ضجيج السيارات يُسبب سكتة دماغية

نشر في 19-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 19-07-2015 | 00:01
No Image Caption
قد يؤدي العيش في منطقة يكثر فيها ضجيج السيارات على الطرقات إلى تراجع متوسط الحياة المتوقع، وفق بحث جديد نُشر في مجلة القلب الأوروبية.
أظهر بحث نُشر في مجلة القلب الأميركية أن العيش في منطقة يكثر فيها ضجيج السيارات على الطرقات يؤدي إلى تراجع متوسط العمر المتوقع.

تشير هذه الاكتشافات إلى رابط بين التعرض الطويل الأمد لضوضاء السيارات والوفيات، فضلاً عن ارتفاع خطر الإصابة بسكتة دماغية، وخصوصاً بين المسنين. قادت هذا البحث كلية لندن للصحة والطب المداري بالشراكة مع الكلية الملكية والكلية الإمبراطورية في لندن.

حلل الباحثون بيانات 8.6 ملايين شخص عاشوا في لندن بين عامَي 2003 و2010. فتحققوا من معدلات ضوضاء السيارات على الطرقات  خلال النهار (من السابعة صباحاً حتى الحادية عشرة ليلاً) والليل (من الحادية عشرة ليلاً حتى السابعة صباحاً) في مواقع مختلفة من المدينة، وقارنوا هذه المعطيات مع عدد الوفيات ودخول المستشفى في كل منطقة في حالة البالغين (في الخامسة والعشرين من العمر أو أكثر) والمسنين (في الخامسة والسبعين من العمر أو أكثر).

تبين لهم أن الوفيات أكثر شيوعاً بنسبة 4% بين البالغين والمسنين الذين تناولهم البحث في مناطق تشهد ضجيج سيارات عالياً يفوق 60 دسيبيلاً، مقارنة بالمناطق التي لا يتخطى فيها الضجيج 55 دسيبيلاً. ويذكر الباحثون أن الوفيات ارتبطت عموماً بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويقولون إن هذا يعود، على الأرجح، إلى ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات النوم، والإجهاد بسبب الضجيج.

بالإضافة إلى ذلك، تبين أن احتمال دخول المستشفى بسبب الإصابة بسكتة دماغية أعلى بنحو 5% بين البالغين الذين يعيشون في مناطق أكثر ضجيجاً خلال النهار بسبب السيارات (أكثر من 60 دسيبيلاً)، مقارنة بمن يعيشون في مناطق أكثر هدوءاً (أقل من 55 دسيبيلاً). وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 9% بين المسنين. كذلك ارتبط ضجيج الليل (55-60 دسيبيلاً) الناجم عن السيارات بارتفاع بنسبة 5% في مخاطر الإصابة بسكتة دماغية، إنما بين المسنين فحسب.

اضطرابات النوم

توضح الباحثة البارزة د. جانا هالونين من كلية لندن للصحة والطب المداري: «سبق أن رُبط ضجيج الطرقات باضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم. لكن دراستنا هي الأولى في المملكة المتحدة التي تُظهر ارتباط الضجيج بالوفيات والسكتات الدماغية. تُعتبر هذه أكبر دراسة من نوعها حتى اليوم. فقد تناولت كل المقيمين في منطقة طريق M25 خلال فترة سبع سنوات. وقد عززت اكتشافاتنا الأدلة التي تشير إلى أن الحد من ضوضاء الطرقات قد يعود بفائدة على الصحة}.

في لندن، يتعرض أكثر من 1.6 مليون شخص لضوضاء سيارات خلال النهار تفوق 55 دسيبيلاً، ما تصنفه منظمة الصحة العالمية من معدلات الضجيج في المجتمع التي تسبب مشاكل صحية.

تضيف الدكتورة آنا هانسل، باحثة شاركت في هذه الدراسة من مركز MRC-PHE للبيئة والصحة في الكلية الإمبراطورية في لندن: {يمكننا أن نجزم، بالاستناد إلى هذا النوع من الدراسات، ما مخاطر الضجيج التي يواجهها الفرد. إلا أن هذه المخاطر قد تبدو بسيطة مقارنة بعوامل الخطر المعروفة وراء الأمراض القلبية الوعائية، مثل النظام الغذائي، التدخين، عدم التمرن، وحالات صحية عدة، منها ارتفاع ضغط الدم والداء السكري. لكن دراستنا تثير أسئلة مهمة حول التأثيرات الصحية المحتملة للضجيج في مدننا، أسئلة تحتاج إلى مزيد من الأبحاث}.

ارتفاع ضغط الدم

بين عامَي 2003 و2010، توفي 442560 شخصاً بالغاً جراء أسباب مختلفة، 291139 منهم من المسنين. وقد أُدخل ما مجموعه 400494 بالغاً إلى المستشفى بسبب مشاكل قلبية  خلال الفترة عينها، 179163 منهم من المسنين. قيّم الباحثون الرابط بين ضجيج السيارات والوفيات وعمليات دخول المستشفى، آخذين في الاعتبار عوامل أخرى، مثل سن الشخص وجنسه، فضلاً عن خصائص أخرى، مثل الإثنية، معدل التدخين، تلوث الهواء، والحرمان الاجتماعي-الاقتصادي.

فيما تأمل الباحثون في البيانات على مستوى المناطق، لاحظوا أن اكتشافاتهم قد لا تنطبق على أفراد يعيشون في تلك المناطق لأنهم قد يواجهون عوامل خطر قلبية مختلفة على الصعيد الفردي، فضلاً عن اختلافات أخرى، منها طول مدة الإقامة في منطقة معينة، أوقات أنماط النشاط مثل الانتقال إلى العمل، والناحية التي تواجهها نوافذ مكان السكن. لكن الباحثين يؤكدون أن اكتشفاتهم تتلاءم مع دراسات  تربط ضوضاء الطرقات بارتفاع ضغط الدم، الذي يُعتبر  أحد أسباب السكتة الدماغية الرئيسة.

back to top