حسين.

• كلمة أخيرة:

تنامت قضايا العنف الأسري ضمن الأسر الكويتية بشكل مؤلم، وانتشرت قصص العنف الموجه للأطفال والشباب والزوجات، ولم نر دورا للمؤسسات التعليمية أو جمعيات النفع العام إلا المحاضرات فقط، فإلى متى؟ هناك حاجة لنشر الوعي القانوني، وعلى ضحايا العنف الإبلاغ وبصوت مسموع.

• وكلمة أخرى:

بفضل التكنولوجيا أصبحت بوابة التعليم مفتوحة ومتاحة للجميع، فهناك من سلك المسلك الحكومي التقليدي في التعليم، أي عبر البعثات التعليمية، فوجد في أروقة المؤسسات الحكومية الوظيفة المناسبة والراتب الحكومي السخي، وهناك من سلك سلوكا ذاتيا للتعلم واكتسب المهارات التي تفتقر لها مؤسساتنا، فأبدع في عمله وخاطر بماله ومجهوده، وعلينا احترام الاثنين وتقديرهما معا.

back to top