الاختبار الجيني... هل نتكل عليه؟

نشر في 17-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 17-07-2015 | 00:01
No Image Caption
سيبدأ الاختبار الجيني باجتياح مجال الطب تدريجياً وسرعان ما يغزو حياتنا كلها. لكن إلى أي حد يمكن اعتباره موثوقاً؟ بدأ كل شيء بعد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من خلال فك شيفرة الجينوم البشري، فقرر الباحثون حينها اكتشاف طريقة عمل الجينات. أدت هذه الأبحاث سريعاً إلى طرح أسئلة عدة عن مصداقية الاختبار الذي يقترحونه.
يمكن اعتبار هذه الاختبارات الجينية موثوقة، لكن يتوقف الأمر على العوامل التالية:

من أجرى الاختبار؟

• نوع الاختبار.

• طريقة تفسير النتائج.

من أجرى الاختبار؟

تحصل جميع الاختبارات على يد آلات أو روبوتات تحلل الجينات بسرعة متزايدة على نحو استثنائي: الاختبار الذي كان يتطلب أسابيع منذ عشر سنوات بات يقتصر اليوم على 10 دقائق تقريباً. من هذه الناحية، لا مجال للخطأ.

ما نوع الاختبار؟

يجب التمييز بين اختبار الحمض النووي العادي واختبار الحمض النووي الريبي. في هذه الحالة، يستهدف الاختبار الحمض النووي (23 زوجاً من الكروموسومات في نواة كل خلية). تكون الجينات {ثابتة{ وبالتالي لا يمكن تغييرها لأنها تولد معنا. لكن تُعتبر طريقة التعبير الجيني أساسية ويمكن أن تؤثر على أسلوب حياة الفرد (التدخين، السعرات الحرارية، الرياضة، النوم...). نتيجةً لذلك، قد تصبح الجينة المتبدلة {خامدة» أو ناشطة بدرجة متفاوتة. على صعيد آخر، نادراً ما تكون الجينة المعزولة مسؤولة عن الأمراض. بشكل عام، لا بد من وجود خليط من الجينات (50 أو أكثر أحياناً) لإنتاج ميزة معينة. لذا تكون الجينة جزءاً من شبكة أو حلقة ضمن سلسلة متكاملة، وهي ترتبط بتفاعلات مختلفة ومتعددة.

من المعروف أن 90% من حالات السرطان تنجم عن العامل البيئي. لذا حين نفكر بالاختبار الجيني، يجب أن نعرف ما نبحث عنه: هل نعرف جميع المعلومات اللازمة عن الجينات المرتبطة بالأمراض؟ ما هي أهم الجينات؟ هل نختبر المجموعة الصحيحة من الجينات؟ هل هذا الاختبار كافٍ؟

هل يمكن تفسير النتائج من دون ارتكاب الأخطاء؟

تصعب الإجابة عن هذا السؤال لأننا نستطيع طرح التقديرات أو إعطاء فكرة عامة فقط، وهذا الأمر لا يناسب المريض. بسبب هذه الشكوك، من المفيد أن نقدم بعض النصائح إلى جانب النتائج إذا أردنا تجنب أي قلق غير مبرر.

ما الأمر المؤكد؟

في المستقبل القريب، سنحصل جميعاً على {جواز سفرنا{ الجيني. من خلال فك شيفرته في مجال الرعاية الصحية مثلاً، سنعرف ما يجب أن نأكله ونحدد موعد الأكل وكميته، فضلاً عن رصد الأمراض التي نكون معرّضين لها، والأهم من ذلك هو اكتشاف كيفية تجنب تلك الأمراض ومعرفة الأدوية التي يمكن أخذها وتحديد جرعتها وفترة العلاج ونوع الرياضة المناسب لنا وتوقيتها. ستصبح هذه الطريقة موثوقة خلال فترة قصيرة. وستتراجع كلفتها بسرعة أيضاً كي تصبح مقبولة بالنسبة إلى الجميع.

أخيراً، من الواضح أن هذه الظاهرة الطبية المتسارعة ستجتاج أسلوب حياتنا وقد تفرض علينا نوعاً من الدكتاتورية حيث يطالب الأطباء وشركات التأمين بأن يعيش الناس حياتهم بطريقة تُعتبر {خالية من المخاطر{.

back to top